⏪(عليك بثقافة الحفن وكن جاهلًا تحتفِ بك الحياة أينما كنت)
مجتمع لا يبقل الفكر ولا يقبل الوعي يحب العيش في الضلال ويحب البقاء في الجهل ولا يسمح للعلم أن يشع بأنواره إلى كل بيت
وشارع وحارة ومدرسة أو مسجد أو معهد أو جامعة بل يحجبون أستاره بأطمارهم المطمورة ملء الآفاق وهي معتمة سوداء حالكة مقتمة كقلوبهم الغامضة في شغادير الحياة إلا أن الحياة في مجتمعاتنا بهذا العصر تحتفي بكل أعمى وتوضح له الرؤية بأوضح صورة وأبهى لوحة وتزين له زخارف الحياة وألوانها وأنماقها وروانق أسواقها وذوائق مذاقها وهو عديم البصر جاهل في الفكر لا ينظر ولا يبصر حقيقة الأشياء ولا أقصد هنا الكفيف الذي حرم نعمة النظر وما هو محروم من نعمة البصر بل أخص العقل العربي السخيف الذي لا يبصر ولا ينظر ولا يفكر دائمًا يحارب الفكر ولا ينظر إلى تطورات العصر الإنساني وما شهده العالم الثاني من التقدم والازدهار والتنمية والصناعة لأنه قدر قيمة الفكر واهتم بالعلم أولًا والفكر ثانيًا لا كمجتمعنا العربي يفكر بمزعزعات المكر العدواني وأساليب الغدر الانتقامي ومخادع الترويج الإعلامي فقط هكذا هو العقل العربي يفتخر بمنجزات الفشل ولا يحترم إنجازات العقل ويشجع احتقانات الصراع ولا يقدر كوادر الإبداع ويحتفي بالطيش والجهالة ويهضم الجهابذة والكفاءة من أبناء مجتمعاتنا ..فقط كن جاهلًا ستحيا حياة الرفاهية ولكن بشرط ألا تكون من العقول الواعية أو ذي حصيلة معرفية أو عقلية إبداعية وإلا فإن مصيرك الجوع والتهميش وستعيش حياة الكادحين كن فقط جاهلًا تكن من الغر الميامين الذين تحلو لهم الحياة وتنحني لهم المجتمعات وتحشد لأجلهم القاعات وتفرغ لحديثهم المنصات من أجل أن يقولوا بعضًا من الكلام وهم في الحقيقة لا يتقنون نطق مخارج هذا الكلام الذي يتفوهون به فكيف بك في أمة تتطور بجهالها لا بعلمائها في مجتمعنا فقط كن جاهلًا ستحتفي بك المرافق والجامعات والإدارات والمدارس والكليات وستفتح لك المكاتب وتنتظرك المناصب على مضض لتتقلدها أمامك خيار واحد فقط هو كن جاهلًا لها ومجتمعاتنا ستحتضنك من بين يديك ومن خلفك بشرط أن تكون ساكتًا عن أي جهل وأن تحارب أي وعي وإلا سترعوي من يومك وسينبذك قومك إن لم تجانسهم وتعلم عياليك على هذا التخاذل كن جاهلًا تسد قومك بخيلائك لا بدهائك كن جاهلًا ستنال ما لم ينله أحد غيرك من المال والجاه لأنك أهل لذلك ولولا جهلك لما وصلت إلى كل هذا كن جاهلًا في مجتمع طالبه لا يفرق بين همزة القطع وهمزة الوصل كن جاهلًا في مجتمع وزير ثقافته لا يفرق بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة ولو أردت معرفة مستوى ثقافته الهائلة التي أهلته لذلك عد إلى صفحته الشخصية أو اقرأ منشورًا من موقعه الألكتروني فإنك ستعرف مستوى ثقافة الدولة بأكملها لا عليك من ثقافة الشعوب فالشعوب لن تتثقف مالم تتثقف أنظمة الدول كن جاهلًا في مجتمع أستاذ جامعته لا يتقن قواعد الإملاء فما بالك بتلاميذه الأجلاء أذكى طالب في جامعتهم أجهلهم علمًا وأحفظهم نصًّا وأضعفهم فهمًا وأعجزهم فكرًا وأشفطهم حرفًا هو أكثرهم ذكاء كأنها جامعاتنا بنيت هكذا لعسكرة الأذهان لا لتنمية الإنسان وتنوير عقله الذي يتعلم به لكنها عسكرة العقول الأول على مستوى الجامعة لا تحتمل الجلوس معه ساعة لثقافته الماخرة عباب العلوم وكأنه لم يقرأ يومًا لأنه تعلم كيف ينقل النصوص فقط لا كيف يفهم المنصوص العلمي الطالب العربي قطعة إسفنجية تنشع الماء بسرعة وتجف منه بسرعة يا لعلمه هذا لا ينفع به قومه ووطنه بل هو يرضي جهل معلمه بما أملاه له فإن أتقن ذلك امتاز مستواه على غيره من الطلاب المهم كيف تفهم جهل معلمك وطريقة أسلوبه