اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الروائي السوداني محمد الطيب: النقد في السودان يدور بعجلة بطيئة جداً مقارنة بعجلة الرواية والإبداع في السودان

تتشكل رؤية الروائي السوداني الشاب محمد الطيب من الواقع السوداني الحي بتركيبته الخصبة والممتلئة بالعوالم المدهشة وتناقضاتها المثيرة للجدل، مستخدما في سرده لغة تتسق إلى حد كبير مع الأحداث وتركيبة الشخصيات الاجتماعية والثقافية، وقد قدم روايتين "الحبل السري" و"روحسد" وينتظر صدور روايته الثالثة "في بلاد السين أولاد الخونة"، سعيا وراء مشروع سردي يحمل بصمته.
تخرج الطيب في كلية الصيدلة جامعة الخرطوم، وحصل ماجستير إدارة أعمال جامعة بحري، وفي هذا الحوار معه نتعرف على جوانب مهمة من تجربته.
يقول الطيب "نحن أبناء حكايات الجدة وأول الليل وسجع القمر، شكلت مخيلتنا أسطورة الحكي وسطوته في الريف السوداني حيث تنمو الحكايات كالعشب وتمشي بين الناس كالنسيم، الحكايات البكر الأولى هي من شكلت مخيلة الكاتب لدي، "فاطمة السمحة وود النمير والغول وما فيكم أبوي يا جلابة " السرد المسجوع بطعمه الخاص المميز هو المكون الأساسي لدي، لا تزال لتلك الحكايات سطوتها حين تعبر الذاكرة فتتفتح وتزهو وتزدهر".


ويلفت إلى أنه اتجه إلى دراسة الصيدلة هروباً من الطب، الأمر كان معقداً، الإنسان في العالم الثالث تشكل الدراسة لديه وسيلة لكسب العيش والأدب يغذي الروح فقط، كل محاولات الجمع بين الصيدلة والأدب مجرد تنظير، هما عالمان مختلفان ولكن لكل مجال منهما تميزه وثراؤه، من الجيد أنني أحب الصيدلة وأظن أن مشروعي السردي يحقق نجاحات متصاعدة.

وينفي الطيب انعكاس الصيدلة والعلوم الطبية على عمله الروائي الأول والذي حمل عنوانا "الحبل السري"، مؤكدا أنه لا علاقة إلا في الاسم فقط "الرواية كانت تناقش ارتباط الإنسان بمسقط رأسه بحبل سري دائم يشده إلى هناك مهما ابتعد، فنحن أبناء بيئتنا ونتاج ذاكرتنا الأولى، يقيدنا الانتماء إلى الأهل ويشدنا الحنين لتجوالنا في أزقة الوطن وقصيدة الشعر الأولى وقصة العشق الأولى وأصدقاء الطفولة، جميعها حبال سرية لا يراها غيرنا ولا يشعر برباطها غيرنا مهما بعدت بنا المسافات وتقطعت السبل".

ويرى الطيب أن الرواية سؤال وليست إجابة، ويقول "البراعة أن تكتب عن نفسك فلا ينتبه القارئ وأن تكتب عن الآخرين باحترافية فيظنهم القارئ أنت، هذا هو سر اللعبة، ورواية "روحسد" كُتبت بإتقان لأن أسئلتها غاصت عميقاً داخل النفس، اختفى صوت (خيري) المؤلف في النص لأنه كان تبريريا.

تسألني هل أنا خيري في روحسد؟ سألوني عند قراءة الحبل السري هل أنا مبارك؟ وسيسألني بعضهم بعد قراءة في "بلاد السين" هل أنا الراوي؟ أؤمن باحترافية العمل حين تكتب عن شخصية يجب الإلمام بالتفاصيل الدقيقة لتقنع القارئ بها، يحتاج أن يشم رائحتها ويسمع همسها ويؤمن بوجودها، إتقان هذه المهمة يجعل القارئ يبحث عن المؤلف بين السطور، ويحسب دائماً أنه ألقى عليه القبض بالجرم المشهود، هل أنا خيري أم مبارك أم الراوي أم جميعهم أم لست واحداً منهم؟ حقاً لا أدري ولكن في كل واحد منهم أشرعت أسئلتي وأشهرتها للقراء كي نبحث عن الإجابة معاً".

