اتصال
يُغريه بعضي وبَعضه يمنعه..
سُبحان مَنْ أوقفه صخرة ثابتة
على شفير خطيئة مُمتزجة بالصواب..
لمْ يزل صوته على بالي:
- استنفرت يا شقيّة.
وبعضي يؤنبني كل بُرهة جارحة..
سبحانه مَن أعطاه بعضي
وسلبني بعضي لتضحك حقول بنفسج
وتبكي فصول الجلّنار..
أحدهم سمّاه مِئذنة وأنا أراه مُتقزم الخيال..
هو لبعض البشر إمام لصلاة
وأنا للغرام ظلّ يتعملق في فضاء
إنْ بقي في الوقت فسحة حقّ
سترى الشمس أسطورة مُشرقة
لست يهوذا
ومَا كان يوماً المسيح ابن مريم
لكن بينَ الأرض والسماء ثمّة اتصال
تعرفه حبيبات المطر
وعصافير حرّة
ونمنمات في كون الأسرار
ويقهرني شيطان يُقهقه في الظلام
وملائكة رحمن تتمنّى دوام الحال..
الله أكبر على ما في القلب
مِن بركان يحوم
ليهلكني قبل الأوان
قبل شروق شمس مِن الغرب
أتمنى قيامة هذا الغرام
مِن بين الرماد
مِن وراء السراب
لا أدري..
ويبتسم الله في عرش رحيم
أراه ببصيرة تتحدى الحواس..
انتظار
على متن لهفة أنتظر المساء
ولا أدري مَا يجذبني إليه
ويحدث أنْ يزورني عملاق الضجر..
بسذاجة ريفيّة أصدّقُ أكاذيبي
ألتصق بوهمي وأشكر الله فيض النعم..
حين تستريح مشاغبتي فوق غيمات
تفتق الفضاء..
تصالحني نفسي
وأحدّق في أمر وحدتي
وأكتشفُ خيبة فصولي ويزداد انشغالي..
يحملني جنوني كلّ لحظة مُعارضة إلى
استئصال الواقع مِن عمق جذوره الضاربة..
أفرش بساط الريح تحت أصابعي
وأغسل أدران الهموم على ضفّة
تحتوي التفاصيل
وثمّة شيء يؤكد قناعتي ويُبشر بشروق قريب
فأهتفُ والفجر على الأبواب يستعد لولوج طارئ..
رعاف
..
على أرضِ حلمي أركض..
أهرولُ فوقَ مروج وأطير
إلى سحب تسري حيث يسكن القمر
تسبقني خيالات ماهرة
وعطور وسادة مغرورقة،
أريد نقل هذا العشب المُمتد
إلى أرض الواقع
وتلك الحقول البهيّة ويتفتح أمام الوجد
المطرز باخضرار زنابق تحاكي
روعة فتاة ريفيّة..
تتحرك أماني وتحلّق عصافير
وقصاصة مُتخمة تهرب مِن يدي،
ألاحقها
تلك التي تحمل أنفاسي
يُوجعني عندما تُسرق ذاتي
مِن صفحة تفتح ذراعيها للكون
باستسلام..
تهمهم روحي باستغراب
وغصّة مُثقلة يُحاصرها اختناق
وثمّة ومضة جديدة تغتسل بعبرات..
سطور لمْ تزل تُكفكف وتُهدهد
تحتضن الأوجاع ويستمرّ رعاف..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق