اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

حيرة الكائن.ــ قصة قصيرة ..**محمد عبد المنعم زهران

لا أستطيع النوم ، ولا حتى بقادر على البقاء مستيقظاً
إلى جانب ذلك ، فإننى لا أشعر بأى شئ مطلقا . كان بالتأكيد شيئاً ضخماً وثقيلا ، لم أستطع حتى رؤيته ، بدا كإظلام مفاجئ وسريع ، فى مثل سرعة شرارة ناتجة عن طرق حجرين . بدأ كل شئ منذ دقائق قليلة ، عندما كنت جائعا وأفكر فى شراء شئ للعشاء . تحديدا قبل خمس دقائق من الآن ، وبالتأكيد قبل أن تمسك أنت هذه الأوراق وتقرأها ، لأنها بالتأكيد ستعتبر فى عداد القصص !! أية كارثة ! آه مجرد قصة ، وبالتالى أنت تقرأها . إذ منذ خمس دقائق قررت أن اشترى وجبة عشاء لفرد هو أنا . وفى الطريق تذكرت أننى أريد شراء علبة سجائر أيضا ، ولأنه لا يمكنك تفسير هذا الارتباط بينى وبين السجائر ، فربما أستطيع إيجازه فى عبارة قصيرة :

أنا أدخن لأستمر فى الحياة ، أدخن لأبدو حيا ، فإن التدخين بحد ذاته قادر على الإيحاء تماما بأنك ما تزال تتنفس . ولكن وبينما أسير تجاه البقال ، صادفتنى مشكلة ، إذ أنه وبعد حسبة بسيطة بدأت أعتقد أن شراء نصف علبة سجائر فقط هو الأفضل ، باعتبار الغد . لأننى دائما أضع فى اعتبارى ضرورة تناول وجبتين ، وليس مهما أبدا أن أتساءل ماذا أأكل ، المهم فقط أنهما وجبتان ، ومن دونهما لا أستطيع التأكد من أن قدمى قادرتان على النهوض بى . ومع ذلك أصابتنى الحيرة مرة أخرى وتعقدت الحسبة ، فقد اتضح لى أن شراء نصف علبة سجائر .. مجرد نصف علبة ، يعنى الاستغناء عن إحدى وجبتى الغد ، وفى المقابل لا أستطيع الاستغناء عن السجائر مطلقا .

عاد كل شئ ليتعقد ، وشعرت بالدماء تتدفق إلى رأسى ، وتتلاطم فى العروق قريبا من أذنى ، وتحت فروة الرأس ، فى العمق تماما . كنت أتحسس كل الأفكار محاولا النزول بتكاليف الوجبة الواحدة إلى أدنى حد ، ولم ينجح ذلك ، إلى أن قررت – فى تردد – الاستغناء عن إحدى وجبتى الغد ، بدعوى أنه لا أحد يعرف ما يحمله الغد .

بدأ دكان البقال يقترب بصورة مستفزة ، فتوقفت أو ربما تباطأت فى السير ، لأنه كان لزاما على أن أعيد حساباتى مرة أخرى ، إذ من الصعب أن أعيش بوجبة واحدة على أية حال . كنت مستغرقا ، وأحسست برأسى ينتفخ ويتضخم كورم ، كورم لا شكل له ، ينبعج ويتمدد ويظل يتمدد . حاولت إبقاء عينى مفتوحة ولكنها كانت تضيق ، تنفتح قليلا ثم ما تلبث أن تضيق ، كهلال يحاول الاكتمال دون جدوى .

فى هذه اللحظة ، وقبل خمس دقائق من الآن سقط شئ ثقيل فوق رأسى ، كان ثقيلا وضخما ، لم أشعر بشئ ، فقط بدا الأمر كلطمة بسيطة فوق الرأس ، هكذا لطمة ليس إلا ، أستطيع أن أؤكد أننى لمحت ظلا هائلا لهذا الشئ ، أيا كان فأنا لا أستطيع معرفته الآن ، واعتقد أننى لن أستطيع أبدا . جرى ذلك فى طرفة عين ، شئ أشبه بانضغاطة بسيطة ، ثم لا شئ بعد ذلك . هكذا كان الأمر ، عندما فشلت فى التعرف على نفسى ، بصورة أدق وتثير الضحك فى الوقت نفسه ، لم أجد نفسى . بعد قليل ، وهذا القليل يعنى تحديدا منذ خمس دقائق ، شعرت أننى ملتصق بالأرض ، أو معجون بها ، وبعبارة أوضح : مفتت ومسطح فى سمك ورقة أو بردية قديمة ومهترئة . بدا الأمر وكأن سماء من السموات السبع قد انطبقت على ، وعندما فكرت قليلا ، قلت لنفسى إنها لابد أن تكون السماء السابعة ، لأنه لا شئ أكثر ارتفاعا من السماء السابعة تجعلنى بهذه الطريقة أشبه بطبقة من طبقات الأرض .

ألق نظرة من فضلك ، من نافذة بجوارك ، وانظر فى منتصف الشارع ، وبمواجهة دكان البقال تماما ، وأخبرنى أى شئ سقط علىّ . أعتقد أن ذلك ليس مهما لى ، ولكنه بالتأكيد هام جدا لكم ، على الأقل ليمكنكم تفسير كل شئ بطريقة علمية دقيقة .

منذ خمس دقائق حدث ذلك ، ومن وقتها لا أستطيع النوم ، وليست لى القدرة حتى على البقاء مستيقظا . لا داعى لأية حساسية أو عطف ، فأنا لا أتألم فعلا ، ولا أشعر بأى شئ
مطلقا . ولكن ربما هناك خدمة عظيمة أستطيع إسداءها لى : أن تنظر فقط وتخبرنى ، هل يظهر منى شئ ؟ أشعر بأننى مطمور .. لا توجد حتى دماء ! فهل أخفانى هذا الشئ تماما ، وبينما تتأكد أنت من ذلك ، أجدنى لا أستطيع منع نفسى من إعادة الحسبة مرة أخرى ، والتفكير فى أنه من الأفضل شراء ثلاث سجائر فقط وتوفير الباقى لوجبتى الغد .

هناك شئ آخر ، حيث أننى أشعر أحيانا بالاهتزاز أو قل بالارتعاش اللحظى ، فهل يمكنك أن تتأكد لى إذا ما كان أحد المارة قد خطا فوقى ، أعتقد أن هذا سبب وحيد لتلك الاهتزازت التى تنتابنى كل وقت ، وتلك الانضغاطة التى خمنت أنها ناتجة عن نقاش حاد بين رجلين ، توقفا فوقى تماما قبل أن يبدءا عركا . ربما كان ذلك صحيحا ، وربما كان خاطئا ، إنها مجرد تخمينات . انظر من فضلك .. أنا هنا .. انظر لتتأكد ، وأستطيع أن أهمس إليك بأننى فى شدة الاحتياج إلى تفسير ما ، انظر وأخبرنى ، هذا هام جدا .

منذ خمس دقائق بأكملها ، وأنا أقول أن هذا هام جدا ولا تسمع ، بدأ دمى يفور الآن ، ألا تصدقنى ! انظر فقط .. إنها مجرد نظرة . تقول أنك لا ترانى ، أنت تثير غيظى . خمس دقائق بأكملها أتوسل إليك ، ألق هذه الأوراق القذرة من يدك وانظر ألا ترانى ؟!

كنت أقول منذ قليل إننى أريد تفسيرا ، وأنا الآن لا أريد تفسيرا ، أريدك فقط أن ترانى .. هل أنا موجود أساسا !!

آه .. هل ارتفع صوتى .. آسف .. إننى أعتذر بكل إحساس متبق لى .. أعتذر .. أعتذر . ولكننى أرجوك أن تنظر ، انظر فقط .. أنا هنا . أتوسل إليك .. انظر ، صدقنى أنا هنا ، أسفلك .. فى مكان ما .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من مجموعة حيرة الكائن.. قصص قصيرة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...