اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

عبد الفتاح محمد... وأدب الطفولة بوصفه الوجه المشرق


كتبت رزان القرواني :ــ
" شفيف النص "  كتاب ضم دراسات هي مقاربات لنصوص معاصرة، تناول فيها الدكتورعبد الفتاح محمد بعضاً من نصوص وقف عندها متأملاً وعاش معها باحثاً، فراح يستعرض لنا أهم ما شفه النص من وجهين، وجه من ورائه حلاوة وعذوبة وإشراق ورقة ووجه معاناة ومرارة وقسوة، وما غرفته الكلمة من إيقاعات رقيقة حيناً وأقل رقّه حيناً آخر...
لقد عرض في كتابه عدة جوانب :‏
- جماليات المكان وثروة الوجود المتخيل‏
- المرأة عندما تسكن في عبير الكلمة‏
- نفس شاعرة بين نعيم الخيال وبؤس الواقع‏

- أثر المهنة في الشعر: الطب في شعر الدكتور وجيه البارودي‏
- التاريخ في أسفار ابن أيوب‏
- أطياف المكان في واحة الزيتون‏
- عندما نكون جمر الاحتراق‏
- شاعر الغربة والهموم‏
-محمود درويش : نسيم للحب وبارود على البغض‏
-أدب الطفولة: الوجه المشرق وتحديات الغزو الثقافي‏
-لغة الرواية بين فصيح السرد وعامي الحوار‏
وسألقي الضوء على جانبين أثارا اهتمامي، أولهما : هو أدب‏
الطفولة بوصفه الوجه المشرق وثانيهما الغزو الثقافي....‏
الاهتمام بعالم الطفولة شيء ضروري وهام، فهو عالم البراءة الجميلة والانطلاق بلا قيود ولا حدود‏
عالم مليء بالتشويق والغموض والعفوية المطلقة، عالم الغد المتطور وصناعة قادة المستقبل، عالم وردي حيث تبث ابتساماتهم البريئة فيه البهجة والسرور لذلك نوّه الدكتور عبد الفتاح محمد بذكر عالم الطفولة وما يحمله من وجهين قاتم ومشرق فالوجه القاتم إزاء الطفل هو:‏
نقده، وعقابه، ونبذه ، والتذبذب في معاملته، وتخويفه وثمة أخطار نفسية كامنة قد لا نقدر خطورتها حق التقدير، وأقل ما يقال إن الوجه القاتم للحضارة فيه وأد لأحلام الطفولة، وسرقة لابتساماتهم واغتيال لبراءتهم وإزهاق للكثير من أرواحهم، أما الوجه المشرق للحضارة إزاء الطفولة فتتبدى سماته في الاهتمام بالأطفال تربية وتعليماً وتهذيباً ويتجلى ذلك في:‏
- تلبية حاجات بيولوجية كالطعام والملبس والوقاية الصحية.‏
- تلبية حاجات نفسية قوامها العطف والمودة والحنان والحب الأسري والتشجيع.‏
- تلبية حاجات اجتماعية تكتسب من المحيط كالمبادئ والقيم، والتعبير عنها في كلامه وألعابه ورسومه.‏
كما عرض لسمات عامة من عوالم الطفولة تحدث فيها عن مراحل الطفولة وأهدافها وموضوعاتها وأدبها، واللغة التي لا غنى لما لها من تأثير في أدب الطفل ونمو عقله، فاللغة أحد عوامل تنظيم التفكير وتيسيره وتوضيحه وهي عون على التفكير كما رصد أبرز أشكال أدب الطفولة، وعدداً من التجارب الرائدة فيه من الوطن العربي، فإذا كان أدب الطفولة يضم أشكالاً متنوعة منها: القصص القصيرة، والطويلة ، والقصة المصورة والحكاية والقصيدة والمسرحية الشعرية والنثرية والألغاز والطرائف وألعاب الحاسوب- وهي أشكال تدل على الغنى، ولكل شكل أهميته- فإن الدخول إلى عوالم الطفولة من بوابة الأناشيد العذبة أمر في غاية الأهمية، وهو دخول مؤثر سهل ميسر يشبه دخول النور من الزجاج من غير أن يكسره، وذلك لأن اللحن العذب والصوت الجميل جناحان تطير بهما الكلمة الشعرية كما تطير الفراشات الملونة:‏
حملتُ الحبَّ في القلب سكبتُ الحبَّ في الدرب‏
تعالوا فتشوا عمري فلن تجدوا سوى الحبِّ‏
ويتحقق هذا إن كانت الأناشيد تضيف بعداً غنائياً فنياً مع لغة فصحى، ونطق سليم وإيقاعات هادئة، وحقاً إن الأناشيد الجميلة التي صاغها بعض شعراء الطفولة فيها ما يجعل الطفل يحب مدرسته وأهله ولغته فيها بساطة في صوغ هدف منشود، ويجعل الطفل يحب الجمال في الإنسان والطبيعة:‏
ليلى نبتٌ كالقمر أحلى من كلَّ الصور‏
ولها بيتٌ من فرح ٍ في حقل حلو الثمر‏
وإذا كانت التجارب الرائدة في كل قطر عربي كثيرة، فإن من العسير الإحاطة بها، فحديث الدكتور عبد الفتاح يقتصر على ثلاث تجارب هي: تجارب كامل الكيلاني- سليمان العيسى ، عبد التواب يوسف وسأقف عند تجربة الشاعر سليمان العيسى الذي كتب للأطفال منذ ستة عقود بأناشيده العذبة التي جعلت منه الصوت الأبرز على ساحة الوطن العربي .‏
يقول د. عبد الفتاح : الأطفال على حد تعبير سليمان العيسى فرح الحياة ومجدها لأنهم المستقبل ، لأنهم الشباب الذي سيملأ الساحة غداً، أو بعد غد لأنهم امتدادي وامتدادك.. والقصة الشعرية من صميم تجاربه، منها حكايات قديمة صاغها شعراً في (قصص تغني للأطفال) ومنها أنه انتقى ثلاثين شاعراً في كتاب عنوانه ( شعراؤنا يقدمون أنفسهم) ومنها أنه عرّب قصصاً عالمية كثيرة.‏
ومع تطور الحياة المعاصرة بدأنا نشهد الغزو الثقافي خاصة التكنولوجيا (الشابكة) والتي أصبحت جزءاً من حياة الطفل، وللأسف بدا هاجسه الوحيد، فاستخدامه اليومي للألعاب غير المفضلة وخاصة ألعاب القتل والعنف التي تنعكس سلباً عليه وتؤثر على تفكيره وعقله بشكل سيء حتماً فيغدو الطفل انفعالياً عدوانياً، ولأجل هذه الخطورة سلط الدكتور عبد الفتاح محمد الضوء على الغزو الثقافي وتحدياته وأثره في شخصية الطفل، فالذي يؤثر في ثقافة الطفل عاملان هما: نظرة المجتمع إلى الطفولة ووسائل المجتمع في نقل الثقافة للأطفال...‏
تطرق د. عبد الفتاح إلى أشكال الثقافة الغازية، وسنقف عند شكلين هما: ألعاب الأطفال والتلفاز:‏
أما ألعاب الأطفال فهي من الوسائل التي لها أبلغ الأثر في الطفولة، لأن اللعب نشاط يحمل لذة غامرة يسهم في تطوير المهارات ونقل الثقافة، ولأن اللعب يمكن أن يوظف لحمل مفاهيم ومعلومات ولأن اللعب غريزة وحاجة وإشباع للرغبة في السيطرة على الأشياء وامتلاكها، من هنا عرفت الأمم المتقدمة كيف تجعل من اللعب وسيلة تربوية فعالة، وما يؤسف له أن الألعاب العربية محدودة وتجارية، ولا تلتفت إلى الهوية ولا دور للتربويين فيها أما الألعاب المستوردة فهي غريبة الوجه واليد واللسان، فالدمى ذات ملامح غريبة عنا ، وأشكال الحيوانات منها ما هو نادر الوجود في بيئتنا كالدب مثلاً، وشكل البيوت ينتمي إلى عوالم أخرى كالعالم الغربي أو كعالم شرق آسيا، وربما روجت الألعاب المستوردة قيماً لا عهد لنا بها، وهذا ما يجعلنا نشعر بأننا قاب قوسين أو أدنى من خطر ضياع الهوية.‏
وأما التلفاز فهو يحتل مرتبة متقدمة من بين وسائل الاتصال هذا إذا لم نقل إنه أشدها خطراً، لأنه يشرك غير حاسة ومادته غنية ومتنوعة ورخيصة وسهلة وآثاره السلبية التي يمكن أن تؤثر في الطفولة تكمن في أمور كثيرة منها: شيوع ثقافة الصورة بدلاً من ثقافة الكلمة وكفة ثقافة الكلمة هي الراجحة على ما يرى أهل العلم لأسباب لا مجال للتفصيل فيها-‏
- منها أن الكلمة حين تطلق تفتح بوابات تعدد الفهم، وتعدد الرؤى.‏
-يتلقى الطفل ما يعرض عليه دون مناقشة.‏
-المادة التلفزيونية المحلية تكاد تكون نادرة.‏
-المادة المستوردة –وفيها ما فيها- انتشارها طاغ.‏
وعند الحديث عن مخاطر الثقافة الغازية التي تؤثر سلباً في الطفولة نجد أن المخاطر كثيرة منها أنها ثقافة استلابية، وأنها تفضي إلى شخصيات عصبية، وتعنى بأوضاع مرضية كالمنافسة والإخفاق والتردي والعزلة، وتحدد الطفل عبر شبكة من التصنيفات الاجتماعية والطبقية والفئوية و البيولوجية، ومنها أنها تهدف إلى إعادة بناء الموقف السياسي والإعلامي والتربوي ومنها أنها تشيع أنماط السلوك الفردي والاستهلاكي، وتسعى إلى نسف كامل القيم، وتخلق هوّة بين المرء وواقعه وتجعل الأطفال في لجة الاستبداد التقني، وتروج نموذج (السوبرمان) وتدخله إلى عقول الناشئة وتحطم مفهوم الانتماء الأسري، ومع هذا فإن ثمة توصيات وآراء تؤخذ بالحسبان عند دراسة سبل المواجهة، ومنها ضرورة التفكير المعمق للمواجهة، عبر الدراسات والندوات والمؤتمرات.‏
- العمل على ربط الأطفال بتاريخ الأمة وحضارتها‏
-التحصن بالقيم العربية الأصلية.‏
-الاهتمام بالطفولة تربية، وتعليماً، وتهذيباً.‏
-عدم تعديل البرامج وما يتفق مع أهداف الثقافة الغازية.‏
-الارتفاع بالمستوى الفني والتقني للبرامج.‏
-اعتماد الاصطفاء فيما نحتاج إليه من الوافد دون أن يمس بقيمنا.‏
-السعي لإرضاء مختلف الشرائح.‏
ومن خلال هذه الإطلالة التي قدمها الدكتور عبد الفتاح محمد نحو أدب الطفولة بوصفه ضرورة ووجهاً مشرقاً وصل إلى أهم النتائج التي خلص إليها:‏
1-أدب الطفولة المنشود خطاب ذكي يثق بالطفل ويشيع السعادة والبهجة في نفسه ويستثيره، ويحقق الانتماء وينمي الخيال ويكسب لغة، وينفس عن الرغبات ويولد المتعة....‏
2- وأديب الطفولة المأمول فيه ، أديب منتم، موهوب مثقف وثيق الصلة بعوالم الطفولة في نموها ومراحلها، وحاجاتها، قادر على أن يؤثر في تشكيل وجدان الطفل إنسانياً وثقافياً وجمالياً ولغوياً وانتماء وقيماً...‏
3- العناية بأدب الطفولة نشراً ونقداً ودعماً مادياً وندوات ومؤتمرات ومقررات مدرسية وجامعية هي سير في الاتجاه الصحيح الذي سلكته أمم قبلنا.‏
4- الاهتمام بأشكال الأدب، أدب الطفولة تطويراً ومواكبة والإفادة من التجارب المتقدمة في هذا.‏

رزان القرواني

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...