لتعبر له في الإجابة كما يريدها عقله لا كما يفهمها عقلك هكذا عسكروا الأذهان في كل امتحان تعي كل ذلك جامعاتنا تدرس من أجل الحفظ والشفط النصي والنقل مع الخطأ المطبعي والتلقي والطالب متلقٍّ أسخف الأشياء من قوقعة الكتب والملازم وجامعاتنا لم توقِ نفسها من جهل الآخرين الذين أخروا الأمة مئات السنين عن التطور والازدهار .. جامعاتنا وأساليبها التعليمية غير تطبيقية في مواكبة الحياة العملية اكتب نصًّا أو اصمت أو انسخ حرفًا أو اخرص ولا تفهم ما تكتب احفظ واشفط وانسخ وألصق هكذا جامعاتنا في امتحاناتها واختباراتها تضع معايير لتحديد مستوى الحفاظ من الطلاب الحفظة لمقراراتها أصحاب الذواكر الصينية الذين يلتقطون حتى العوش كأغطية الدباب وعيدان القاع وقراشع الأرض ومجرد أبسط نقاش مع هؤلاء العوش تعي مستوى هذا الذكاء وتعرف مستوى هذا التنصص والتقوقع في كل مجال تدرسه جامعاتنا تنمي الحفظ الأعمى ولا تنمي الفهم الأدهى ولا الفكر الأبقى هكذا هي مخرجات جامعاتنا خريج من كلية القانون لا يتقن رفع دعوى قضائية ولا يحسن كتابة شكوى جزائية وخريج من كلية الطب لا يتقن تركيب قربة للمرضى وخريج من كلية الصيدلة لا يعرف ماهي الأدوية المستخدمة للآلام البطنية وخريج من كلية الأسنان فمه بحاجة إلى تبديل أسنان لأنها تآكلت مع القات وكثر الخزان وخريج من قسم التمريض لا يعرف كيف يطبز إبرة ويركب الفراشة على يد المريض ويحقنه بالوريد حقنة وخريج كلية التربية بلا تربية وخريج كلية الآداب بلا أدب وخريج كلية الاقتصاد بلا اقتصاد وخريج كلية الهندسة بحاجة إلى هندسة إنسانية وخريج كلية الإدارة بحاجة إلى إدارة ذاتية بشرية توعوية قبل التنمية الصناعية التنمية الذاتية لهذا كن جاهلًا وعليك بثقافة الحفن فإنها ستكفيك أمام هذا الهراء العبثي....
*عبدالمجيد محمد باعباد
اليمن
مجتمع لا يبقل الفكر ولا يقبل الوعي يحب العيش في الضلال ويحب البقاء في الجهل ولا يسمح للعلم أن يشع بأنواره إلى كل بيت
وشارع وحارة ومدرسة أو مسجد أو معهد أو جامعة بل يحجبون أستاره بأطمارهم المطمورة ملء الآفاق وهي معتمة سوداء حالكة مقتمة كقلوبهم الغامضة في شغادير الحياة إلا أن الحياة في مجتمعاتنا بهذا العصر تحتفي بكل أعمى وتوضح له الرؤية بأوضح صورة وأبهى لوحة وتزين له زخارف الحياة وألوانها وأنماقها وروانق أسواقها وذوائق مذاقها وهو عديم البصر جاهل في الفكر لا ينظر ولا يبصر حقيقة الأشياء ولا أقصد هنا الكفيف الذي حرم نعمة النظر وما هو محروم من نعمة البصر بل أخص العقل العربي السخيف الذي لا يبصر ولا ينظر ولا يفكر دائمًا يحارب الفكر ولا ينظر إلى تطورات العصر الإنساني وما شهده العالم الثاني من التقدم والازدهار والتنمية والصناعة لأنه قدر قيمة الفكر واهتم بالعلم أولًا والفكر ثانيًا لا كمجتمعنا العربي يفكر بمزعزعات المكر العدواني وأساليب الغدر الانتقامي ومخادع الترويج الإعلامي فقط هكذا هو العقل العربي يفتخر بمنجزات الفشل ولا يحترم إنجازات العقل ويشجع احتقانات الصراع ولا يقدر كوادر الإبداع ويحتفي بالطيش والجهالة ويهضم الجهابذة والكفاءة من أبناء مجتمعاتنا ..فقط كن جاهلًا ستحيا حياة الرفاهية ولكن بشرط ألا تكون من العقول الواعية أو ذي حصيلة معرفية أو عقلية إبداعية وإلا فإن مصيرك الجوع والتهميش وستعيش حياة الكادحين كن فقط جاهلًا تكن من الغر الميامين الذين تحلو لهم الحياة وتنحني لهم المجتمعات وتحشد لأجلهم القاعات وتفرغ لحديثهم المنصات من أجل أن يقولوا بعضًا من الكلام وهم في الحقيقة لا يتقنون نطق مخارج هذا الكلام الذي يتفوهون به فكيف بك في أمة تتطور بجهالها لا بعلمائها في مجتمعنا فقط كن جاهلًا ستحتفي بك المرافق والجامعات والإدارات والمدارس والكليات وستفتح لك المكاتب وتنتظرك المناصب على مضض لتتقلدها أمامك خيار واحد فقط هو كن جاهلًا لها ومجتمعاتنا ستحتضنك من بين يديك ومن خلفك بشرط أن تكون ساكتًا عن أي جهل وأن تحارب أي وعي وإلا سترعوي من يومك وسينبذك قومك إن لم تجانسهم وتعلم عياليك على هذا التخاذل كن جاهلًا تسد قومك بخيلائك لا بدهائك كن جاهلًا ستنال ما لم ينله أحد غيرك من المال والجاه لأنك أهل لذلك ولولا جهلك لما وصلت إلى كل هذا كن جاهلًا في مجتمع طالبه لا يفرق بين همزة القطع وهمزة الوصل كن جاهلًا في مجتمع وزير ثقافته لا يفرق بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة ولو أردت معرفة مستوى ثقافته الهائلة التي أهلته لذلك عد إلى صفحته الشخصية أو اقرأ منشورًا من موقعه الألكتروني فإنك ستعرف مستوى ثقافة الدولة بأكملها لا عليك من ثقافة الشعوب فالشعوب لن تتثقف مالم تتثقف أنظمة الدول كن جاهلًا في مجتمع أستاذ جامعته لا يتقن قواعد الإملاء فما بالك بتلاميذه الأجلاء أذكى طالب في جامعتهم أجهلهم علمًا وأحفظهم نصًّا وأضعفهم فهمًا وأعجزهم فكرًا وأشفطهم حرفًا هو أكثرهم ذكاء كأنها جامعاتنا بنيت هكذا لعسكرة الأذهان لا لتنمية الإنسان وتنوير عقله الذي يتعلم به لكنها عسكرة العقول الأول على مستوى الجامعة لا تحتمل الجلوس معه ساعة لثقافته الماخرة عباب العلوم وكأنه لم يقرأ يومًا لأنه تعلم كيف ينقل النصوص فقط لا كيف يفهم المنصوص العلمي الطالب العربي قطعة إسفنجية تنشع الماء بسرعة وتجف منه بسرعة يا لعلمه هذا لا ينفع به قومه ووطنه بل هو يرضي جهل معلمه بما أملاه له فإن أتقن ذلك امتاز مستواه على غيره من الطلاب المهم كيف تفهم جهل معلمك وطريقة أسلوبه لتعبر له في الإجابة كما يريدها عقله لا كما يفهمها عقلك هكذا عسكروا الأذهان في كل امتحان تعي كل ذلك جامعاتنا تدرس من أجل الحفظ والشفط النصي والنقل مع الخطأ المطبعي والتلقي والطالب متلقٍّ أسخف الأشياء من قوقعة الكتب والملازم وجامعاتنا لم توقِ نفسها من جهل الآخرين الذين أخروا الأمة مئات السنين عن التطور والازدهار .. جامعاتنا وأساليبها التعليمية غير تطبيقية في مواكبة الحياة العملية اكتب نصًّا أو اصمت أو انسخ حرفًا أو اخرص ولا تفهم ما تكتب احفظ واشفط وانسخ وألصق هكذا جامعاتنا في امتحاناتها واختباراتها تضع معايير لتحديد مستوى الحفاظ من الطلاب الحفظة لمقراراتها أصحاب الذواكر الصينية الذين يلتقطون حتى العوش كأغطية الدباب وعيدان القاع وقراشع الأرض ومجرد أبسط نقاش مع هؤلاء العوش تعي مستوى هذا الذكاء وتعرف مستوى هذا التنصص والتقوقع في كل مجال تدرسه جامعاتنا تنمي الحفظ الأعمى ولا تنمي الفهم الأدهى ولا الفكر الأبقى هكذا هي مخرجات جامعاتنا خريج من كلية القانون لا يتقن رفع دعوى قضائية ولا يحسن كتابة شكوى جزائية وخريج من كلية الطب لا يتقن تركيب قربة للمرضى وخريج من كلية الصيدلة لا يعرف ماهي الأدوية المستخدمة للآلام البطنية وخريج من كلية الأسنان فمه بحاجة إلى تبديل أسنان لأنها تآكلت مع القات وكثر الخزان وخريج من قسم التمريض لا يعرف كيف يطبز إبرة ويركب الفراشة على يد المريض ويحقنه بالوريد حقنة وخريج كلية التربية بلا تربية وخريج كلية الآداب بلا أدب وخريج كلية الاقتصاد بلا اقتصاد وخريج كلية الهندسة بحاجة إلى هندسة إنسانية وخريج كلية الإدارة بحاجة إلى إدارة ذاتية بشرية توعوية قبل التنمية الصناعية التنمية الذاتية لهذا كن جاهلًا وعليك بثقافة الحفن فإنها ستكفيك أمام هذا الهراء العبثي....
*عبدالمجيد محمد باعباد
اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق