اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

للرجال فقط | فاديا عيسى قراجه

غرفة صغيرة لا تتسع لأكثر من شخصين ..لها باب ونافذة عالية وأربعة جدران تعج بالرسوم الهلامية, وأسماء الفتيات و الشهور, والفصول , وقلوب , وأثداء, وحيوانات ..
اجتمعت مجموعة رجال, اختبأت ملامحهم وراء سحابة كثيفة من دخان الكيف , كان الشرطي يحذرهم بإخفاء الحشيشة لأن رائحتها قد ملأت المداخل والمخارج.. وسوف يصل آمر السجن بعد قليل ..

كان الرجال يلتزمون بتعليمات الشرطي لفترة وجيزة ثم يعودون إلى امتصاص دخان الكيف بلذة وكأنهم يمتصون رائحة الحرية ..
قال الأشقر بعد أن سعل واحمر وجهه , ثم استعاد أنفاسه :
- لكل امرأة مفتاحها الذي يشبه مفتاح السجن ما أن يوضع في القفل حتى تغيب عنك شمس الحياة..
تنحنح الرجل الأسمر , وسحب نفساً طويلاً من سيكارة تحتضر وقال :
- لكل امرأة مفتاحها الذي يشبه نافذة السجن , ما أن تفتحها لتهرب منها, حتى تأسرك, وتلف حولك حبالها التي لن تتخلص منها حتى تتحول إلى خشب منخور من أخشابها .
تنهد الرجل الأبيض وقال:
- لكل امرأة مفتاحها الذي يشبه باب السجن, ما أن تلجه حتى تعلق بين ضفتيه , وتصبح مع مرور الزمن مسماراً صدئاً لا يقوى على الوقوف .
لوّح الرجل الطويل بأصابعه التي تخنق بينها سيكارة فتية وقال :
- لكل امرأة مفتاحها الذي يشبه جدار هذا السجن فما أن تكتب عليه أول تاريخ حتى تمتلئ الخرابيش التي ستضيع بين طلاسمها ,وتكف عن عدّ السنين ..
انتفض الرجل القصير ومط رقبته قائلاً :
- لكل امرأة مفتاحها الذي يشبه سقف السجن فكلما ظننت نفسك تطاوله كي تحطمه, كلما انسحقت تحت فشل المحاولة ..
أسند الرجل الأشقر رأسه على الحائط وقال :
- كنا نلتقي في بيت عمتها المريضة التي لا تفارق سريرها, ما أن تراني المرأة حتى تسرع إلى إغلاق باب غرفة عمتها , وتقودني إلى المطبخ , تدور حولي , تعد الشاي, وتضع الأكواب في طبق قديم , تفوح رائحة الشاي, مختلطة مع رائحة الأنوثة .. تضطرم الرغبة في رأسي , أجذبها إليّ , يتلقفها حجري , تغلي الدماء في رأسينا , تموء , أثور .. أغرس أصابعي في خصرها .. تغرس أظافرها في ظهري ومن ثم تغيب الرؤية عن ناظرينا , ونتبلل بمياه المطبخ الآسنة ....
وبعد استنشاق واختناق , أتركها تلملم ثيابها , وتغلق الباب ورائي وتغيب .
قام الرجل الأسمر, أزكى النار بعيدان يابسة, وعم دفء من نوع خاص في تلك الغرفة الصغيرة وقال :
- من عرف منكم لذة التسلل من الفراش كي يلتقي براقصة ؟
هذا ما كنت أفعله , وبعكس كل الرجال كنت أساعد راقصتي في ارتداء ملابسها, ونحصل على اللذة من فوق الثياب, وكما هو معروف فالراقصة تقضي عمرها بحثاً عن رجل يغطي مفاتنها عن العيون الشبقة , مقابل أن تعطيه لذة شتوية تتكسر ثلوجها من وراء حرارة الأنسجة ..
قال الرجل الأبيض وهو يقدح زناد ولاعته الرطبة :
- قالت أمي: سأزوجك من امرأة لم تر الشمس , ولم يقبِّل فمها غيرك. وبما أنه لا وجود لهذه المرأة.. فقد كنت أزحف على بطني ما أن يذهب أخي إلى عمله الليلي , تفتح زوجته الباب , تخلع ثوب نومها المشمشي , وتستلقي على بطنها , وتدعوني وهي تلاعب قدميها في الهواء, وتحكهما ببعضهما ..أستمر في زحفي مثل حنش كبير , أتسلق السرير , وقد جف ريقي , أعتلي ظهرها , ,وأوسعها ضرباً وركلاً حتى يحمر جلدها , ثم أستخرج لذتي المخنوقة , وأعود زاحفاً حيث لا زالت أمي تؤدي صلواتها ودعواتها كي تجد الفتاة التي لم يقبِّل فهما غيري ..
قال الرجل الطويل :
- لم تثرني يوماً المرأة الشقراء الهيفاء ..كم كنت أركض لاهثاً وراء القصيرة السمراء التي لا تضيء بقدر ما تطفئ ..
وأهم قصة جرت معي , كانت مع خادمة أسيوية , كنت أراقبها, وألاحقها وبعد إشارات , وتلميحات اتفقنا ..كم كانت قصيرة ,ودقيقة الملامح ..صدقوني كان يلزمني مجهراً ألكترونياً كي أرى تفاصيلها ..لكنها كانت مذهلة فقد أشبعت شبقي, وعلمتني فنونها الأسيوية المترعة بحقول الأرز, والعيدان الرفيعة التي تناولتني بها لقمة واحدة وسائغة ..
تقدم الرجل القصير وهو يمد قامته .. أطفأ سيكارته في صحن مليء بالأعقاب و قال بعد أن أسند رأسه على الجدار :
- أحرقتني المرأة يا إخوان بنظراتها الخبيثة التي كانت تجرد قامتي القصيرة من فوق إلى تحت , كأنها تتلذذ بعذابي , لكنني قررتُ أن أعطيهن دروساً بالفحولة لا تنسى.. كنت أمزق المرأة التي أختلي بها بشراسة قلّ نظيرها, أشطرها إلى نصفين.. لا أرحم صراخها, ولا أتركها حتى تعدني بأن تقصّ على صديقاتها أحداث ليلتنا المشتعلة دون غش , وبمكر شديد .. وهكذا تحولت بين ليلة وضحاها إلى زعيم الحي الذي يشار له بالبنان ..
فجأة عمَّت الضجة في الخارج, ُفتح باب الزنزانة, واقتيد الرجال, ليزج كل منهم في سجن إفرادي, عقوبة لهم على تعاطيهم دخان الكيف , وقد ناموا وهم يحتفظون بدمعة كبيرة وقفت على أهداب عيونهم ..
وهذا ما كان يحصل كل ليلة في زنزانة المخصييِّن

فاديا عيسى قراجه
- من مجموعة أهل المغارة الصادرة عن دار علي بن زيد بسكرة الجزائر -

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...