وحول روايته الثالثة "في بلاد السين أولاد الخونة" يشير الطيب إلى أنها تتحدث عن آلية تحكم الديكتاتوريات في الشعوب، تدور أحداثها في بلاد تخيلية بفرضية البلاد (س) وعاصمتها (ص) تشابه كل البلدان التي تعاني تحت نير الديكتاتوريات مهما اختلفت المسميات، هل أملك إجابة للسؤال القائم (لماذا) لا بالطبع ولكني حاولت إشهار السؤال الأهم (كيف) كيف لدكتاتور أن يتحكم في مصير بلد لنصف قرن من الزمان ويمتد حكمه لأجل غير مسمى أيضاً، هذا لا يحدث إلا في بلدان السين وعواصمها الصادية فقط وإنسانها المبني للمجهول".

ويؤكد الطيب أنه تأثراً بالمحيط العربي والعالمي "يمكنني القول إن الرواية السودانية تشهد انفجاراً سردياً لو صح التعبير، فالأعوام العشرة الأخيرة أفرزت جيلاً متميزاً في الرواية السودانية طرق أبواباً لم تطرق وحاول كسر التقليدي الرتيب في جسد الرواية السودانية متسلحاً بثقافته الآفروعربية بنكهتها المميزة، ما يؤسف لها أن عدم احترافية حركة النشر داخل السودان وعدم مواكبة حركة النقد لهذا الانفجار السردي جعل معظم هذه الأعمال حبيسة المحلية، بل والكثير منها حبيسًا للأدراج ولم ير النور بعد، الومضات النادرة التي تشهدها للكتاب السودانيين في العالم العربي تعود لدور النشر العربية بعد تميزهم كرواة في المقام الأول بالطبع".

ويرى أن الروائي الطيب صالح والروائي أمير تاج السر يشكلان جيلين مختلفين للرواية السودانية وإن كان الاثنان نتاج الواقعية السحرية بمزاجها السوداني المميز، الطيب صالح مدرسة قائمة بذاتها وتعتبر رواياته من كلاسيكيات الأدب العالمي، أما أمير تاج السر معروف عربياً أكثر لدى القارئ، ويعود هذا لانصراف دور النشر العربية عن السوق السودانية مع استثناء بضع دور نشر مصرية لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، وهو على الرغم من أن رواياته تعد الآن من الأكثر قراءة عربياً ويطلق عليه أمير السرد العربي تحبباً، ولكنه دفع ثمن تجاهل دور النشر العربية للقارئ السوداني وهذا أمر محزن.

ما يسعدني في أبناء جيلنا وجود أمثال عاطف الحاج الذي يقوم الآن بإعداد كتاب أكاديمي يعد مرجعياً عن أمير تاج السر تحت عنوان "أمير السرد العربي" ويقع هذا ضمن سلسلة توثيقية للروائيين السودانيين سبقه كتاب يختص بالروائي الكبير "عبدالعزيز بركة ساكن" تحت عنوان "أيقونة الرواية السودانية" صدر من دار أوراق للنشر 2018.

وحول رؤيته للحركة النقدية السودانية ومدى مواكبتها لحركة الرواية والإبداع بشكل عام في السودان يوضح الطيب أن "النقد في السودان يدور بعجلة بطيئة جداً مقارنة بعجلة الرواية والإبداع في السودان، ويعود هذا لعدة عوامل فمثلاً ارتباط حركة النقد بحركة الإبداع الخارجي في المحيط العربي والعالمي أكثر من الحراك الإبداعي الداخلي، كما أن حركة النقد ترتبط بالشللية والمعارف مما يسقطها في إطار المجاملات في كثير من الأحيان ثم يأتي ضعف العائد المادي للمقالات النقدية والذي قد يصل إلى الصفر في الصحف السودانية مما يجعله طارداً للكثيرين من أهل التخصص ومرتعاً خصباً لذوي الأهواء، لا يجعلني هذا أتجاوز عن جهود بعض الأقلام النقدية الجادة مثل هيثم الطيب، هاشم مرغني، وأبو طالب، وعز الدين مرغني وغيرها من الأقلام النادرة الجيدة".

ويضيف الطيب "الحراك الثقافي الإبداعي في السودان مشتت وغير مترابط فهناك شبه مقاطعة غير معلنة بين مبدعي الداخل والخارج مما يثير الحزن، ما أصطلحت على تسميته بكتاب المهجر تنشر رواياتهم خارج السودان وتقرأ خارج السودان أيضاً إلا في حدود ضيقة جداً وكذلك كتاب الداخل تقرأ أعمالهم داخل حدود السودان ونادراً ما تقرأ خارجه ولكن تبذل الآن جهود حثيثة لرتق هذا الفتق وصولا لحركة إبداعية روائية سودانية معافاة وفاعلة.

محمد الحمامصي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...