وقفت في صف طابور طويل، أحمل في يدي أوراق معاملة قضيت أياما وأنا أتخبط بها من مكتب إلى آخر…
كان ما يزال أمامي الكثير من العملاء حتى يصل دوري؛ لأحصل على آخر توقيع وختم للمؤسسة …شعرت بأن ركبتاي تكاد تخار قواهما من تعب الوقوف، فكرت بالمغادرة والعودة في وقت لاحق؛ ليكون المكان أقل أزدحاما ..إلا أنني آثرت البقاء وإتمام المعاملة اليوم… خصوصا أنه لم يتبق سوى توقيع واحد
…
كنت أتامل حركة الناس تارة…وتارة أسترجع مخططاتي لما سأقوم به بعد المعاملة… وتارة أخرى أتحدث مع نفسي؛ لأقضي على وقت الانتظار، حتى تناقص الطابور من أمامي ولم يتبق سوى آخر شخص أقف خلفه…رحت أرتب أوراقي بين يدي ريثما يكمل معاملته…تقدمت بخطواتي إلى الأمام بعد انصرافه وبصري مركز على الأوراق التي أرتبها …وحين رفعت وجهي إلى الموظف القابع خلف الشباك …لم أصدق ما أراه كأنما غشاني ضباب حلم …من هول المفاجأة تسمرت عيناي في عينه و توقفت الدنيا للحظات وأنا أراه يقوم ببطء من مكانه عيناه غير مصدقتان أحدثت فيهما مفاجأة الموقف ألم و فرح في آن واحد …
اختفى جميع الناس من حولي وتلاشى كل شيء عداه.
انبعثت مشاعري بشكل فوضوي؛ لترعد، وتعصف بالذاكرة، فتحولها من بركة ساكنة إلى بركان هائج يثور و يثور معه كل جزء من أجزائي …
ظل كل واحد منا متسمراً في مكانه أثر ما أحدثته الصدمة بنا …نسينا حجم زمن الغياب الذي قضيناه عندما سلك كلا منا دربًا مختلفًا …
لم يكن يفصلنا سوى شباك أصفر إلا أنه كان يخلق بيننا مسافة واسعة من العادات والتقاليد والأوهام التي حالت بيننا وبين حلم جميل تهشم أمامنا متناثرًا كشضايا زجاج مكسور …
لم ننبس بحرف كان الصمت يأسرنا، ويلتف حولنا لكن صوته كان يأتيني مع كلماته التي ترسلها عيناه نحوي كشعاع يخترق سحابًا معتمةً تكاثفت حول قلبي منذ أسدلت عليه ستائر مضاعفة تحجب عنه نور الشمس، وتتركه مهجورًا في الظلام …
و كلما استنشقت عبير كلماته أشعر أنها تخدر أعصابي من الجذور، تنفث سحراً يسري في أوردتي وشراييني، ومع كل رجفة لقلبي كنت أغفر له خذلانه وغيابه….
تجمعت غيوم دمع في عيناي فأزحت النظر عنه، جمعت أوراقي التي سقطت مني بيدي المرتعشة …ومشيت بسرعة غير مستجيبة لصوته الذي يهتف باسمي ونظراته التي تتبعني.
كان ما يزال أمامي الكثير من العملاء حتى يصل دوري؛ لأحصل على آخر توقيع وختم للمؤسسة …شعرت بأن ركبتاي تكاد تخار قواهما من تعب الوقوف، فكرت بالمغادرة والعودة في وقت لاحق؛ ليكون المكان أقل أزدحاما ..إلا أنني آثرت البقاء وإتمام المعاملة اليوم… خصوصا أنه لم يتبق سوى توقيع واحد
…
كنت أتامل حركة الناس تارة…وتارة أسترجع مخططاتي لما سأقوم به بعد المعاملة… وتارة أخرى أتحدث مع نفسي؛ لأقضي على وقت الانتظار، حتى تناقص الطابور من أمامي ولم يتبق سوى آخر شخص أقف خلفه…رحت أرتب أوراقي بين يدي ريثما يكمل معاملته…تقدمت بخطواتي إلى الأمام بعد انصرافه وبصري مركز على الأوراق التي أرتبها …وحين رفعت وجهي إلى الموظف القابع خلف الشباك …لم أصدق ما أراه كأنما غشاني ضباب حلم …من هول المفاجأة تسمرت عيناي في عينه و توقفت الدنيا للحظات وأنا أراه يقوم ببطء من مكانه عيناه غير مصدقتان أحدثت فيهما مفاجأة الموقف ألم و فرح في آن واحد …
اختفى جميع الناس من حولي وتلاشى كل شيء عداه.
انبعثت مشاعري بشكل فوضوي؛ لترعد، وتعصف بالذاكرة، فتحولها من بركة ساكنة إلى بركان هائج يثور و يثور معه كل جزء من أجزائي …
ظل كل واحد منا متسمراً في مكانه أثر ما أحدثته الصدمة بنا …نسينا حجم زمن الغياب الذي قضيناه عندما سلك كلا منا دربًا مختلفًا …
لم يكن يفصلنا سوى شباك أصفر إلا أنه كان يخلق بيننا مسافة واسعة من العادات والتقاليد والأوهام التي حالت بيننا وبين حلم جميل تهشم أمامنا متناثرًا كشضايا زجاج مكسور …
لم ننبس بحرف كان الصمت يأسرنا، ويلتف حولنا لكن صوته كان يأتيني مع كلماته التي ترسلها عيناه نحوي كشعاع يخترق سحابًا معتمةً تكاثفت حول قلبي منذ أسدلت عليه ستائر مضاعفة تحجب عنه نور الشمس، وتتركه مهجورًا في الظلام …
و كلما استنشقت عبير كلماته أشعر أنها تخدر أعصابي من الجذور، تنفث سحراً يسري في أوردتي وشراييني، ومع كل رجفة لقلبي كنت أغفر له خذلانه وغيابه….
تجمعت غيوم دمع في عيناي فأزحت النظر عنه، جمعت أوراقي التي سقطت مني بيدي المرتعشة …ومشيت بسرعة غير مستجيبة لصوته الذي يهتف باسمي ونظراته التي تتبعني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق