لم تمنعني دراسة الثانوية العامة، من متابعة طقوسي الخاصة.
أنهيت حينها قراءة رواية ذهب مع الريح، لم أزل أذكر سكارليت الشخصية الرئيسية بالرواية وهي حسناء ورثت عن أمها المنحدرة من سلالة فرنسية الجمال وورثت عن أبيها الإيرلندي ملامح غليظة وثقيلة. ريت بتلرالشخصية الرئيسية الثانية وهو معجب بسكارليت ومن ثم يصبح زوجها الثالث، وهو ينتمي إلى أسرة عريقة ولكنه يعتبر الشاة السوداء في القطيع الأبيض. بسبب أعماله السيئة.
آشلي : متزوج من ميلاني وهو حب سكارليت الأول.
أحداث الرواية تدور حول الحرب الأهلية الأمريكية، كرهت الحرب حينها وتداعياتها على سكارليت.
وقتها التلفزيون السوري لايفتح إلا الساعة السادسة، ولا وسائل تسلية وتواصل غير المذياع فكان صديقي.
لا أنسى صوت المذيع الذي يقول هنا لندن.. صوته يدغدغ ذاكرتي الآن، الإعلامي أيوب صديق من بين أشهر الأصوات العربية التي عرفتها الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي». وهو المذيع الذي قال على مايكروفون «بي. بي. سي» هنا أم درمان بدلاً عن هنا لندن، وما زال اعتذاره الشهير عالقاً بذاكرة السودانيين، إذ قال «وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي» وأكمل مصححاً..هنا لندن.
وكنت أستمع الساعة الرابعة بعد الظهر لمسلسلات إذاعية.. لا أنسى مسلسل إني راحلة.. كم دمعة ذرفتها معه.. رواية من روايات الكاتب المصري يوسف السباعي من إنتاج عام 1950، باختصار شديد تتحدث عن فتاة من عائلة غنية عشقت قريبها صاحب الحياة البسيطة ولكنها أجبرت على الزواج من شخص أرستوقراطي لا تحبه. بعد ذلك يتزوج حبيبها أحمد بعد أن ضاع أمله في معشوقته التي تزوجت شابا غيره رغما عنها، وفي نهاية الرواية تموت زوجة أحمد، وتكتشف البطلة خيانة زوجها، تهرب إلى عشيقها وهنا يقدم الكاتب وصف لحالة البطلة وعشيقها بعد أن هربا من كل هموم الدنيا بدقة وشاعرية أكثر من مؤثرة، يهربان معا إلى الإسكندرية حيث يعيشان سويا أياما معدودات في عزلة وكأنهما في الجنة - جنة حبهما - ولكن بعد أيام يمرض العشيق (أحمد) ويموت، هي بجانبه عاجزة حتى عن ان تبكي، ويموت وهي تقبل راحتيه ثم تجلس وتكتب قصة حبهما وتضعها في حقيبة وتلقي بها بعيدا ثم تشعل النيران في الكوخ وتحترق وهي تعانق "أحمد"..
وكنت مولعة بالأغاني الفرنسية آنذاك حيث كنت أتابع برنامج حكمت وهبي بإذاعة مونت كارلو.. وكنت أقوم بحل مسائل الرياضيات على أثيرها.
كم استمتعت بالإصغاء للإذاعة المصرية.. هنا القاهرة.
كنت أتابع برنامج " كلمتين وبس" للفنان الكبير فؤاد المهندس. وبرنامج "ساعة لقلبك" هو برنامج إذاعى مصري، يعتبر من أهم البرامج الكوميدية فى تاريخ الإذاعة المصرية، وما كان أن ينجح ويحقق كل هذا الصدى إلا لمشاركة كبار الكتاب والفنانين، حيث كان من بينهم "الكاتب الراحل يوسف عوف وأحمد طاهر والفنان أمين الهنيدى وفؤاد المهندس ومحمد عوض وخيرية أحمد"، كما قد شارك فى كتابة حلقاته الفنان الكوميدى الكبير عبد المنعم مدبولى.
وهل أنسى خيرية أحمد لما تقول لفؤاد المهندس: محمود ياحبيبي.
