
عارية القدمينْ ... تجري
لا رِداءَ ... لا كِساءْ
بطنها خاوٍ ... كما قُرْبَةٍ جوفاءْ
صوتُها يمشي مُتعثر الهمساتْ
كَخُطى طاووسٍ أصابهُ وهنُ الصبابةْ
تتأبط فانوسها السحري
وتركل البحر خلفها
بينما الشمس تجلد الموج
تتغلغل بازدراء ...
رُبَّما يومها لمْ أكُنْ أحيا
في زَمنٍ لا يُشبهُ الزَمن
نثرْتُ بعضَ ورودِ الزيزفونْ
واستعرْتُ آخرَ أشجارِ الخيزرانْ
ثُمَّ صعدْتُ للفضاءْ
كانتْ ماتزالُ معي
تقاومُ عُريِّها المُتساقط الأوراقْ
غُصنُ زيتونٍ يرفعُ رايةً بيضاءْ
دَعوتُ آلهةَ القضاءْ
هلْ أصلْ ... هلْ تصلْ
أمْ نَصلُ سويّاً ...
في رُدهةٍ
ضجّتْ بأمواجِ الشقاءْ
فَجرٌ حزينٌ يُطِلُّ بِرأسهِ
تفادياً لارتطامِ الذكرياتْ
جميلةٌ هي ...
كما عنقاء تُولَدُ منْ رَحْمِ الأنوثةْ
قلتُ ... لا بُدَّ أنْ تزولَ
منْ ضفافِ ثغرِ الزمنْ
كُلّ المِحنْ ...
ونُعاوِدُ لِقاءنا الذي غادرَ
منذُ تحطّمتْ
أرصفةُ إشراقاتِ فجرٍ
سنلتقي في مِحرابِ فُنجانٍ
جاءَ منْ قعرِ صمتٍ ...
ومشعوذٌ أحمقُ الكلماتْ
قالها رَجْعُ الصْدى
وهاجرَ بِانحناءْ ...
لا وطنَ لديَّ ... أنتِ شُطآنُ الوطنْ
أخبرتُها قبلَ أنْ أغفو
على شطِّ دربٍ لمْ يستقمْ
منذُ ولِدَتّهُ الدايةُ الكُبرى
ورُبّما مُنذُ أنْ حضرَ الغُزاةْ
جاءتْ إليَّ تجري عاريةْ
منْ كُلِّ شيء ...
لمْ تكنْ تخش البغاءْ
شَعْرُها يتطاولُ في سكناتِ ريحْ
وذلكَ الجِيدُ المُعتّقُ بالنبيذْ
يُعانقُ شوقي في شَجنْ
دعوتُ الإلهَ مرّةً أُخرى
جاوبني الإلهُ ...
بأنّهُ ربما اقتربَ اللقاءْ ...
---------------
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق