أغلقت الباب بقوة ، للمرة الأولي تشعر أنها غزل متشابك ليس له بداية و لانهاية . أجهشت بالبكاء ، عيناها نبعان لأغزر الأنهار ، انهارت قواها ، ارتمت على سريرها تسترجع ماحدث .
كانت تطير فرحا ، تحتسي قهوتها ، ترقص حينا وتتزين حينا ...لاوقت لديها سيأتي حبيبها ، الشاب الجميل ذو العينين العميقتين والمتوحشتين والقامة الطويلة والأكتاف العريضة والعضلات القوية . ارتدت فستانها الأحمر القصير الذي يكشف عن صدر فاتن، وظهر ممشوق، ولونها الذهبي الساحر ،
هى إمرأة جميلة في الأربعين احتفظت بخزائن جمالها ... لتهبها له ، والأصح لم تهبه ...بل يأخذه عنوة ! إنه الحب الجارف في نظرها !
قرع الباب ، اسرعت ضاحكة مستبشرة بيوم جميل فهذا موعده الأسبوعي .
على الباب كانت صديقتها الحميمة ، تبكي بحرقة !
- اعتذر يبدو أنك مشغولة ولكني أصر على الكلام ، ليس لي سواك أعترف له عن خيبتي وآثامي، أكاد أنفجر ،
في لحظة صدق اكتشفت أني كاذبة وخاطئة ،
أوهمت نفسي بحب كبير .
استسلمت له بكل كياني ،
فأنا الناضجة ..العاقلة ..والتي لم أعر الحب من قبل اهتمامي ....
رأيته ..جمعتنا الصدفة وحدنا ،
أشعل ناري الكامنة ، أثار جنوني،
لم استسلم ... ولم يستسلم !
أجبرني ...
احببت جبره لي ،
أصبحت لعبتي معه كلمة لا ..!
لم أشعر أني غرقت في وحل قصته . استفقت عندما رحل !
تركني ..
انقذيني ...
اعطني أملا بالحياة..
أنت الكاتبة التي لطالما بأفكارك أنقذت فتيات وكتبت عن الحب كثيرا .
اكتبيني دمعة حارقة على خد صحراء أنوثتي .
اكتبيني وحيدة في مجتمع ذكوري أحمق . اكتبي خيانة زوجي لعهدي وتركي وحيدة . لم أشعر إلا وصديقتي تهزني قائلة : مابك لاتغضبي مني اعتبريها غلطة الشاطر ! تبسمت بوجهها مكرهة قائلة : أذهبي وتوبي الى الله .
- أتحسبين أنك رفعت الإثم بالإجبار وأنت بقلبك تناديه وتستجديه .. الله ياصاحبتي يأخذ بالنوايا .
- بكت وهي تستغفر ...ودعتني .
تذكرت وعدي بكتابة قصتها ذهبت لطاولتي أجر نفسي ، أوراقي مبعثرة ، قرأت عنوان قصتي التي كنت أكتبها ..
- (الحب الجارف) !
قطعت الأوراق ، وعلى ورقة جديدة بيضاء كتبت في المنتصف " البراءة الكاذبة "
قرع الباب تذكرت موعدي مع حبيبي ، نعم إنه هو ، موعدي الأسبوعي ، ماذا... لا... لا.... لايمكن أن أكون ... مثل صديقتي ! وهل يعقل أن أكون مثلها ..ضحية وحدتي ؟
مسحت دموعي على عجل ، فتحت الباب وارتميت على صدره أطلب حمايتي منه ...
...
عبير عبدو/ سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق