على بُعدِ مِيلٍ وشهقة كنت أتحامَلُ على نفسي،وأسترجعُ ذكرياتي..أخشى من عثوري عليها عتيقةً باليةً ومفتَّتة.حين تناهى إلى مسمعي صوتٌ ضعيفٌ يهمسُ بأذني.انتبهتُ لِبحّةٍ مميزةٍ جيّداً في ذلك الهمس.يا إلهي إنّها هي،نعم هذا صوتُها،صديقةَ طفولتي التي لم تتخلَّ عنّي يوماً،فقد تشارَكنا اللعبَ والدراسةَ،الأفراحَ والأحزانَ،وكذلك بنينا آمالَنا الكبيرة.
قسمٌ منها تحقّقَ ونسينا القسمَ الآخر.
نعم هي نفسها،لقد افترَقنا بعد مضيِّ مراحلَ جديدةٍ من العمر.
بعدها لم ألتَقِها..أبداً.
ولكن يا الله لمَ لم أنسَ بُحّتَها تلك برغم الزمن الطويل!!
ورفعتُ بصري إليها أتأمّلُ أثرَ الزمنِ على ملامِحِها،فوجدتُه تركَ ما يدلُّ على معاناتِها الفقرَ والمرضَ وحتّى قسوةَ الفراق.
-أخبريني أما زلتِ تحلمين?
-بلى..أولستِ تذكرين?! ،أحلامُنا الصغيرةُ كبرَت معنا حين كبرنا،أحلامنا لاتموت.
كنّا نحلمُ بالحلوى،وبالثيابِ الجديدةِ،بالنزهات وبالألعاب.
وحين كبرنا صارت أحلامُنا كتاباً ودفتر وألواناً،لتغدو بعد حينٍ ملعباً لأطفالنا،ومسكناً يأويهم..ومزارعَ يركض عبر مساحاتِها الخضراءِ أطفالُهم.
وسرحتُ ببصري في البعيد.
ووجدتُني أبوح بأحلامي وتطوُّراتِها..إلى المسافةِ والمدى على بساطٍ من ذكريات.
مريم زامل
قسمٌ منها تحقّقَ ونسينا القسمَ الآخر.
نعم هي نفسها،لقد افترَقنا بعد مضيِّ مراحلَ جديدةٍ من العمر.
بعدها لم ألتَقِها..أبداً.
ولكن يا الله لمَ لم أنسَ بُحّتَها تلك برغم الزمن الطويل!!
ورفعتُ بصري إليها أتأمّلُ أثرَ الزمنِ على ملامِحِها،فوجدتُه تركَ ما يدلُّ على معاناتِها الفقرَ والمرضَ وحتّى قسوةَ الفراق.
-أخبريني أما زلتِ تحلمين?
-بلى..أولستِ تذكرين?! ،أحلامُنا الصغيرةُ كبرَت معنا حين كبرنا،أحلامنا لاتموت.
كنّا نحلمُ بالحلوى،وبالثيابِ الجديدةِ،بالنزهات وبالألعاب.
وحين كبرنا صارت أحلامُنا كتاباً ودفتر وألواناً،لتغدو بعد حينٍ ملعباً لأطفالنا،ومسكناً يأويهم..ومزارعَ يركض عبر مساحاتِها الخضراءِ أطفالُهم.
وسرحتُ ببصري في البعيد.
ووجدتُني أبوح بأحلامي وتطوُّراتِها..إلى المسافةِ والمدى على بساطٍ من ذكريات.
مريم زامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق