اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

المفارقة في القصة القصيرة جدّا ـ قصة "درس" للكاتب السّوري عمار طاهر صالح | مريم بغيبغ ــ الجزائر

النّص:
"درس
في عيدِ الحبِّ، أقامت حفلة صاخبة.. دعت إليها الجميع؛ إلّا هو!
تراشقوا بالورد.. ساد صمتٌ.. تقدّم منهما.. ترك لصديقهِ وردة بيضاء؛ ولها.. كلبًا أحمر."
ــــــــ
من الكتّاب الذين برزوا في كتابة القصّة القصيرة جدّا الكاتب السوري " عمّار صالح طاهر" والذي امتازت كتاباته بالسّهل
الممتنع، حيث يجيد اقتناص الفكرة، ويبدع في الإدهاش...يبني قصصه على المفارقة والسّخرية ويُقصَد بها "لجوء القاص إلى إبراز تناقض ما "تعارض ما ، تقاطب ما بين المنظومات الموضوعيّة أو البنى الفنيّة التّي تشكّل النّصوص سعيا إلى تعميق الإحساس بالظّاهرة التّي يتبناها القاص" 1 والقارئ الحاذق هو الذي يحاول تبيّن حقيقة هذه المفارقة، ومعظم النّقاد الذين كتبوا دراسات حول الققج أكّدوا على أنّ نجاحها متوقّف على هذه الخاصّية ، ونجاح الكاتب في إحداث المفارقة، وفي هذه القصّة الرّائعة سوف نحاول دراسة هذه المفارقة، من حيث الشّكل الفني والموضوع والبحث في دلالاتها، ونحاول الدّخول إلى عمق النّص من أجل" الكشف عن الحوامل الممكنة للثّنائيات الضّديّة التي يرتضيها شكلا للتّعبير عن مكنوناته "2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان النّص: درس
جاء العنوان كلمة، مفردة، نكرة، وهو عتبة رئيسيّة أحالتنا على مجموعة من المعاني، وهو عنوان كاشف لمعناه لكنّه غير كاشف لموضوع النّص، فكلمة درس تعطينا فكرة ما، لكنّها لم تعرِّ ثيمة النّص، والكاتب وفّق في اختياره...والسّؤال ما هو هذا الدّرس، ومن الذي قدّمه ؟

موضوع النّص:
النّص الذي أيدينا أتقن صاحبه في استعمال تقنيّة الحذف والإضمار من أجل التواصل مع المتلقّي قصد دفعه إلى تشغيل مخيّلته وعقله، فالحقيقة لقد دفعنا صاحب هذا النّص لاستعمال العقل من أجل ملء نقاط الحذف التّي أخطأ فيها الكاتب ــــ و قد لاحظت أنّ مجموعة من الكتاب الذين أظهروا تميّزهم في كتابة القصّة القصيرة جدّا بوضع نقطتين (.. )والأصل هو وضع (... ) للكلام المحذوف ـــــ ولكن هذا لم يمنعنا من تأويل ما يمكن تأويله...وقد استعان الكاتب بالإيجاز والحذف لدواع فنيّة وأخلاقية "فلم يفصّل لنا مثلا " في قوله حفلة صاخبة " والكلّ يعلم ما يقام في حفلات عيد الحب ــــ أو ما يسمّى يوم القديس فالنتين، وهو احتفال مسيحي في 14 من فبراير يحتفلون فيه المحبّون ويعبّرون عن حبّهم بتقديم الزّهور والشوكولاطة وغيرها من الهداياــــــ من مجون وتبرّج ورقص و...إلخ.

المفارقات في نّص "درس" :
قلنا في بداية دراستنا أنّ ما يميّز هذا النّص هو لجوئه لمجموعة من المتناقضات والتعارضات والتّقاطبات أهمّها:
ـــــ الإحتفال بعيد الحب/الحبيب غير موجود: يبدو أنّ الدّرس هنا قد بدأت في تقديمه البطلة، حيث أقامت احتفالا صاخبا بعيد الحبّ، وكان من المفروض أن يكون "حبيبها" هو أوّل المدعوين إلّا أنّ المفارقة استدعت وجود صديقه بدلا عنه...والبطلة أرادت أن تقدّم درسا لحبيبها ربّما لإثارة غيرته أو لاستفزازه أوردّا لخيانته لها.
ـــــ تراشقوا بالورد/ ترك وردة: من مظاهر الحفلة الصّاخبة...التّراشق بالورد...والمفارقة أنّ هذا اليوم يقدّم فيه الأحبّة الورود تعبيرا عن حبّهم وعشقهم...أمّا هم فيتراموا به وهذا دليل على استخفافهم بهذا العيد... وأنّ الإحتفال كان مقصودا ودرسا للحبيب، بأنّ البطلة لا تعير للمشاعر والعاطفة شيئا كلّ ما يهمّها الإحتفال والمتعة والمال...أمّا هو فقد ترك وردة بيضاء، والظّاهر أنّه جاء الحفل من أجل تقديم درس لصديقه الخائن وحبيبته، والترك يوحي بالرحيل ، فبعدما كانت الحفلة في أوجّها والتّراشق بالورد ساد الصّمت فجأة بدخوله، وتركه الوردة البيضاء وتحمل عدّت دلالات منها:
ـــــ الوردة البيضاء/السّلام والأمن: أراد أن يقول لصديقه بأنّه لن يدخل في حالة حرب معه على حبيبة لم تحفظ عهده.
الوردة البيضاء/ الهدوء: وهي رسالة لحبيبته وصديقه بأنّه لم يحزن على هذه الخيانة لأنّه اكتشف زيفهما.
ــــــ الوردة البيضاء/ الصّفاء والعفاف والبراءة: أراد أن يذكّر صديقه بأنّه كان معه صفيّ السّريرة ووثق فيه، ولكنّه قوبل بالعكس...كما أراد أن يذكّره بالأيام الخوالي، لمّا كانا صديقين.
ـــــ الوردة البيضاء/ الوفاء والإخلاص: أراد أن يذكّره بوفائه وصداقته الصاّدقة التّي قوبلت بالخيانته ومع من مع حبيبته!.
ـــــ الكلب الأحمر/رمز الوفاء والغريزة: في الحقيقة لو عدنا إلى كتاب تفسير الأحلام "لابن سيرين" لوجدنا أنّ دلالة الكلب في الحلم ترتبط برمزيّته الفعلية في الحياة الواقعيّة مجسّدا في الوفاء والإخلاص...والمفارقة هنا تستدعي ثنائية "الوفاء/ الخيانة التّي بنى عليها الكاتب قصّته، فالقصّة في مجملها تحكى بأسلوب مغاير عن الخيانة التّي تفشّت في علاقاتنا مع بعض "علاقة الصديق بصديقه، علاقة الزوج بزوجه ،علاقة الحبيب بحبيبته، علاقة الشّعب بوطنه...الخ.
الكلب الأحمر هو تذكير لحبيبته بأنّه كان وفيا ومخلصا لمشاعره إتّجاهها...فيما كانت هي مخلصة لغرائزها...
والنّص مفتوح على عدّة تأويلات، فالقصّة القصيرة جدّا قد تجاوزت الدّلالات النّصيّة إلى الدّلالات السيميائية من خلال التّركيز على العلامات السّيميائيّة والإيقونات النّصيّة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش:
1/يوسف حطيني: دراسات في القصّة القصيرة جدّا.
2/نفس المرجع.
أ/ مريم بغيبغ/ الجزائر.

حسين خلف موسى

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...