وبرنامج ’’ مرحبا ياصباح ’’ .. الذي يستمر من السادسة والنصف صباحا حتى الساعة السابعة والربع.. كان يقدم من الإذاعة السورية من إعداد و تقديم الأستاذ منير الأحمد نجل شاعر سورية الكبير بدوي الجبل ( محمد سليمان الأحمد ) و هو ذو ثقافة واسعة إكتسبها من أبيه و جده سليمان الأحمد . و كانت تشاركه في تقديم البرنامج المذيعة القديرة نجاة الجم. ينثران شعرا ونثرا بين أغنيات فيروز.
وكنت أستمع لأغاني أم كلثوم الساعة السادسة والنصف يوميا من إذاعة .؟.. هل مازال محظورا علينا ذكر اسمها؟!.
كل هذا وأنا أتابع دراستي على أكمل وجه..
وكان يوم الجمعة يوم عيد، حيث يسمح لي أبي بالذهاب لبيت جدي، لألتقي بخالتَيّ الغاليتين الجميلتين. إحداهما معلمة كل وقتها تبربر ساخطة على أهلها وعلى ظروفها حيث أدخلاها معهد الصف الخاص لتصبح معلمة ابتدائي، لتتقاضى راتبا بسرعة، وكانت قد حصلت على علامات عالية تؤهلها لدراسة جامعية مميزة، والأخرى تدرس الهندسة الزراعية، فكانت راضية ودودة.. كنت أحبهما وهما صديقتاي الأقرب.
في إحدى الجمع.. وصلت لألقاهما جاهزتين، لبسٌ جميل ومكياج.. ستذهبان لخطبة ابن خالتهما.. أقنعاني برفقتهما. وقبلها أقنعاني أن أضع قليلا من الكحل وحمرة الشفاه.. طرت من الفرح.. وحضرنا الحفلة.. غسلت وجهي جيدا في بيت جدي قبل
رجوعي للمنزل..
قلبي ينتفض خوفا من التأخير.. لا أدري ماذا سيفعل والدي؟!!.
ـ ليش تأخرت.. وحاطة كمان كحلة وحمرة ؟!.. طيخ طاخ.
ستمكثين بالمنزل .لامدرسة بعد اليوم..
لملمت بقايا كتبي التي مزقها والدي .. وكأن أما قتلوا أطفالها.. ولففت ثوبي على جسدي ليهدئ ألما خلفته كفٌّ كم أشتاق تقبيلها الآن.
أنهيت حينها قراءة رواية ذهب مع الريح، لم أزل أذكر سكارليت الشخصية الرئيسية بالرواية وهي حسناء ورثت عن أمها المنحدرة من سلالة فرنسية الجمال وورثت عن أبيها الإيرلندي ملامح غليظة وثقيلة. ريت بتلرالشخصية الرئيسية الثانية وهو معجب بسكارليت ومن ثم يصبح زوجها الثالث، وهو ينتمي إلى أسرة عريقة ولكنه يعتبر الشاة السوداء في القطيع الأبيض. بسبب أعماله السيئة.
آشلي : متزوج من ميلاني وهو حب سكارليت الأول.
أحداث الرواية تدور حول الحرب الأهلية الأمريكية، كرهت الحرب حينها وتداعياتها على سكارليت.
وقتها التلفزيون السوري لايفتح إلا الساعة السادسة، ولا وسائل تسلية وتواصل غير المذياع فكان صديقي.
لا أنسى صوت المذيع الذي يقول هنا لندن.. صوته يدغدغ ذاكرتي الآن، الإعلامي أيوب صديق من بين أشهر الأصوات العربية التي عرفتها الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي». وهو المذيع الذي قال على مايكروفون «بي. بي. سي» هنا أم درمان بدلاً عن هنا لندن، وما زال اعتذاره الشهير عالقاً بذاكرة السودانيين، إذ قال «وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي» وأكمل مصححاً..هنا لندن.
