الآنَ أجملُ
حملَها وفستانهُا الأبيضُ يبتلعُ أغلبَ جسدِها، أجلسَها على مقعدٍ أمامَ المرآةِ وهو يتأمّلها؛ خلعتْ شَعرًا مُستَعارًا، انتزعتْ أهدابًا صناعيّةً، رفعتْ عدساتٍ ملوّنةً، غسلَتْ وجهَها، مسَحَتْ شفتيها، اقتربَ منها وقلباهما يخفقانِ، وهمسَ في أُذنِها بكلمةٍ، استقرّتْ في روحها إلى اليومِ.
رايةٌ
رووها بدمائهمْ، رفعوا ساريتَها على جماجمِ شهدائهمْ. وقفتْ أبيَّةً تتحدّى عاتياتِ الدّهرِ. انتقدوا رزانةَ شموخِها؛ فأطلقوا عليها رياحَ حقدهم الشّديدة، انتفضتْ فارِشةً جناحَيها لتظلِّلَ أبناءَها بالسّكينةِ ومُلوِّحَةً بالاقتِصاصِ مِن الخَوَنةِ.
___________
رائد الحسْن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق