اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الجزّمةْ ...* وليد.ع.العايش

⏪⏬
كم كان موحلاً هذا الصباح ، فالمطر لم يصعد إلى السماء منذ ساعات الليل الأولى ، مما جعل طيور السنونو تختفي خلف أكمة لا جدار لها ، بينما خرجت المرأة إلى تنورها حافيةَ القدمين بعد أن شمرّت بقايا ( بيجامة مهترئة ) .

استيقظ الزوجُ على أنغام موسيقى المطر وهي تطرق نافذته الصغيرة ، كان عارياً تماماً ، لعلّهُ لم يكترث كثيراً للبرد الآتي من الجهة الغربية ، نظرَ إلى السرير ، لم تكن المرأة هناك : ( يالك من امرأة ... كيف تغادري دون أن تُخبريني ) ... اِرتدى ثيابهُ المُتناثرة في أرجاء الغرفة ، تحسسَ شعرهُ المائل للبياض ، تمطّى كريحٍ عاصفةْ ، ثُمّ قفزَ إلى الأسفل ...
في الغرفة المجاورة يرقدُ أطفالهُ الثلاثة ( ولد وابنتان ) ، لم يشأ أن يُزعجهم ، فالوقت مازال باكراً ( دعْهم ينامون أكثر ... ليس لدينا مدفأة ... إن استيقظوا سينال منهم البرد ).
للتوّ حطّتْ رحالها رائحة الخُبز ، لعقَ شفتيه الغليظتين ، توجّه إلى التنور ( الدفءُ يثورُ منه كرائحة الخبز ) ... تناول رغيفاً وبدأ يلتهمهُ على معدةٍ خاوية ، كانت المرأة تراقبه رغم انشغالها بما تبقى من العجين : ( كانت ليلة جميلة يا امرأة ؟ ... أليس كذلك ) ... ضحكَ كثيراً حتى كادَ أنْ ( يتشردق ) بالخبز الطازج ، احمرّتْ وجنتا المرأة أكثر ، لكن ليس من وهج نارِ التنور هذه المرة ... تركتهُ يُكمِلُ ضحكه وطعامه اللذيذ ، لكنهُ غادرها فجأةً دون أن ينبس بكلمةٍ أخرى .
الماء المُوحل يخترقُ ( جزمته السوداء ذات العنق الطويل ) ، ألقى التحية على جاره الذي خرج هو الآخر مع ثُلّة أغنام قاصداً المرعى البعيد : ( لم أسمع موالك هذا الصباح يا جار ... يبدو بأنَّ ليلتك لم تكن على ما يرام ) ... ضحكَ الاثنان ... ثُمّ انصرف كل منهما في اتجاه : ( سنلتقي في السهرة ياجارررر ... ) قال الرجل الآخر بصوتٍ مرتفع , نظر إليه بطرف عينه موافقاً واستمر في طريقه : ( متى سأشتري جزمة جديدة ؟؟؟ ) , كان يُحدّثُ نفسهُ دون أن ينتبه إلى نبرة الصوت العالية .
توقف المطر ، انقشعت الغيوم , فظهرت الشمس مُختلسةً الوقت ...
سألَ أحد الأولاد : ( أين أبي يا أماه ) ، اومأت نحو الحقل البعيد ، لم يُكرر السؤال ، لبس مِعطفاً رثّاً ( كان لأبيه ذات يوم ) ، حمل زوادة من الخبز والجبن والزيتون : ( سأذهب إلى هناك يا أمي ) . مضى النهار مهرولاً ، النهار قصيرٌ جداً في الشتاء ، منذ قليل عادَ الجارُ مع أغنامه ، نظرتْ المرأة إلى نهاية الطريق الذي بدأ يتخلّصُ مِنَ الوحل : ( أين هما ... لقد تأخرا ) .
اتجهت إلى بيت الجار : ( ألم تُصادف زوجي وولدي في الطريق يا أبو ... ) ... كان يزيلُ الوحلَ المُتشبث بقدميهِ : ( لا لمْ أُشاهدهما ... لِمَ لمْ يعودا حتى الآن ) ... قبلَ أن تُجيبَ المرأةُ على سؤال جارها لاحَ ظِلُّ الولد من بعيد : ( ها هو ابني هناك ... يبدو وحيداً ) ... توجهتْ العيون الأربعة إلى حيث الولد الآتي من الحقل البعيد : ( أينَ أبيكَ يا بني ) ... دفع لها بالجزمة السوداء وبقي صامتاً , كررت سؤالها مرّة أخرى بينما شيءٌ ما اندسَّ في قلبها .
في تلك اللحظة هزّ المرياعُ رأسه فتعالى صوت الجرس المربوط بعنقه , نظر الشابُ إليه , ثُمَّ إلى القطيع المتراكم على بعضه البعض : ( لعلّهُ هناك يا أمي ... لعلّهُ هناك ... لا عليكِ لقدْ أصبحتُ رجلاً ) ...
________
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...