وكنت أستمع الساعة الرابعة بعد الظهر لمسلسلات إذاعية.. لا أنسى مسلسل إني راحلة.. كم دمعة ذرفتها معه.. رواية من روايات الكاتب المصري يوسف السباعي من إنتاج عام 1950، باختصار شديد تتحدث عن فتاة من عائلة غنية عشقت قريبها صاحب الحياة البسيطة ولكنها أجبرت على الزواج من شخص أرستوقراطي لا تحبه. بعد ذلك يتزوج حبيبها أحمد بعد أن ضاع أمله في معشوقته التي تزوجت شابا غيره رغما عنها، وفي نهاية الرواية تموت زوجة أحمد، وتكتشف البطلة خيانة زوجها، تهرب إلى عشيقها وهنا يقدم الكاتب وصف لحالة البطلة وعشيقها بعد أن هربا من كل هموم الدنيا بدقة وشاعرية أكثر من مؤثرة، يهربان معا إلى الإسكندرية حيث يعيشان سويا أياما معدودات في عزلة وكأنهما في الجنة - جنة حبهما - ولكن بعد أيام يمرض العشيق (أحمد) ويموت، هي بجانبه عاجزة حتى عن ان تبكي، ويموت وهي تقبل راحتيه ثم تجلس وتكتب قصة حبهما وتضعها في حقيبة وتلقي بها بعيدا ثم تشعل النيران في الكوخ وتحترق وهي تعانق "أحمد"..
وكنت مولعة بالأغاني الفرنسية آنذاك حيث كنت أتابع برنامج حكمت وهبي بإذاعة مونت كارلو.. وكنت أقوم بحل مسائل الرياضيات على أثيرها.
كم استمتعت بالإصغاء للإذاعة المصرية.. هنا القاهرة.
كنت أتابع برنامج " كلمتين وبس" للفنان الكبير فؤاد المهندس. وبرنامج "ساعة لقلبك" هو برنامج إذاعى مصري، يعتبر من أهم البرامج الكوميدية فى تاريخ الإذاعة المصرية، وما كان أن ينجح ويحقق كل هذا الصدى إلا لمشاركة كبار الكتاب والفنانين، حيث كان من بينهم "الكاتب الراحل يوسف عوف وأحمد طاهر والفنان أمين الهنيدى وفؤاد المهندس ومحمد عوض وخيرية أحمد"، كما قد شارك فى كتابة حلقاته الفنان الكوميدى الكبير عبد المنعم مدبولى.
وهل أنسى خيرية أحمد لما تقول لفؤاد المهندس: محمود ياحبيبي.
وبرنامج ’’ مرحبا ياصباح ’’ .. الذي يستمر من السادسة والنصف صباحا حتى الساعة السابعة والربع.. كان يقدم من الإذاعة السورية من إعداد و تقديم الأستاذ منير الأحمد نجل شاعر سورية الكبير بدوي الجبل ( محمد سليمان الأحمد ) و هو ذو ثقافة واسعة إكتسبها من أبيه و جده سليمان الأحمد . و كانت تشاركه في تقديم البرنامج المذيعة القديرة نجاة الجم. ينثران شعرا ونثرا بين أغنيات فيروز.
وكنت أستمع لأغاني أم كلثوم الساعة السادسة والنصف يوميا من إذاعة .؟.. هل مازال محظورا علينا ذكر اسمها؟!.
كل هذا وأنا أتابع دراستي على أكمل وجه..
وكان يوم الجمعة يوم عيد، حيث يسمح لي أبي بالذهاب لبيت جدي، لألتقي بخالتَيّ الغاليتين الجميلتين. إحداهما معلمة كل وقتها تبربر ساخطة على أهلها وعلى ظروفها حيث أدخلاها معهد الصف الخاص لتصبح معلمة ابتدائي، لتتقاضى راتبا بسرعة، وكانت قد حصلت على علامات عالية تؤهلها لدراسة جامعية مميزة، والأخرى تدرس الهندسة الزراعية، فكانت راضية ودودة.. كنت أحبهما وهما صديقتاي الأقرب.
في إحدى الجمع.. وصلت لألقاهما جاهزتين، لبسٌ جميل ومكياج.. ستذهبان لخطبة ابن خالتهما.. أقنعاني برفقتهما. وقبلها أقنعاني أن أضع قليلا من الكحل وحمرة الشفاه.. طرت من الفرح.. وحضرنا الحفلة.. غسلت وجهي جيدا في بيت جدي قبل
رجوعي للمنزل..
قلبي ينتفض خوفا من التأخير.. لا أدري ماذا سيفعل والدي؟!!.
ـ ليش تأخرت.. وحاطة كمان كحلة وحمرة ؟!.. طيخ طاخ.
ستمكثين بالمنزل .لامدرسة بعد اليوم..
لملمت بقايا كتبي التي مزقها والدي .. وكأن أما قتلوا أطفالها.. ولففت ثوبي على جسدي ليهدئ ألما خلفته كفٌّ كم أشتاق تقبيلها الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق