أسيل تلاحمة/
قف يا زمن وانظر على أطلال المجد كيف دنس كاهله؟
وفي عينيه دمع لا يدري لماذا يقف عاجزاً عن مداواة الجرح ساكنه؟
في القدس آلام تتربع على عروش الزمان وإن أبى جامعه
في القدس مقدسيٌّ ثار على جور المر وآخر خاف على أحد أن يقاتله
هي منا وفينا فإن لم يكن فلسطيني به يجري حزن القدس فهو حامله
يا عقارب الزمن رفقاً بقدسي أراك للحق فيه طاعنه
يا دقائق الوجد عودي أرى على أسوارها من للوجد سالبه
أرى في حضن التاريخ ثورة تحيز فيها لغيرنا كاتبه
يا زلازل الثأر هزي ليتفجر من عمق الزمان من ألم القدس عانقه
وقولي لحفاة على بساط رمل إما الرحيل أو الموج ضاربه
والأقصى في عرض المياه طليق يصارع الأمواج شراً فمن إلى بر الأمان ساحبه
تنهشنا ذئاب الليل علناً وعواء الذئب من سامعه
صداه يجوب زقاق القدس شراً وإن رأى طيراً هزيلاً فهو آخذه
في غضون الصمت تستباح الدماء ويأن الصمت من الجرح للجرح فهو للجرح كاتمه
أرى ميزان العرب هزيل وقد خفت مراجله
وأرى رجولة في القدس تجوبه من شرقه حتى مغاربه
تجربة الزمان ثقيلة كيف ولا؟ وسطوره تجرعنا مواجعه
وأرى دماء الشهداء جديرة بأن ترد للمجد السليب مشارقه
يا دموع الطفولة لا تدمعي وإن تعدد في الوطن مظالمه
سيحين له الرحيل ويبكي كمسكين ململماً خسائره
سيأتي يوم يعود فيه الوطن مشرق ومن جديد تزهر حدائقه
فهل يا ترى ستثور القلوب غضباً ويحقق الوعد الوليد مآربه؟
فهل يا ترى ستعود أسراب الحمام تحلق في سماه، ولن يكون من هو للسلم خاطفه؟
2
لمَ البكاء...؟
بقلم: أسيل تلاحمة
وطني وإن ضاعت حياتي بوصفك
تجلو حياتي وما جلت ألوانكَ
في تيه ألمك أرى طيور الأمل تشدو
في سماء غير السماء
وتحطم جور أطال به زمن
زمن ألمت به سبل الشقاء
وإن أطالت الدنيا بمعروفها صنعت
من حمرة دمانا رموزاً حار بعمرها الفناء
في كل ليلة في فضاءك أرتقب نجماً انتشى من هدوء
جفنك واختفى في بطن الفضاء
أُثني على جرحي وأطبطب كلما زادت مرارته
وأقول بصمت رباه هل بقي وقت للقاء...؟
لقد رحلوا جميعاً وما بقي سوى ذكريات تداعبني بألم
وتقول لي لقد كان هنا الأحباء
في طنين الأمس أسمع ذكرهم وفي شمول اليوم أرى عذابهم
رباه ماذا صنع بنا الغرباء...؟
أعود إلى نفسي والروح طليقة وأشاطر نفسي بذكرهم فالكل تحت قبضة الجفاء
تعلن دموعي مسيرها وأندب يومي وأرثي أمسي وأعود لنفسي ثانية وأتساءل لمَ البكاء...؟
وإن فاضت كلومي بالأسى
وإن جن الليل بحقيقة ما رأى
وإن أصبحوا هم ولم اعد أنا
لمَ البكاء...؟
سأصلي لأجل الغد
سأرسم لوحة وألونها بشغف المجد
فإن لم أكن أنا بعد.
3
نسجتك يا وطن/ أسيل تلاحمة
نسجتك يا وطن سنسال على صدري ليتحجر
زرعتك بالقلب بالعال وحبك يوم ورا يوم يكبر
تراك يا وطن دوم على البال ترى قدسك مجد صعب يتغير
يظنون انه محال على وطن يتحرر
قالوا في الجهاد ترحال قلت على راسي الوطن يؤمر
ابعثلك يا وطن مرسال في الشوق يتفجر
ويصنعلك من الكلام موال ويقلك الله أكبر
ما يهمك عدو غدار مهما على الأرض تجبر
نهاية ظلمة زوال ونهايتو على الماضي يتحسر
تأكد يا وطن شعبك شعب جبار ما يقبل عدو في أرضه يعمر
مهما ظلم الأعادي طال مهما الدمع سال وتكبر
يا وطن كبار وزغار في وجه العدا أسود تزأر
ما تهاب بني دجال ما نهاب من هو يهاب الليل الأسمر
بس تنهز جبال... صعب أقدر أتصور
مهما قالوا غريب الحال مهما قالوا إرهابي على الفاضي يتحير
رح تبقى عزيمتنا ريح وإعصار وقوة أبد ما تدمر
ما يهمك يا وطني بكرى رح يجي نهار مهما الليل طوّل
4
ما استباح الخريف عذرية الشجر
أسيل تلاحمة/
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ما فقد الخريف حسنه بسقوط أوراق الشجر
بل ازدادت الدنيا جمالاً بتعري شجرة
بانحناء كبرياء ورقة
في غياب القمر
لقد نكح الليل فؤاده في جفن من أشغله السهر
واستراح في قلوب العاشقين الذائبين
في ليل الخريف تجدهم على النوافذ يخافون على بعضهم صوت وقع المطر
وتنولد همسات من رنين الأمس
لقد أتى القمر
لقد رأينا القمر
أأتى ليستبيح عذرية الشجر؟
أم لينعش الإحساس في لوحة فنان ترك ريشته على حافة النسيان من الضجر؟
لقد مالت الدنيا جمالها على كفي طفلة بات الرمل المذهب بين أناملها درر
وضاع الكون بسحر تجاذب خطوات على أرصفة اللقاء آلف بينها البشر
لقد هاجت الدنيا بجنون ريح... باستنفار موج... بشيخوخة موسم
وانحناء غصن من الحنين اندثر
اجتثت الأوراق أرضها
ورسمت ملامح خريفها
بحزنها... بفرحها
ولقد أُكرِم من عذر
فما استباح الخريف يوماً عذرية الشجر
فالشمس أيضاً تغازل من يترامى على فرش البحر
والروح تهدي حنيناً لأربعة ملوك
وقد وجب على كل ملك زينة قصره بكل فخر
والنفس تنتظر اللقاء بحرقة واستحق اللقاء من صبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق