⏪⏬
يمتلك الإنسان العديد من المشاعر والأحاسيس التي تصدر عنها سلوكيات معينة نتيجة تفاعله مع المحيط ومع غيره من البشر . ولابد
للإنسان من التمسك بسلوكيات تقوي وتعزز علاقاته الإجتماعية وتنمي لديه روح المحبة والتعاون ، فيبتعد بذلك عن كل مايسيء به لنفسه وللآخرين ، وما يعرضه للإساءة والإحراج في كثير من المواقف .. وبالتالي يجب عليه التحكم بمشاعره والسيطرة على تلك السلوكيات وتوجيهها بالشكل الذي يخدمه ويبعده عن الأذى والألم والإذلال .
من هذه المشاعر والأحاسيس _ التي تعتري النفس البشرية في مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين ، وتصيب جميع العلاقات الإنسانية :، كالعلاقات الرومانسية والزوجية ..العلاقات الأسرية وعلاقات الصداقة والعمل والدراسة وغيرها _ الغيرة .
الغيرة كما عرفها بعض الفلاسفة وعلماء النفس : هي مزيج من مشاعر الخوف والغضب معاً .
أو هي : التقاء صوت العاطفة بصوت العاصفة .
وهذا المفهوم يتخذ اتجاهين مختلفين ، اتجاه ايجابي وآخر سلبي . أو بمعنى آخر : غيرة سوية محمودة ( الغيرة الطبيعية ) ، وغيرة سلبية مرضية والتي تتحول إلى سلوكيات خطرة كالحسد والحقد والشك وبعض الإضطرابات العقلية والنفسية وغير ذلك بكثير .
والغيرة تنحى مسلكين : غيرة من البعض ،وغيرة على بعض .
أنواع الغيرة وتطوراتها :
1_ الغيرة الرومانسية (الغيرة العادية )
هي الإحساس بالخوف من فقد أحد الطرفين للآخر بسبب محبته له وعدم القدرة على العيش بدونه ( كالغيرة بين الأزواج ) ، وهذا الإحساس يغذي العلاقة ويجددها ويشعر الطرفين بالاهتمام والحب والإحترام ؛ شرط أن يبقى في حدود المعقول والطبيعي كي لايتحول نحو السلبية كالشك والوهم الذي يسيطر على التفكير ويدفع الإنسان إلى سلوكيات عدائية قاتلة أحيانا ، وخاصة عندما لايكون هناك سببا منطقيا واضحا للشك وتفسير تصرفات الآخر بشكل خاطئ .
فبين الشك والغيرة شعرة رفيعة .. حيث أن الغيرة الشديدة وغير المنطقية تسبب هذا الشك بين الطرفين وتصبح العلاقة سلبية مهددة بالإنهيار .
2_ الغيرة العائلية :
وتتمثل بغيرة الأخوة من بعضهم البعض وتنافسهم على الحصول على اهتمام الوالدين أكثر ونيل مكتسبات معينة .
وهذه الغيرة قد تصبح حالة مرضية بسبب جهل الآباء أحيانا وعدم قدرتهم على العدل بين الأبناء وتفهم حالة كل منهم والاهتمام اللازم بكل سلوكياتهم وميولهم ورغباتهم وتوجيه هذه الغيرة بين أولادهم التوجيه الصحيح حيث يصبح الطفل انطوائيا يسيطر عليه الإحساس بالضعف وعدم الثقة بالنفس وعدم رغبته بالتعامل مع الآخرين .
3_ غيرة الأصدقاء :
وهذه تكون إما غيرة على بعض كأن ينتاب أحد الأصدقاء شعور بالخوف من فقدان صديقه أو الإبتعاد عنه بسبب دخول طرف ثالث بينهما ،وغالبا ماتقع هذه الغيرة بين الصداقات بين الجنسين ( صداقة المرأة والرجل )
أو تكون غيرة من بعض فيغار صديق من صديقه بسبب الذكاء ، التفوق العلمي ، المكانة الإجتماعية ،اهتمام المدرسين أو بسبب موهبة وتميز معين .أيضا هذه الغيرة إن لم تعالج قد تتحول إلى شعور باليأس أو الحزن أو تنحى سلوك الحقد والإنتقام .
4_ الغيرة في العمل :
تقع بين الموظفين في أية مؤسسة وذلك بسبب ترقية ،زيادة مرتب .تقرب أحد الموظفين من رؤسائه في العمل ، الفروق الآجتماعية والتعليمية وغيرها ..
وإذا ما تجاوزت هذه المشاعر حدودها الطبيعية تحولت إلى الحسد الذي يسيطر على تفكير الفرد ويدفعه إلى الحقد والكراهية والتعامل العدائي مع الآخرين .
5_ الغيرة المرضية ( الغيرة غير الطبيعية ):
وتحدث نتيجة إنعدام الشعور بالأمان وعدم النضج والوعي الكامل والشعور بالنقص والعجز وعدم الثقة بالنفس وأحيانا تكون نتيجة لبعض الأمراض العقلية مثل : جنون العظمة ، الفصام ، الإختلال الكيميائي في الدماغ وغيرها .
وصاحب هذه الغيرة دوما يلقي باللوم على الطرف الآخر في كل سلوكياته مستخدما الحيل النفسبة اللاشعورية أو الحيلة الدفاعية ( projection) والتي سماها عالم النفس ( سيجموند فرويد ) بالإسقاط .
والحيلة الدفاعية هي عملية هجوم يحمي بها الفرد نفسه بإلصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المحرمة أو المستهجنة أحيانا بالآخرين .وهي وسيلة لاستبعاد العناصر النفسية المؤلمة عن حيز الشعور .
والإسقاط قد يؤدي إلى عدوان مادي في صورة جرائم .
فمثلا الموظف الذي يحمل مشاعر عدوانية لرئيسه أو زميله ، قد يسقط هذه المشاعر عليه ويتصور أنه يكيد له ويتربص به لكي يؤذيه ومن ثم يبادر بالهحوم والإعتداء عليه .
كذلك الرجل الذي يخون زوجته ، كثيرا ما يتهمها بالخيانة ويشك بها ويؤلمها بسلوكياته وكذلك الزوجة الخائنة .
عندما تصبح درجة الغيرة مبالغ فيها فإنها تُحدث أوهاما بالإضطهاد من خلال الشعور بالذنب الذي يحمل الشخص تخيل الآخرين كأنهم يلقون بالتهم عليه فينسب إليهم سماته الذاتية وعواطفه وميوله وعيوبه واضطراباته كلها .
في النهاية الغيرة المرضية فيها من الخطورة مايدمر ليس فقط صاحبها بل معظم المحيطين به . ولا بد من علاجها وإن كان صعبا في بعض الأحيان بسبب عدم اعتراف المريض بمرضه بها . والعلاج قد يتطلب زيارة طبيب نفسي أو مختص وأحيانا يكون علاجا دوائيا أو سلوكيا معرفيا كتدريب المريض نفسه على بعض الاستراتيجيات للسيطرة على عواطفه وتفكيره . كذلك العلاج النفسي الذي يتطلب من الطرفين الإفصاح عما يجول بخاطر كل منهما واعتماد لغة الحوار والتفاهم .
بالنهاية لابد من الإعتراف بأن مشاعر الغيرة مؤلمة جدا مهما كان شكلها ونوعها حتى لو كانت بدافع الحب والإهتمام .
-
*باسمة العوام
يمتلك الإنسان العديد من المشاعر والأحاسيس التي تصدر عنها سلوكيات معينة نتيجة تفاعله مع المحيط ومع غيره من البشر . ولابد
للإنسان من التمسك بسلوكيات تقوي وتعزز علاقاته الإجتماعية وتنمي لديه روح المحبة والتعاون ، فيبتعد بذلك عن كل مايسيء به لنفسه وللآخرين ، وما يعرضه للإساءة والإحراج في كثير من المواقف .. وبالتالي يجب عليه التحكم بمشاعره والسيطرة على تلك السلوكيات وتوجيهها بالشكل الذي يخدمه ويبعده عن الأذى والألم والإذلال .
من هذه المشاعر والأحاسيس _ التي تعتري النفس البشرية في مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين ، وتصيب جميع العلاقات الإنسانية :، كالعلاقات الرومانسية والزوجية ..العلاقات الأسرية وعلاقات الصداقة والعمل والدراسة وغيرها _ الغيرة .
الغيرة كما عرفها بعض الفلاسفة وعلماء النفس : هي مزيج من مشاعر الخوف والغضب معاً .
أو هي : التقاء صوت العاطفة بصوت العاصفة .
وهذا المفهوم يتخذ اتجاهين مختلفين ، اتجاه ايجابي وآخر سلبي . أو بمعنى آخر : غيرة سوية محمودة ( الغيرة الطبيعية ) ، وغيرة سلبية مرضية والتي تتحول إلى سلوكيات خطرة كالحسد والحقد والشك وبعض الإضطرابات العقلية والنفسية وغير ذلك بكثير .
والغيرة تنحى مسلكين : غيرة من البعض ،وغيرة على بعض .
أنواع الغيرة وتطوراتها :
1_ الغيرة الرومانسية (الغيرة العادية )
هي الإحساس بالخوف من فقد أحد الطرفين للآخر بسبب محبته له وعدم القدرة على العيش بدونه ( كالغيرة بين الأزواج ) ، وهذا الإحساس يغذي العلاقة ويجددها ويشعر الطرفين بالاهتمام والحب والإحترام ؛ شرط أن يبقى في حدود المعقول والطبيعي كي لايتحول نحو السلبية كالشك والوهم الذي يسيطر على التفكير ويدفع الإنسان إلى سلوكيات عدائية قاتلة أحيانا ، وخاصة عندما لايكون هناك سببا منطقيا واضحا للشك وتفسير تصرفات الآخر بشكل خاطئ .
فبين الشك والغيرة شعرة رفيعة .. حيث أن الغيرة الشديدة وغير المنطقية تسبب هذا الشك بين الطرفين وتصبح العلاقة سلبية مهددة بالإنهيار .
2_ الغيرة العائلية :
وتتمثل بغيرة الأخوة من بعضهم البعض وتنافسهم على الحصول على اهتمام الوالدين أكثر ونيل مكتسبات معينة .
وهذه الغيرة قد تصبح حالة مرضية بسبب جهل الآباء أحيانا وعدم قدرتهم على العدل بين الأبناء وتفهم حالة كل منهم والاهتمام اللازم بكل سلوكياتهم وميولهم ورغباتهم وتوجيه هذه الغيرة بين أولادهم التوجيه الصحيح حيث يصبح الطفل انطوائيا يسيطر عليه الإحساس بالضعف وعدم الثقة بالنفس وعدم رغبته بالتعامل مع الآخرين .
3_ غيرة الأصدقاء :
وهذه تكون إما غيرة على بعض كأن ينتاب أحد الأصدقاء شعور بالخوف من فقدان صديقه أو الإبتعاد عنه بسبب دخول طرف ثالث بينهما ،وغالبا ماتقع هذه الغيرة بين الصداقات بين الجنسين ( صداقة المرأة والرجل )
أو تكون غيرة من بعض فيغار صديق من صديقه بسبب الذكاء ، التفوق العلمي ، المكانة الإجتماعية ،اهتمام المدرسين أو بسبب موهبة وتميز معين .أيضا هذه الغيرة إن لم تعالج قد تتحول إلى شعور باليأس أو الحزن أو تنحى سلوك الحقد والإنتقام .
4_ الغيرة في العمل :
تقع بين الموظفين في أية مؤسسة وذلك بسبب ترقية ،زيادة مرتب .تقرب أحد الموظفين من رؤسائه في العمل ، الفروق الآجتماعية والتعليمية وغيرها ..
وإذا ما تجاوزت هذه المشاعر حدودها الطبيعية تحولت إلى الحسد الذي يسيطر على تفكير الفرد ويدفعه إلى الحقد والكراهية والتعامل العدائي مع الآخرين .
5_ الغيرة المرضية ( الغيرة غير الطبيعية ):
وتحدث نتيجة إنعدام الشعور بالأمان وعدم النضج والوعي الكامل والشعور بالنقص والعجز وعدم الثقة بالنفس وأحيانا تكون نتيجة لبعض الأمراض العقلية مثل : جنون العظمة ، الفصام ، الإختلال الكيميائي في الدماغ وغيرها .
وصاحب هذه الغيرة دوما يلقي باللوم على الطرف الآخر في كل سلوكياته مستخدما الحيل النفسبة اللاشعورية أو الحيلة الدفاعية ( projection) والتي سماها عالم النفس ( سيجموند فرويد ) بالإسقاط .
والحيلة الدفاعية هي عملية هجوم يحمي بها الفرد نفسه بإلصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المحرمة أو المستهجنة أحيانا بالآخرين .وهي وسيلة لاستبعاد العناصر النفسية المؤلمة عن حيز الشعور .
والإسقاط قد يؤدي إلى عدوان مادي في صورة جرائم .
فمثلا الموظف الذي يحمل مشاعر عدوانية لرئيسه أو زميله ، قد يسقط هذه المشاعر عليه ويتصور أنه يكيد له ويتربص به لكي يؤذيه ومن ثم يبادر بالهحوم والإعتداء عليه .
كذلك الرجل الذي يخون زوجته ، كثيرا ما يتهمها بالخيانة ويشك بها ويؤلمها بسلوكياته وكذلك الزوجة الخائنة .
عندما تصبح درجة الغيرة مبالغ فيها فإنها تُحدث أوهاما بالإضطهاد من خلال الشعور بالذنب الذي يحمل الشخص تخيل الآخرين كأنهم يلقون بالتهم عليه فينسب إليهم سماته الذاتية وعواطفه وميوله وعيوبه واضطراباته كلها .
في النهاية الغيرة المرضية فيها من الخطورة مايدمر ليس فقط صاحبها بل معظم المحيطين به . ولا بد من علاجها وإن كان صعبا في بعض الأحيان بسبب عدم اعتراف المريض بمرضه بها . والعلاج قد يتطلب زيارة طبيب نفسي أو مختص وأحيانا يكون علاجا دوائيا أو سلوكيا معرفيا كتدريب المريض نفسه على بعض الاستراتيجيات للسيطرة على عواطفه وتفكيره . كذلك العلاج النفسي الذي يتطلب من الطرفين الإفصاح عما يجول بخاطر كل منهما واعتماد لغة الحوار والتفاهم .
بالنهاية لابد من الإعتراف بأن مشاعر الغيرة مؤلمة جدا مهما كان شكلها ونوعها حتى لو كانت بدافع الحب والإهتمام .
-
*باسمة العوام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق