اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

حالة خاصة _ قصة قصيرة | بقلم على حزين

غداً أول يوم في العام الدراسي الجديد .. لم أشعر بالغبطة كالأطفال .. ولم أشاركهم المرح , ولعبة " الإستخباء ".. فقط اكتفيت بترتيب ثيابي .. ملأت الشنطة القديمة بكراريسي .. أحسست بشعور غريب .. يصحبه ألم في بطني .. دوماً ينتابني هذا الإحساس .. في ليلة الامتحانات .. أو عندما أنتظر " هدي " وهي عائدة من المدرسة ..غداً سأراها .. بعد غياب طويل .. خمسة أشهر مرت .. وكأنها دهر .. شعرت بالاختناق فجأة .. خرجت أمشط الشوارع المزدحمة .. لاحظت عيناي طفلاً .. تكاد
السعادة تفسخ صفحات وجهه الأسمر .. دفعني حب الفضول للاقتراب منه .. أسمعه وهو يقول لأبيه .. بصوت ملئ بالنشوة , والسعادة ...
ــ أنا أريد شنطة مثل أشرف يا بابا ..؟
الأب تحمل عيونه الخوف , والقلق .. من الأسعار التي تصرخ من جوف "الفتر ينات ".. فالغلاء قد أحرقه حتى النخاع .. يتحسس جيبه وهو يقف أمام كل فترينه , لتلتهم عيونه الأرقام الخيالية المتوحشة.. يمص مص سنين الماضي بين شفتيه .. ويترحم علي أيام زمان .. الطفل لا يدع أبيه يغرق في ركام ذكرياته المتداعية .. يهزّه هزة عنيفة .. وكأنه ينتشله من مستنقع الذكريات البالية .. وهو يشير ألي إحدى " الشُنط "...
ــ لكنها يا أبني غالية قوي ..؟
يبكي الطفل .. وهو يضرب بقدميه علي الأرض ..ويطيح بيديه في الهواء في حركة عشوائية .. ُيَهددهُ الأب بنظراته الحاده .. يجذ به وهو يقرض علي شفتيه .. من الغيظ , وقلة الحيلة ..
ــ أسكت سنشترى من هناك
وجدتني مشدوداً خلفهما .. لا ادري لماذا ..؟ .. ربما تعاطفاً مع الابن الصغير .. وربما لان الأب حالته تشبه حالة أبي .. وربما لأني كنت اريد ان اعرف نهاية القصة ..؟ وربما شيئاً اخر لا أدرية ..؟ ..
ــ " ما تفتح يا أعمى .. ماشي وأنت نائم " ..
تنبهت .. نظرت إلي سائق " التاكسي ".. في هدوء , بادرته بابتسامة باهته
ــ ولا يهمك ..
ــ كيف ..؟! .. ولما تجيب لنا مصيبة ..؟! ..
واصلت ابتسامتي .. وأنا اتجاوز الشارع الطويل , المزدحم كيوم الحشر ..فغداً اول يوم في العام الدراسي .. والكل في الخارج , لشراء المستلزمات الدراسية.. صعدت علي الرصيف .. وتغوص العربة وسط الزحام .. .. يتحوقل الناس .. ويرمونني بنظرات اللامبالاة .. تذكرت ذاك الرجل .. الذي يبحث عن شنطة لأبنه الصغير .. كان مرابطاً .. أمام إحدى الشركات ..التي أعلنت عن " الاوكازيون الصيفي الكبير " أقترب منهما .. علي مهل .. اسمعهما .. يبتسم الأب وهو يقول لأبنه :
ــ ما رأيك في هذه ...؟
ــ لا , أنا أريد الثانية يا بابا ..؟!!..
ــ يا ولدي الفلوس قليلة .. وأخوتك البنات , لم أشتري لهنّ أي حاجة حتى الأن ..؟!
بدأ الطفل وكأنه يتفهم ما يعنيه أبيه .. علت وجهه مسحة من الشفقة .. وكأن الأب خدر مشاعره الصغيرة .. فقلب فرحته إلي شعور بالمرارة .. ظِلْلتُ .. أرقبهما من خلف الزجاج .. عن كثب .. برهة خرج الأب بعد حين .. تعلو شفتيه ابتسامة عريضة .. وكأنه يُعلن انتصاره علي الغلاء المتوحش .. أسمعه وهو يقول لأبنه.. وهو يقلب في الشنطة الزرقاء :
ــ ما رأيتك ..؟
ــ لكن ليس بها الا جيب واحد ..؟
ــ ............
وظلت واقفاُ مكاني .. حتى غابا عن بصري .. وسط الزحام .. نظرت في ساعة معصمي .. كانت الساعة العاشرة مساءً .. والشوارع ما انفكت تموج بالناس .. والصخب ينبعث من كل مكان .. الافتات بألوانها الزاهية تشد الانتباه .. قرأت اغلبها .. وأحفظ الكثير منها عن ظهر قلب .. ولكني لا اعرف شيئاً عن أصحابها .. البيت يتراءى ليّ , من بعيد .. غرفتي أحسها احياناً صحراء قاحلة .. وأحياناً أراها ضيقة .. وأحياناً أشعر فيها بالسعادة .. وأحياناً اخرى أبكي فيها , دون أن يراني أحد .. وأحياناً .... وأحياناً ........ ولكنها دوماً تشعرني , بأني أملك شيئاً ما .. لا ينازعني فيه أحد .. غير أن اصوات الصبية .. وهم يلعبون في الشارع .. خلف الشباك , بالكرة .. يقلقني .. يستفزني .. يثير حافظتي .. يشتت أفكاري .. التي احاول ان اجمعها .. لأتم قصتي التي لم تكتمل بعد .. فأراني أطاردهم , وأنا أكيل لهم , ولآبائهم .. الشتائم .. والسباب ............. الليل فقط هو الوحيد .. الذي يخلصني منهم جميعاً ... وغداً أيضاً .. سأكون سعيداً جداً .. لآنه أول يوم في العام الدراسي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...