اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

سلوى الراشدي: الكتابة من الذّاكرة لا تعني بالضّرورة الإبتعاد عن الواقع أو عن الحاضر، بل يمكن أن تكوّن وسيلة فنيّة للكتابة وطريقة للإنزياح

حاورتها: هيام الفرشيشي

 قاصة وشاعرة تونسية، تنسج نصوصها بلغة سلسة قريبة من العفوية المصقولة فنا، تجوب دهاليز الذاكرة وتعبر بنا دروب الإنسان الباحث عن ذاته، يحركها هاجس البحث عن المخفي والمنسي والكامن في صور الماضي، عن التجارب الحسية التي تنفذ بنا الى روائح الحياة العبقة التي تعيد لنا تجاربنا الأولى ومدى ارتباطها بالطقوس الاحتفالية، وبعد الثورة ونظرا الى ما عرفه المجتمع من تدفق الأحداث والهزات، أضحت تنسج نصوصها القصصية بمجموعة من الصور والأحداث التي تنفذ إلى عمق السؤال.


من بين إصداراتها المجموعة القصصية "باب الذاكرة" الحائزة على جائزة الكريديف في 2005. وصدرت لها أخيرا مجموعة شعرية معنونة بـ "باب العين".

قالت في حواري معها: عشقت اللغة العربيّة منذ نعومة أظافري بمجرّد أن وقعت بين يدي أوّل الكتب المدرسيّة وفتحت لي نصوصها الباب على عوالم أدباء المشرق وبعض الكتّاب التونسيين الذين تربينا على ما جادت به قرائحهم، لكن بمجرّد أن تجاوزت مرحلة التّعلّم الأولى لما يسمّى باللغة الثانية، وهي الفرنسيّة، إلى اكتشاف ما تتيحه هذه اللغة من سفر في ثقافة مخالفة جذّابة هي الأخرى بما تحمله من معان ومبادئ جماليّة، حتّى خفّفت قليلا من وثاق مَا ندعوه اللغة الأمّ دون انسلاخ ولا تنكّر، لأغوص في عوالم لغة فولتير دون استلاب.

وأضافت: لم أعتبر يوما انجذابي إلى الفرنسيّة خطرا على لغتي الأصليّة، ولا على أيّ مكوّن من مكوّنات ذاتي العربيّة المسلمة، بل رأيت فيها ثراء وإضافة. بقيت هكذا زمنا حريصة على الغرف من العينين بنفس اللإقبال والشّغف إلى أن دخلت ميدان التّدريس وشغلت وظيفة استاذة تعليم للغة الفرنسيّة. في ذلك الوقت كنت أخشى من أيّ نقص في تأديتي لواجبي كمدرّسة للفرنسيّة، لأنّ تكويني الجامعي كان في التّاريخ والجغرافيا، وانتدبت للتدريس قبل انهاء الأستاذيّة، شأني في ذلك شأن الكثير أمثالي، فكنت في نفس الوقت أدرس وأدرّس، ومالت قراءاتي إلى الكتب الفرنسيّة أكثر، ووجدت في ذلك متعة كبرى.

اطلعت في تلك الفترة على الأدب العالمي مترجما إلى الفرنسيّة، إلى جانب الأدب الفرنسي الأصل كروايات القرن التّاسع عشر في معظمها، ثمّ روايات القرن العشرين، خاصّة روايات الفرنكوفونيين من مغاربة ولبنانيين، وحتّى بعض الترجمات للروايات العربيّة، فقد عرفت على سبيل المثال الكاتب الليبي ابراهيم الكوني مترجما قبل أن أقرأ نصوصه بالعربيّة. لم تقتصر قراءاتي على الرواية والقصّة، بل اطلعت على الكثير من الشعر والنقد والفلسفة والتاريخ بالفرنسيّة..حتّى تراجم القرآن.

كنت في تلك الفترة أكتب لنفسي باللغتين، وقد بدأت رحلة الكتابة مبكّرا ككلّ عشاق الكتابة بالتجارب الأولى في المعهد وبتشجيع أساتذتي باللغتين، وكانت تلك التجربة الأولى فسحتنا للإقلاع وللتحليق في جهة تفتقر إلى أبسط وسائل الترفيه كما كان التعليم فرصتنا الوحيدة لإثبات ذواتنا والإفلات بها من مخالب الفقر المادّي والمعنوي.

بعد ذلك، عندما أتيحت لي فرصة النشر بالصّحافة، عادت حكاية اللغة الأمّ إلى السطح، اخترت أن يكون ذلك بالعربيّة بوازع حضاري انتروبولوجي خالص، وهو نفس الوازع الذي حداني لأنشر أوّل كتاب لي بالعربيّة، فقد ارتأيت أن يكون أوّل إنتاج لي بلغة قومي، وأن أرجئ الإنتاج بالفرنسيّة إلى ما بعد ذلك.

علاوة على علاقتي "العاطفيّة" باللغة، كأن يتأثّر اختياري بتفكيري في قارئي الأوّل، والدي، الزيتوني أحادي اللّغة، أو في ما كان يجول بوجداني من شعارات قومية، هنالك علاقة أخرى جماليّة تربطني باللغة، فالعربيّة لغة القرآن، لغة التّجويد، لغة الأصوات المحفورة في الذاكرة، صوت الأذان، صوت عبدالباسط عبدالصّمد، صوت البرّاق، صوت عادل يوسف وتحيّة الغروب، صوت نزار ومحمود درويش، صوت أمّ كلثوم ورباعيات الخيام، صوت فيروز وجارة الوادي. العربيّة لغة الخطّ والزّخارف والنقائش. العربيّة لغة الشعر والبحور والقوافي والمقامات.

للفرنسيّة أيضا أصواتها وموسيقاها، لها بلاغتها وأمثالها وأشعارها وأغانيها. لها ما تحمل من ثقافة وغنى وتاريخ.

ما نقوله عن هاتين اللغتين يمكن قوله عن أيّ لغة أخرى، واكتسابها لا يمكن أن يكون إلاّ ثراء، علاوة على ما تتيحه من توسيع لدائرة التّواصل والتثاقف.

أما عن تشكيل عوالمها القصصية فتقول سلوى الراشدي: تعتبر الذاكرة، جماعيّة كانت أو فرديّة أهمّ منبع للكتابة الإبداعيّة، وخاصّة للقصص والرّوايات. فالواقع الحيني وأحداثه يمكن أن يكونا مادّة للإخبار والإعلام، أمّا في الأدب فأقصى ما يمكن أن يعطيانه هو قيمة تسجيليّة ولعلّ ذلك أدنى ما يمكن أن يطمح إليه عمل فنّيّ. فالكتابة الإبداعيّة محتاجة إلى مسافة لاستيعاب الواقع ثم استخراجه في صورة جماليّة فنيّة، وقد يؤدّي التّسرّع في مواكبة الأحداث الكبرى مثل الثورات والحروب إلى إنتاج أدب متدنّ أو متوسّط فنيّا.

إنّ الكتابة من الذّاكرة لا تعني بالضّرورة الإبتعاد عن الواقع أو عن الحاضر، بل يمكن أن تكوّن وسيلة فنيّة للكتابة وطريقة للإنزياح والبعد عن المباشراتيّة. كما أنّه يمكن الكتابة عن الماضي وحتّى عن التّاريخ ويكون القصد هو الحاضر. وكثيرا ما يستعمل الكتّاب هذه الطّريقة للإفلات من الرّقابة. بالنّسبة لي، لا تخلو كتاباتي من الذّاكرة فهي تنهل من معينها وتشكّل عوالمها حولها.

تظلّ الذّاكرة أهمّ منجم للكتابة، السّرديّة منها خاصّة، فهي تخزن ما يكفي من أحداث ومواقف ومشاهد وتفاصيل وروائح وأهازيج وأحاسيس وانطباعات تختمر وتعتمل لتكوّن عوالم مزدهرة للحكي، يعيد الكاتب بها تشكيل العالم على هواه بالمضيّ في ما يبتغي التمديد فيه واختصار ما يريد اختصاره وتجاوز ما يريد تجاوزه. أوليس الكاتب مالك قدر شخوصه ومصائرها وصانع ظروفها وأمكنتها وأزمنتها يحاكي في ذلك مجازا قدرة الخالق في خلقه؟

وتقول عن لحظات الكتابة ومتى تأتي: عكس كلّ أنواع الكتابات الأخرى، لا تأتي الكتابة الإبداعيّة تحت الطّلب، بل قد تستعصي مهما وفّرنا لها من ظروف وأجواء ملائمة.

هي عبارة عن حالة حبّ، أو حالة قلق نفسي وجودي لا تنفرج إلاّ ببلوغ التّعبير المناسب والإنجاز. لم يكذب من نعتها بحالة مخاض! غالبا ما تأتيني الرّغبة في الكتابة في غير موضعها وتلحّ عليّ في أحلك الظّروف، وإن لم أجد لها سبيلا في آنها فقد لا أدرك منها حين أتفرّغ لها غير نزر قليل أو ما يدانيها دون أن يبلغها على أصلها.

لذلك غالبا ما أختلي بورقة أو كنّش لأرسم فكرة أو بيتا أو خاطرة ولو لبعض ثوان، وفي أيّ وضع مهما كان، وفي أيّ وقت. وإن لم يتسنّ ذلك فالكتابة تعتمل في الذّهن إلى أواخر الليل، حيث أجلس لأستجديها على أنفاس النّيام.

أما عن الكتابة الصحفية فتعتقد سلوى الراشدي أن الكتابة الصّحفيّة هي المحكّ الأوّل للكاتب، فهي تضعه أمام جمهوره قبل مرحلة النشر في كتاب وهي فرصته للوقوف على ردود الفعل من المتلقّي، لذا هي غالبا ما تكون محدّدة لمصير نصوصه، فإمّا أن تتعدّى إلى مرحلة الكتاب، أو تقف عند أعمدة الصّحف. أغلب الكتّاب يستعملون الصّحف كورشة للكتابة، وكوسيلة لصنع اسم في السّاحة الثقافية، قبل وأثناء وبعد نشر كتاب، فهي تساهم في الدّعاية له و تدعمه.

من ناحيتي، عرفت الكتابة الأدبيّة والثقافية على أعمدة الصّحافة، فقد قمت لمدّة طويلة نسبيّا بتغطية تظاهرات ثقافية كمهرجانات وعروض مسرحية وسينمائيّة، في التسعينيات، وكانت لي بطاقة أسبوعيّة بانتظام من 94 إلى 97 في جريدة الإعلان بعنوان: "تأمّلات"، ثمّ أخرى أسبوعية بجريدة الصّحافة تحت عنوان: "نافذة"، وكنت في هذه الأثناء أنشر نصوصا قصصية وشعريّة في الورقات الثقافيّة بالصّحافة، إلى أن جاءت تجربة المقالات النقديّة نصف الشهريّة بجريدة لابراس، وقد قدّمت فيها بالفرنسيّة قراءات لروايات تونسيّة ناطقة بالعربيّة، وجمعت بعد ذلك في كتاب. لذا يمكن أن أقول إنّني مدينة للصّحافة بتثبيت تجربتي المتواضعة في الأدب.الرواية، وما سبب هذا الاقبال المتهافت عليها في رايك؟

وقالت: لا يمكن لكاتب أن يبقى في معزل عن قضايا مجتمعه، فالكتابة في حد ذاتها نضال وانخراط في المجموعة وانغماس في قلب الحياة. هي تعبير عن نبض الشارع ونبض المدن والأرياف والجبال وكل شبر يعيش فيه الإنسان.

لا يمكن للكاتب أن يبقى في معزل عما يجري في العالم من أحداث ويغض النظر عن مآسيه، لكن قلم المبدع وعدسة المصور الفنان وريشة الرسام غير قلم المحرر الإعلامي وقلم المؤرخ وعلم الاجتماع والسياسي والخبير، ليس ملزما مثلهم بالمسح والتحليل والتنسيب والتوجيه والتزويق والتهميش والتطويع حسب الحاجة والهدف. عين المبدع ترصد الإشارة الأبلغ والأعمق والأكثر تأثيرا وتعرية. هي تمضي إلى العلامات الأكثر التصاقا بمعدن الإنسان ووجدانه. ولحسن الحظ فإن في كل إعلامي وسياسي ومحلل ومواطن عادي جانبا من ذلك الفنان، إن لم يكن ينتج فنه فهو يتقبله. جانب مستعد دائما لتحرك الإنسان في هذا العالم الظالم الغاشم أحيانا، هذا العالم القاسي الأصم، الغافل في أحيان كثيرة عن إنسانيته بالانغماس في سلطة القوة والهيمنة. فكم حركت صورة محمد الدرة، وصورة الطفل السوري إيلان الملقى على شاطئ الهجرة، وصور الحفاة على الثلج، ومشاهد الحرب. كم حركت هذه الصور ضمائر العالم وحيرت أهل الدعة والمتفرجين من عليائهم. وكم نشطت من أقلام صارمة أو حالمة! كم جندت من قوى وحركت من منظمات وجمعيات؟! إذن لا يمكن فصل هذه الأدوار عن بعضها البعض. كل هذا يثبت أن للمبدع دورا مهما في المجتمع لا بد له من اضطلاعه.

