اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

باقة أحلام _ قصة قصيرة | جوزيف شماس


في منزله المنفرد على شاطئ البحر كان يتحسس أمواج الحنين لآفاق مجده الغابر، وهي قادمة من بعيد طافية على أمواج البحر الهادر وعلى ضوء القمر، وبقايا أشعة نور هاربة من مدفأة حطب تلفظ أنفاسها الأخيرة.
كان يتلمس بأصابعه البائسة الأشياء المنثورة حوله، المتبقية له من أيامه الماضية، ويراقب السماء مصغياً لنجومها ليسمع أصداء أحلامه المتلاشية في مساحات الكون وكأنها غيوم منثورة على صفحة السماء.



وبين الحين والآخر ينظر للبحر، فيجد أمجاده أصدافاً تتقاذفها أمواج البحر بعيدة عن رماله، لترحل مع حيتان البحر هاربة من سمك القرش.
فاحتضن مابقي من أحلامه وأمجاده على صفحات ذاكرته ورحل معها بعيداً كعادته.

ساعات وهو يبحث عن السمكة الذهبية التي سمع عنها حكايات كثيرة من أبناء البحر المعمرين، وعيناه المتلصصتان تمسحان سطح البحر باحثتين عن مبتغاه، ناسياً غدر الموج القادم، ليجد نفسه يسبح بكل طاقته متكئاً على خبرته وبقايا من قاربه المحطم، يصارع صفحات الموج ونهاياته التي لاترحم، ليصل إلى شاطئ الأمان، فيرى وجهه وقد تكسرت ملامحه على قطع صغيرة من مرآة محطمة مرمية على الرمال بجانب قارورات من الخمر الفارغة، وعناء التعب مرسوم على محياه، فيغمض عينيه ويطير بعيداً على أجنحة النوم لساعات طوال.

قبل بزوغ الفجر بقليل، أحسّ بأصوات الموج المتكسّر، ولكنها كانت محملة بزفرات كأنه يعرفها، ففتح عينيه ورفع رأسه ما استطاع، وابتسم ابتسامة محملة بلذة كامنة في ذاته، ولمع في داخله أمل كان يراوده دائماً وهو ينظر إليهما .. يتعانقان ويتبادلان الحب بحرية تامة.
طارت أنظاره بعيداً محلقة فوق الغيوم الراحلة ليترقّب قدوم الفجر، وليراقب المسافات المتباعدة بين النجوم، فبانت له كأنها خلجان رملية ساحرة وعشاق مجانين يمارسون غرام العشق عليها، وهم ذائبون في الفضاء الكوني الخالد.
تذكر صباه وكيف كان يصعد الهضبة المطلة على بلدته القديمة يوم كان في الرابعة عشر من عمره، متسلقاً جدران الدير الصامد على قمتها، ومختبئاً عن أنظار قاطنيه، متلذذاً كان وهو يسرق النظر لأحد رهبان الدير وهو يمارس الحب مع إحداهن في أروقة المعبد المغطاة بالنباتات المعرّشة ليدوم جنونهما لمدة طويلة قبل أن يتعب سيد الموقف ويركن جانباً.
وتذكر جيداً كيف كان يسمّر ناظريه عليها ويمعن في ثنايا جسدها الناعم، وهي تعيد لياقتها وتلبس ثوب عفتها، وتزين رأسها بوشاح الطهارة، وتغادر المكان وعيناها تبرقان أملاً بقدوم يوم التوبة والخلاص.

وتذكر آخر مشهد له في بلدته وأولاد البلدة يطرقون الحجارة بأيديهم ونساء البلدة يرمين الموكب المكشوف بالبندورة على رؤوس أربعة خونة يرأسهم رئيس الدير وشيخ في ربيع العمر ورئيس مجلس البلدية وعضو فاعل في حزب علماني، ومذاك اليوم هاجر بلدته واستقرت قدماه على أرض صلبة بانتمائها وخيراتها وحبيبات رملها الذهبية.

حين همّ بإغلاق باب ذاكرته أحسّ بشعاع هارب من بين أنامل الفجر طارقاً بؤبؤ عينه فاستدار يتفقد جيرانه مجدداً، فإذ ببريق ذهبي لامع يرقص بجانبهما على حبيبات الرمل المتجانس، حينها تحركت فرشاة الدهشة متمايلة لتمسح ملامح وجهه، فبدأ يتساءل: أحقاً كما قيل إن السمكة الذهبية حقيقة؟ أم ماذا ؟! ولماذا هي مرمية على رمال الشاطئ؟.

جمع قواه ورفع جذعه العلوي مستنداً على كفيه؛ ليتأكد مما يراه قبل حلول نور الصباح بكامل بهائه وأناقته وطيب عطره.
وما إن نظر محدقاً حتى صعق كامل جسده بتيار وطني صادر من أصالة جذوره، فأخفض رأسه دون تردد ودفن وجهه في الرمل الناعم الأملس حتى توحدا معاً، وفتح نافذة ذاكرته ليكلم ذاته قائلاً: إذن هما ضابطان إسرائيليان، وما ألمحه خلفهما هو قارب حربي، وأنا في مكان غير مرغوب وجودي فيه.

وفجأة انبثقت من بين ضلوعه أناشيد الطفولة وأشواق الحنين لوطنه وبلدته القديمة الجبلية المتجذرة في داخله، وهبّت مجدداً رياح أمجاده وجبروته في صراع أمواج البحار فقرر أن يأسرهما.
طار عالياً محلّقاً كالنسر حالماً بلحظة تسليمهما لشرفاء بلدته، ونساء البلدة يفرشن له الأرض وروداً معطرة، ليسير شامخاً مبتسماً ضاحكاً، ضاحكاً بصوت عال حتى أحسّ فجأة بصرير درفتي الباب الخشبي المعتّق يصفقان له، ليستيقظ من أحلامه قبل قدوم وقت الظهيرة محمولاً على بساط من رياح ساخنة.

نهض مسرعاً ليلمح على جبين مرآة معلّقة أمامه عينين خاويتين كالسراب وعاصفة حزينة قد لفت روحه، وظلال يأس قد كفنت جسده، وسنوات عمره الباقية قد بسطت ظله على خلفية من ضياء الفجر ورحلت بعيداً، وكلمات ممزوجة بجرأته المعهودة هربت من بين شفاهه المتعبة قائلة: ها أنا، وقد سرت شوطاً بعيداً عن درب مصيري، وبذرت كل أيامي على صفحات أمواج البحار.
جلس أخيراً أمام باب منزله المنفرد عل شاطئ البحر وراح يدمدم: ولدت وعشت وسأموت خارج مدارات أحلامي.

جوزيف شماس

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...