اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

ذات يوم خريفيّ بارد | صفيّة قم بن عبد الجليل

هنــــاك...
... ذات يوم خريفيّ بارد، قادتني خطواتي إلى هناك ! قالت لي سميّتي: "ويحكِ، أترغبين عن " التور إيفال" و" نتر دام " ومتحف " اللّوفر " و"لارك دي ترييونف " و... وتأتين بي إلى هنا؟ ! أيّ حمق حلّ بكِ؟ !"
ضجّت بداخلي قهقهات أفزعتْها فازورّتْ عنّي لائمةً غاضبةً ثمّ لم تلبث أمام إصراري أن سارت معي مكرهة ولسان حالها يردّد: " أيّ فأل، هذا الصّباح ! اللّهمّ ارحمنا وجنّبنا الجنون ! "

ما عدتُ أسمع لي نبسة ولا لنفسي ضجيجها وأنا أمشي الهوينا بين مسارب الأجداث وأتملّى القبور الرخاميّة المكلّلة بمختلف الأزهار والنّقوش. احتواني المشهد الّذي بدا لي سرياليّا ممتعا حدّ التيه والدّهشة. صرتُ كمن يمشي بين أرض وسماء، بل كنتُ بين أرض وسماء ! ألم تقل جدّتي إنّ الجسد يظلّ تحت التّراب وإنّ الرّوح تصعد إلى السّماء؟ ! لقد كانت ـ رحمها الله ـ تشير بسبّابتها إلى أبعد مدى فوقنا مؤكّدة أنّ الله هناك وأنّ كلّ الأرواح تأتيه صاغرة مسترحمة. وكنّا، نحن الصّغار نسألها بإلحاح: " كيف يكون هناك ولا يتدحرج ولا يسقط من عليائه وكيف لهذه الأرواح أن تظلّ هناك؟ ! "وكانت تُخفي عنّا تلعثمها وتنهرنا مستعينة بمحرقة الربّ في السماوات العلا... وكنتُ آنذاك وإخوتي الصّغار لا ينقطع عنّا السّؤال إلّا إذا قايضت صمتنا ببعض الخرافات والأحجيات التّي نسافر معها وبها حتّى يأخذنا النّعاسُ...
كانت القبور تحيط بي من الجهات الخمس وكانت رائحة الموت تأتيني معطّرة أنيقة فأتوغّل بروحي في عالم من السِّحْر لا عهد لي به !
كنتُ أخاف المقابر وأخشى أهلها وأستحضر كلّ الأرواح الشرّيرة الّتي حدّثت بها جدّتي؛ فما لي الآن أنعم بسكينة القبور وبطمأنينة لا مثيل لها؟ ! أنا الآن في مفترق المعنى وفي جوهر الكينونة. أنا بنبضي ووعيي التّامّ أرى الموت المعطّر يغشاني من كلّ الجهات وأبصر الزّهورَ تُصارع الذّبولَ وتأبى الفناء لأنّها ما وُضعَتْ إلّا لتقهر الموت ولتؤنس الأموات. إنّي أسمع حفيفها يهمس لهم: " ناموا مطمئنّين، فما زالت ذكراكم بالصّدور وما زالت فعالكم عبر الدّهور؛ ناموا، ناموا..."
تراءى لي القبر منيرا وتراءى لي الموتُ سلطانا عادلا لطيفا لا يميّز بين غنيّ وفقير أو بين صبيّ وشيخ. وتراءت لي نفسي ممدّدة داخل سكني الأخير، فلم تنتبني قشعريرة ولا خوف ولا رهبة ! كنتُ أُصغي إلى هسيس الأشجار وحفيف الأوراق وشدو بعض العصافير ! خدر هذه السنفونيّة العجيب يسري في دمي حتّى خلتني قد صرتُ من أهل هذا المكان الآهل على أبعد من امتداد البصر...
فجأة انتفضتُ كمن أفاق غرّةَ من سبات عميق ووجدتُ نفسي تبكيني بلوعة الثكلى، ثمّ صرختْ في وجهي: " لِمَ تستعجلين الرّحيل؟ ! أنا أحبّ الحياة... أنا أعشق الحياة... فلمَ أتيت بي إلى عالم الأموات؟ ! لمَ هذا الجنون؟ ! "
رأيتُها تركض... تركض... تركض... رأيتها فرسا جامحة بلا كابح... استوقفتُها... توسّلتُ إليها أن انتظريني حتّى... حتّى ماذا؟ ! ماذا عليّ أن افعل؟؟؟
نسيتُ ! أنا الآن في منزلة استثنائيّة: أنا حيّة مائتة، والموتُ ما عاد يُخيفني ! أدركتُ اليوم أنّه امتداد للحياة وأن لا معنى للحياة بدونه، فهو الجوهر وهي العرض، فهل يقايض عاقل الجوهر بالعرض؟ !
نسيتُ حياة غارقة في الموت وغرقتُ في موت يتشبّث بالحياة ! لساني فقط ظلّ يلهج بدعاء لا أدري كيف صغته ولا متى تعلّمتُه !
كان الصوت غير صوتي ! هل هو صوتُ سميّتي أم صوتُ روحي التّي صعدت إلى السّماء، حيث كانت تُشير جدّتي؟ !
غمرتني فرحة لذيذة: " سألتحق بجدّتي الحبيبة، وستموت ثانية فرحا بمقدمي ! "
حينها تذكّرتُ أنّني الآن بباريس وأنّ أحفادي في انتظاري لمرافقتهم إلى ملعب التينيس !

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...