انا ككاتبة في بلد أعطى أول شرارة للثورة أحدثت تغيرات في خارطة العالم. مهما آلت إليه ومهما اختلفت الآراء حولها والنعوت، لا يمكن لقلمي تجاهل ما يحدث حولي من تحولات وإفرازات وتداعيات، وما يشهده مجتمعي من غليان وما يعيشه من متناقضات فيها الآمال والآلام، وفيها الانجازات والخيبات، وفيها العزم والإحباط. هو غليان الحياة فيها تترادع القوى إلى أن تهتدي إلى الأفضل. الثورة مسار لا بد أن يستحيب لارادة الحياة!

من الطبيعي أن أعيش هذا الغليان وأن يظهر في كتاباتي الحاملة لحيرتي وتشتتي وانتظاراتي وآمالي. طبيعي أن يخرج من هذا الزخم بحثي وتلمسي للحقيقة بتعدد التفاصيل وتنوعها في تعبيراتي !

وعودة إلى الأدب تقول الكاتبة التونسية سلوى الراشدي: كل الأجناس الأدبية تعجبني لكن تظل الرواية أكثر الأجناس التي تريحني وتحملني دون عناء إلى ضفاف الحياة الدائمة. مهما كانت حالتي النفسية والصحية. مهما كانت مشاغلي، تظل الرواية رفيقتي في السهر والانتظار والاستلقاء والوحدة، يمكن أن تأخذني لحين، لكن الرواية تظل تنتظرني دائما في حقيبتي وفي ركن من البيت أو الحديقة، حيث أكون؛ رفيقة الخلوة تظل هي والكتابة إن ألحت، والموسيقى التي تعرف التواطؤ والانسجام مع الآخرين، أحب الفنون الداعية للتشارك بالنسبة لي هي السينما والمسرح.

الرواية اذن حياة نابضة، بل حيوات متعددة متجددة.

في بلداننا العربية، للأسف مازلنا بعيدين كثيرا عن القراءة، لكن في البلدان المتقدمة نرى الرواية من أكثر الفنون شعبية، ربما لأنها الأقرب إلى محاكاة الحياة والأيسر استعمالا والألصق بالإنسان العادي في تنقلاته حتى وهو في عصر السمعي والبصري، لم تفقد شعبيتها! نراها في المحطات والمستشفيات والحدائق والشطآن. نراها في القطار والطائرة وقاعات الانتظار عند الطبيب والحلاق.

كم أحلم أن يحظى الكتاب عندنا بهذه الشعبية! نحن قوم الحكايا والخرافة والأهازيج والأغاني والأشعار المتداولة شفويا. عرفنا التدوين منذ قرون لكنه ظل حبيس القصور والزوايا ودور العلم تحت القباب. لم يتغلغل الكتاب كما يجب في الطبقات الشعبية وظل رهين النخب والأعيان. ولعل ركود شعوبنا وتتالي المستعمرين جعل هذا الأمر يستفحل، وحتى الثورة الصناعية في العالم ودخول التكنولوجيات فرض علينا وجعل منا شعوبا مستهلكة لمواد العالم المتقدم القابلة للنفاذ والتجدد لنكون لهم فضل سوق، ولم يجعل منا مستهلكين للفكر ومنتجين له.

اقول ربما كي لا أنفي مسؤوليتنا في ما نحن عليه، فنظمنا ساهمت في تجهيلنا وتفقيرنا الذهني لتدوم. تؤلب العالم الخارجي مع أصحاب الامر فينا علينا! حلمي أن يعي كل كاتب وفنان ومثقف ومسؤول بهذا الوضع وينقذ الأجيال الصاعدة مما غرقت فيه السابقة من جهل وتجهيل! ليست الثقافة رفاها بقدر ما هي حاجة لصقل الإنسان فينا فيسلم من مخالب الاستغلال والانتهاك من أي كان من الداخل أو من الخارج!

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...