طقوس للعظماء.
.مسرحية..الملك:
أيُّ آهاتي ستصل اليك يارب لقد طال رقودي ، لااعلم لِمَ لَمْ يقتلونني ،هل مَن نفذ الانقلاب وأُعدم هم فقط أعدائي ،يبدو ذلك والا كانوا أجهزوا عليّ وهذا حال ضعفي؟
يعلو نحيب الملك .
الملكة تقف كشبح بجانب السرير وتسمع كلامه.. غصة تعلو ملامحها وتتلعثم بجملة اعتادت قولها له منذ زمن بعيد حين رقوده بطعنة خنجر من وزيره المقرب بعد تآمره عليه مع بعض القادة وفشل الانقلاب .لقد أمر باعدامهم لكن الملكة تسجنهم في سجن مخفي تحت سراديب القصر وتمارس صنوف التعذيب عليهم قائلة :
سينتهي عذابكم واقتلكم حين يموت ويخلص من عذابه .كان ملكا عادلا وجعل للمملكة الهيبة والسطوة فلا يفكر احد بان يعاديه ايها الخونة الجبناء.
"لم يعلم الملك بان أمره لم يُنفذ."
الملكة:
ايها الاله العظيم متى تلتفت لعذابه وتشفيه أي طعنة هي فلاشفاء؟!
الملك يلتفت اليها ويتصبب عرقا ويعتصره الالم ،يقول:
إيه مليكتي انت هنا ، ليتنا ماكنا ملوكا يا عزيزتي ونتحمل وزر شعب كبير ودولة عظيمة ،ليتنا كنا من البسطاء ونعيش بهدوء ما كنت حينها ارحتك من حظني وعشقي،
آه لآلآمي ، متى يحل عليّ رضا الرب، يبدو أنني ظالم زنديق واستحق ان أُطعن ، فالرب تركني أتوسل كي أنال الموت ولااموت. حبيبتي الشحوب والغصة أكلت منك الجمال وطمست روحك بالصمت ،أي حزن تحملين بكبريائك ، حملوا ابننا الى دهليز الموتى مدججا بالحديد كي تتماسك اعضاء جسده المقطع وانا هنا امامك بالانتظار ، ياحسرتي عليه وعليك.
الملكة تبتسم :
لاموت للملوك العادلين عزيزي ، انت ستشفى وسأستعيد ولدي ، سأنزل الى دهليز الموتى واسترده ،عندي طقوس الخلود للعظماء لاموت يأخذهم انه السبات فقط .
الملك يضحك بحسرة:
انهم يعلمون بما تقولين فقطعوه إربا ، وفشلوا معي بسببك انت انقذتني بالذهب والجواهر ترمينها من حولي فصار الكل يجمع بهن وحالوا بيني وبين قاتلي ،يالها من طعنة مملوءة بالحقد والخبث.
الملكة:
سأفعل أي شيء وكل شيء لأسترده.انما انتظر الوقت المناسب .
الملك : ومتى هو عزيزتي؟
الملكة: لاعليك ،استرح الان .
مرت الايام والملك تسوء حاله حتى فقد النطق وغاب عن الوعي ،كانت الملكة تُجهز شيئا ما ، طلبت من الحداد أن يصنع لها حوضا كبيرا عميقا من الذهب ، زودته بالذهب وبالنار وبمايحتاج في مكان مخفي بعيدا عن الانظار ولايُسمع لطرقه أحد وأحاطته بالحراس الأمناء .
تم العمل ومات الملك ولم تعلن الملكة عن موته بل نقلت جثته حيث الحوض ومعها المخلصون من حاشيتها كي تبدأ طقوس ما !! لم يفهمها احد انهم ينفذون فقط ماتأمر به الملكة العظيمة الحاكمة الحكيمة .واحضرت المتآمرين من السجون الى ذات المكان ، ثم لبست ثوب الحداد ووضعت التاج ونزلت وحيدة الى دهليز الموتى حيث الراقد هناك الامير المغتال، صارت تمسح جسده بالقبلات وبالنحيب ترجو الرب أن لروحه يُعيد .
دموع غزيرة عجيبة غطت بها جسده حتى تبلل كما الغاطس في النهر وبان عليها الذبول والاعياء ،تنفس الامير ،لكن لاأثر للحياة فيه فالروح محبوسة في جسده وكيف لها ان تتحرك وكل مافيه مقطع ،تنفست الملكة وقالت:
انتظرني يا ولدي سأعود اليك بعد قليل.
صعدت الملكة الى موقع الحياة فوق حيث الحوض وجثة الملك والوزير والقادة القتلة ، وطلبت من بعض الحراس ان يحملوا معها الامير من دهليز الموتى ، كانوا يطيعون بصمت ، وجاءوا معها وحملوا الأمير ووضعوه في الحوض .
قالت الملكة:الان اعطوني الخنجر الذي به الملك قُتل.
اخذت الخنجر وبدأت بتمزيق جثة الملك وهو في الحوض مع ولده حتى فاض مكانه ، ورمت القتلة معهما وقد مزقت احشائهم وتغطى الكل بالدم ، وهي تبكي وتصرخ :
يارب أعد لولدي الحياة والحكمة والحكم . يكن على عهد ابيه عادلا حكيما ويبسط الخير .كان صوتها قويا وصداه عاليا ، سمع الناس ماتقول ،الغريب ان صوتها كان مدويا عجيبا ، قوة ما قد أُستحدثت والدماء تبدلت الى ماء و بدأت تدور وتدور وفاض الحوض وسال الماء منه كما النهر وخرج الى خارج المكان والقصر وتجمع الشعب وهو يهتف "عاش الملك ولن يموت العدل" .
انه الصوت الذي سيسمعه الرب ،رضا الشعب الحاكم بعدالة الملوك وسطوتها بالحق وبسط الخير.
اندفعت الجثث ليقوم الامير معافى وبخير، سجدت الملكة شكرا لله ، وتأبطت ولدها وخرجت به الى الحياة ووقفت بين الجموع وقالت:
ايها الشعب العظيم مات الملك ،عاش الملك.
علت الهتافات عاشت الملكة عاش الملك.
......
ابتهال الخياط
.مسرحية..الملك:
أيُّ آهاتي ستصل اليك يارب لقد طال رقودي ، لااعلم لِمَ لَمْ يقتلونني ،هل مَن نفذ الانقلاب وأُعدم هم فقط أعدائي ،يبدو ذلك والا كانوا أجهزوا عليّ وهذا حال ضعفي؟
يعلو نحيب الملك .
الملكة تقف كشبح بجانب السرير وتسمع كلامه.. غصة تعلو ملامحها وتتلعثم بجملة اعتادت قولها له منذ زمن بعيد حين رقوده بطعنة خنجر من وزيره المقرب بعد تآمره عليه مع بعض القادة وفشل الانقلاب .لقد أمر باعدامهم لكن الملكة تسجنهم في سجن مخفي تحت سراديب القصر وتمارس صنوف التعذيب عليهم قائلة :
سينتهي عذابكم واقتلكم حين يموت ويخلص من عذابه .كان ملكا عادلا وجعل للمملكة الهيبة والسطوة فلا يفكر احد بان يعاديه ايها الخونة الجبناء.
"لم يعلم الملك بان أمره لم يُنفذ."
الملكة:
ايها الاله العظيم متى تلتفت لعذابه وتشفيه أي طعنة هي فلاشفاء؟!
الملك يلتفت اليها ويتصبب عرقا ويعتصره الالم ،يقول:
إيه مليكتي انت هنا ، ليتنا ماكنا ملوكا يا عزيزتي ونتحمل وزر شعب كبير ودولة عظيمة ،ليتنا كنا من البسطاء ونعيش بهدوء ما كنت حينها ارحتك من حظني وعشقي،
آه لآلآمي ، متى يحل عليّ رضا الرب، يبدو أنني ظالم زنديق واستحق ان أُطعن ، فالرب تركني أتوسل كي أنال الموت ولااموت. حبيبتي الشحوب والغصة أكلت منك الجمال وطمست روحك بالصمت ،أي حزن تحملين بكبريائك ، حملوا ابننا الى دهليز الموتى مدججا بالحديد كي تتماسك اعضاء جسده المقطع وانا هنا امامك بالانتظار ، ياحسرتي عليه وعليك.
الملكة تبتسم :
لاموت للملوك العادلين عزيزي ، انت ستشفى وسأستعيد ولدي ، سأنزل الى دهليز الموتى واسترده ،عندي طقوس الخلود للعظماء لاموت يأخذهم انه السبات فقط .
الملك يضحك بحسرة:
انهم يعلمون بما تقولين فقطعوه إربا ، وفشلوا معي بسببك انت انقذتني بالذهب والجواهر ترمينها من حولي فصار الكل يجمع بهن وحالوا بيني وبين قاتلي ،يالها من طعنة مملوءة بالحقد والخبث.
الملكة:
سأفعل أي شيء وكل شيء لأسترده.انما انتظر الوقت المناسب .
الملك : ومتى هو عزيزتي؟
الملكة: لاعليك ،استرح الان .
مرت الايام والملك تسوء حاله حتى فقد النطق وغاب عن الوعي ،كانت الملكة تُجهز شيئا ما ، طلبت من الحداد أن يصنع لها حوضا كبيرا عميقا من الذهب ، زودته بالذهب وبالنار وبمايحتاج في مكان مخفي بعيدا عن الانظار ولايُسمع لطرقه أحد وأحاطته بالحراس الأمناء .
تم العمل ومات الملك ولم تعلن الملكة عن موته بل نقلت جثته حيث الحوض ومعها المخلصون من حاشيتها كي تبدأ طقوس ما !! لم يفهمها احد انهم ينفذون فقط ماتأمر به الملكة العظيمة الحاكمة الحكيمة .واحضرت المتآمرين من السجون الى ذات المكان ، ثم لبست ثوب الحداد ووضعت التاج ونزلت وحيدة الى دهليز الموتى حيث الراقد هناك الامير المغتال، صارت تمسح جسده بالقبلات وبالنحيب ترجو الرب أن لروحه يُعيد .
دموع غزيرة عجيبة غطت بها جسده حتى تبلل كما الغاطس في النهر وبان عليها الذبول والاعياء ،تنفس الامير ،لكن لاأثر للحياة فيه فالروح محبوسة في جسده وكيف لها ان تتحرك وكل مافيه مقطع ،تنفست الملكة وقالت:
انتظرني يا ولدي سأعود اليك بعد قليل.
صعدت الملكة الى موقع الحياة فوق حيث الحوض وجثة الملك والوزير والقادة القتلة ، وطلبت من بعض الحراس ان يحملوا معها الامير من دهليز الموتى ، كانوا يطيعون بصمت ، وجاءوا معها وحملوا الأمير ووضعوه في الحوض .
قالت الملكة:الان اعطوني الخنجر الذي به الملك قُتل.
اخذت الخنجر وبدأت بتمزيق جثة الملك وهو في الحوض مع ولده حتى فاض مكانه ، ورمت القتلة معهما وقد مزقت احشائهم وتغطى الكل بالدم ، وهي تبكي وتصرخ :
يارب أعد لولدي الحياة والحكمة والحكم . يكن على عهد ابيه عادلا حكيما ويبسط الخير .كان صوتها قويا وصداه عاليا ، سمع الناس ماتقول ،الغريب ان صوتها كان مدويا عجيبا ، قوة ما قد أُستحدثت والدماء تبدلت الى ماء و بدأت تدور وتدور وفاض الحوض وسال الماء منه كما النهر وخرج الى خارج المكان والقصر وتجمع الشعب وهو يهتف "عاش الملك ولن يموت العدل" .
انه الصوت الذي سيسمعه الرب ،رضا الشعب الحاكم بعدالة الملوك وسطوتها بالحق وبسط الخير.
اندفعت الجثث ليقوم الامير معافى وبخير، سجدت الملكة شكرا لله ، وتأبطت ولدها وخرجت به الى الحياة ووقفت بين الجموع وقالت:
ايها الشعب العظيم مات الملك ،عاش الملك.
علت الهتافات عاشت الملكة عاش الملك.
......
ابتهال الخياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق