اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الأربعاءُ القاتم (مرثية الى أبي)...* قصي صبحي القيسي


⏪ النص الفائز بالمركز الأول بجائزة النور للإبداع 2019- قصيدة التفعيلة

في صُبحِ ذاكَ الأربعاءْ..

كانت سماءُ الروحِ تنزف لحنَ نايٍ طاعنٍ في الحزنِ
ينذرُ بالرحيلِ..
لحناً عذوبَتُهُ تخيفُ رتابَةَ الأيّامِ،
مثلَ المِسْكِ حينَ يثيرُ شوقاً كان يغفو عند قارعةِ الأصيلِ..
كانت سماءُ الروحِ متعبةً،
يحاصرها غمامٌ لستُ أعرفُ محتواه..
ماذا تغيّرَ في ملامحِ كلِّ شيءٍ،
صرتُ أجهلُ كلَّ شيءٍ قد أراهُ ولا أراه..
متشبثاً باللحنِ أمشي، مثلَ ظلٍّ مُبهمِ المعنى،
تُغَيِّبُهُ بقايا من ظلال..

في صُبحِ ذاك الأربعاء..
صوتُ ابن عمٍّ يقرأُ القرآن حيناً،
ثم يجهش بالبكاء..

كم كان صعباً ذلك النفس الأخيرُ..
كأنكَ استجمعتَ في رئتيكَ روحي،
ثم أطلقتَ العنان لها لتصرخ :عُدْ ..
لماذا لا تردّْ ؟!

مازلتُ أمسِكُ كفّك، انسكبت عليها دمعةٌ،
جسراً من الذكرى الى ما مرّ من عمري تمدّْ..

لِمَ لا ترُدّْ ؟!
أفَكُلّما أقنعْتُ نفسي أن شمسَكَ لن تغيبَ

يجيءُ من قاع الظلامِ أسىً جديدٌ
يوصِدُ الأبوابَ دونَ الأمنيات؟
أفكلما شيّدتُ بنياناً من الآمالِ يصحو واقعٌ شرسٌ يَهُدّْ؟
لِمَ لا تَرُدّْ؟!
وجَسَسْتُ نبضَكَ في العُنُق
وعلمتُ أن قصيدتي اختنقتْ قوافيها، وأُغلِقَتِ الطُرُقْ..

كانَ ثقيلاً وزنُكَ،
وإذا ما حرّكتُكَ تصرخُ ألَماً

ما أقسى صوتك حين تئنُ
وكم تجلدني الأصواتْ..!
لم أتمكن مِن غسلِكَ - أبتي - طيلة أسبوعٍ فاتْ..
واليوم أراكَ أمامي تنعمُ بالماءِ وبالصابون
في غرفةِ غسلِ الأمواتْ..

كان رحيلاً أشبهُ بإزالةِ بُرجٍ من قلبِ مدينهْ..
مثلَ سماءٍ سَقَطَتْ فوق الأرضِ، تشظتْ
فتوقّفَ نبضُ فصولي، هبطتْ فوق الكلماتِ سَكينهْ..
دفءٌ يرقدُ في الثلاجة،

أحرَجَ حتى مَلكَ الموتِ، فكيف ستغدو الشمسُ دفينهْ؟!
لم أجزعْ لرحيلِهِ، حتى أنّي أكْرَمتُ الحفّارَ ببعض المال..
فابتسَمَ، وجهَّزَ معوَلَهُ
ليشقَّ الأرضَ لتبتلع الدفء وتتركني برداناً
مذهولاً كالطفل، يراودني ألفُ سؤالٍ وسؤال..

كان يلقب (ربَّ الأُسرةِ) في كل سجلاتِ الدولةِ
والإثباتات الرسميهْ..
مطلوبٌ مني أن أدفن ربّاً
كيف سأدفن ربّاً
هل ممكن أن يُدفَن ربٌ تحت الأرض؟ أليسَ له عندي قُدسيّهْ؟! ..

عُدنا يا أبتي، وبقيتَ هناك وحيداً
في الظلمةِ
في قلب شتاءٍ أعمى، كيف تنامُ هناك؟!
الريحُ تئنُّ أنينَ الثكلى،
تثقبُ صمتَ الجرداءِ وتعبثُ بالسعف الأصفر حتى الإنهاك..
لاشيء سوى ريح وغبار مجنون
وسماءٍ غابتْ عنها كلُّ الأفلاك..
عدنا من دونِكَ، نحملُ خيبَتنا،
ما أوحش عمراً أقضيه بلا بسمتكَ الوادعةِ
وصوتِكَ ذاك العامر بالحبِّ،
وما أصعبَ أن أؤمن أني لستُ أراك..!
يلزمني وقتٌ لأصدّقَ
أني لن أسمع صوت المذياع صباحاً يتسلل من غرفتِكَ..
يلزمني وقتٌ لأصدّقَ أنك لستَ هنا،
وتلاشى في العتمةِ آخرُ ضوءٍ آتٍ من شمعتكَ..
لكني حين أصدّقُ أنك لن ترجعَ يا أبتي
يلزمني عُمرٌ
لِأحاول أن أنسى وجهَكَ، لكني لا أنساه..
نَمْ بسلامٍ يا أبتاه..

*قصي صبحي القيسي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...