اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

وصية ...*سوسن الشريف

⏪⏬
إلى ابنتي مريم
أرجو أن يعجبك هذا الاسم، فنصف العالم لا يعجبه اسمه ولا مكان مولده، ومنهم يتمنى لو لم يولد من الأساس. لا أُخفي عليكِ نحن ندعي اختيار الأسماء والآباء والأمهات، لكن دائمًا للقدر كلمة أخرى، فهو من اختار وجودنا في الأصل.دعينا من هذا الحديث، لكنني بالفعل أحب اسمك يا صغيرتي.. نعم صغيرتي أيًا كان عمرك وقت قراءة هذه الكلمات، وسوف تظلين هكذا في عيني مهما كبرتِ، أظن كنا سنتشاجر كثيرًا كدأب كل الأمهات والأبناء على هذا النداء. فالزمن يتوقف بنا عند أول خطوة بمفردكم خارج المنزل، وبينما يتسع عالمكم، يضيق علينا، يتملكنا الخوف، ترعبنا فكرة أخذ غيرنا مكاننا في حياتكم شيئًا فشيئًا إلى تملكه تمامًا. نخاف عليكم مما مررنا به، فنقضي عمرنا محاولين حمايتكم من الأذى والمخاطر، ونتجاهل عن عمد حقيقة أن خوض هذه المجاهل هي السبيل الأمثل للنضج. لكن قلوبنا تخشى عليكم ألم التجربة، كم يكون قاسيًا في كثير من الأحيان صغيرتي، قاسيًا للغاية.

وصيتي اليوم عن كيف تعيشين وحيدة .. كيف تتمكنين من البقاء بأقل الخسائر، وبصحبة كثير من الألم.

عندما يختار الآخرون البُعد أو يضطرون للرحيل الأبدي، فتجدين نفسك وحدك، بين جدران أربعة وسقف عالٍ لا تطل منهم الشمس، وباب مغلق على الدوام، قلما دق عليه أحد، لا يزوره إلا العابرون. لا أحد سيبقى معك إلى الليل، وربما بعد حين لن يطرقه بانتظام إلا محصلي فواتير الكهرباء والغاز، وسيكون عليكِ اعتياد هذا الأمر.

كل صباح ومساء سجلي على هاتفك اتصال لأقرب شخص لكِ، يمكن التحدث معه في حال أصابك حادث، ولا تنسي كتابة الصفة بجوار الاسم. نعم صغيرتي، ذلك الأمر الذي لطالما سخر مني الآخرون لفعله، عندما يقرأون اسم على هاتفي وبجواره كلمة “أخي”، أو “ابن عمي”، أو “زوج أختي”، اخترت تسجيل الرجال والشباب، وتجنبت أخواتي البنات أو الأقارب كبار السن، بالطبع تفهمينني.

حاولي بطريقة ما إعطاء رقم هاتف من ذكرت لإحدى الجارات، أو لأقربهن إليكِ، في حال اكتشفوا غيابك بعد شهر ربما، أو تتسلل رائحة الموت فتزعج من يمر ببابك.

وهذا يجعلك تهتمين لأمر الأقفال، فلا تُكثري منها، أعلم أن هذا ينافي احتياطات الأمان، لكن كلما زادت الأقفال، كلما صعب الوصول إليك، إلا بكسر الباب، وأنتِ لا ترغبين في إحداث أضرار، فلن يكون موتًا وخراب ديار.

في حالات اضطرارك للسفر بمفردك -وكأن هذا هو الشيء الوحيد الذي تفعلينه بمفردك!! .. يا لا سذاجتي- ستخبرينهم في البداية، ثم تكتشفي أن هذا أمر لا يستحق الذكر، ولا يهم أحدًا، لذا كُفي عن الانزعاج عندما تكوني الوحيدة بين المسافرين التي لا يرن هاتفها باتصالات قلقة على سلامة الوصول.

كنت سأطلب أن تضعي بجواري راديو صغير ينطلق منه القرآن الكريم فلا أكون وحيدة هناك، وليطمئن قلبي، لكن لا بأس إن لم تتمكني من ذلك.

مريم .. لا تغضبي كثيرًا من رنين لا ينقطع عند الاطمئنان على من يعيش وحيدًا، فربما لم يعد بإمكانه الرد.

وأبدًا لا تُجبري أحدًا على الابتعاد عنكِ بقسوتك، سيعتاد البُعد، وتعتادي القسوة، وعندما يتبدل حال قلبك، سيكون هو في حال آخر.

أتعلمين أن شعور الأمومة سيطر عليّ تمامًا، اغتالني بقسوة، لكنه أشبه بعابري السبيل، يزورني دون البقاء إلى نهاية الليل، حاولت تجنبه كثيرًا، لكن نفسي تنضب به. تختطفني أعين الأطفال، تسجني أذرعهم الضعيفة في قضبان حريرية، فلا يمكنني الفرار، يقرأون شفرات الأمومة المهزومة بداخلي، فتشفق عليّ قلوبهم الصغيرة، وتغمر روحي محبتهم البيضاء.

منذ الصباح وأغنية وردة تتردد في بالي دون هدنة قصيرة يلتقط فيها عقلي أي شيء غير جملة “قال يعني مش فاكرنا ولا فاكر حب بينا”. فاكر أو ناسي حبيب أو صديقة أو قريب، تناسوا أو تجاهلوا، ماذا يمكنني فعله؟!! من ذا الذي يستيقظ وفي باله أغاني وردة بكل حيوية ألحان بليغ حمدي؟! ألا يوجد ما هو أقل صخبًا يتماشى مع هدوء الصباح وحرارة الجو التي تذيب كل النشاط وتستبدله بالخمول والضيق.

لم أعد أنزعج من الأبواب التي تغلق في وجهي يا مريم، فقط ينالني بعض الألم، فأصحابها كانوا يومًا ما الأقرب إلى الروح والقلب، أنظر إليهم الآن من بعيد وقد فات أوان الاعتذار، وكبرت أشواك قسوتهم، صارت كغابات كثيفة، فاستحالت الرؤية بين قلوبنا.

حبيبتي وابنة عمري .. إذا صار الألم وفيًا لكِ، استعيني بالمسكنات، لطالما داومت على الحديث إليكِ بقدر ألمي، فيسكن قلبي وتهدأ روحي.

وأخيرًا صغيرتي …

لا أدري إذا كنتِ ممتنة ليّ بعدم إنجابك في هذه الحياة القاسية!! كما أنني لم أجد لكِ أبًا مناسبًا، لقد حاولت كثيرًا يا مريم صدقيني، لدرجة كنتُ سأختار من كان سيلقمنا العذاب بلا رأفة، فقط لأصير أُمًا لفتاة جميلة مثلك، لكن القدر لم يوافق.

أتمنى أن تسعدي بالميلاد وربما سيمر طيفي بخيالك حينها …
-
*سوسن الشريف


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...