يَنْتَصِبُ الرَّدَى أطْيَافًا
خَلْفَ قُضْبَانِ الصَّمْتِ
يَمْتَصُّ الجَوَى رَحِيقَ الآهَـات
و لاَ يَظْعَن..
تَمِيلُ شَمْسُ المُنَى نَحْوَ الوِهَـادِ
يَشِيخُ الغُصْنُ الرّطِيبُ
فِي زَيْتُونِ الأجْــدَادِ
يَرْحَلُ عَنْ الخَمائِلِ شَدْوُ الطُّيُورِ
مِنْ تَحْتِ رَمَادِ البَوْحِ
يَسْتَيْقِظُ وَهِيجُ الأنِيــنِ
بَعْدَ سُبَـاتِ الدُّهُـورِ
و الشَّجَا المَسْفُوحُ فَوْقَ رِمالِ الشَّوْقِ الكَسِيحِ
يُطْفِئُ جُذْوَةَ الحَنِيـــنِ..
وَيْكَأنّها لَمْ تُوقَدْ مِنْ رَحِمِ الكِيانِ
طَفِقْتُ ألَمْلِمُ ما تَشَظَّى من نُجَيْمَاتِ أحْرُفِي
أرَانِي أجْمَعُ شَتَاتَ المَعَــانِي
لأعْبُرَ ظِلاَلَ الأمَـــانِي
أبْحَثُ عَنْ الطّبِيبِ الآسِي
لِوَطَنٍ على شَفِيرِ المَــآسِي..
تَئِنُّ فيه الرّوحُ
مِنْ وَجَعِ الآمالِ الكاذِبـة
تَطْوِينِي رِياحُ الآسَى العاصِفة
في ليْلِ الفَــاجِعَــــة
تَرْمِي بِي بَيْنَ فَكَّيْ خُلَّبِ السَّــرَابِ
و الشَّيْبُ قَدْ غَــزَانِي
و العُمْرُ يَمْضِي كَالسّحَــابِ..
تَشِفُّ مُهْجَتِي
في غَسَقِ الدُّجَى
على قَلَقٍ
تَجْتَــاحُنِي الرُّؤَى
تُبَعْثِرُ فِيَّ قَصَـائِدِي
أسْكُبُ مَــاءَ وَجْدِي
على صقيلِ صَحَــائِفِي
أنْثُرُ فَوْقَ بَياضِهَا بَذْرَ آلاَمِي
فتَنْبَلِجُ كالصُّبْحِ أحْــــلاَمِي
و يَخْضَلُّ الوَجْدُ البِكْرُ
أمُدُّ بِمِــدَادِي جَنَاحَ الشَّوْقِ
ليُعَانِقَ الغَيْمَـــات
و يُصَــافِحَ النّجمـــات
أتَفَيّأُ ظِلاَلَ وَجْدِ الرُّوحِ
في بَريقِ العيون الغـائمة
أرْسُمُ أجْمَلَ الأمْنِيّـــات
أحْفِرُ أعْذَبَ الأغْنِيــات
كَيْ يَتّسِعَ وَطَنِي ويَمْتَدّ
للعـــــاشقيــــن
و الثّـــــائريــــــن
على وَقْعِ صَهِيلِ القوافي
يُرَدِّدُون أغــانِيَ الحَـــيَــــاة..
بِمِـــــدَادِ : مُحمّــد الخـــذْري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق