ولا أسمّيها بأسماء أولادي
كي لا أعتادَ على وجودِها كفردٍ إضافيّ فرضَتْهُ الظّروفُ
كلّ ما في الأمرِ أنّني أتأقلمُ معها
أناغيها وأعلّمُها حروفَ الأبجديةِ
أهديها ألعابَهُم التي تركوها لأُسكِتَ عويلَها في حَنجَرتي
أنا المُكتظّة بهم
أهيمُ على وجهي بين الجدرانِ
أضم كتبَهُم ودفاترَهُم إلى صدري
وأسطّرُ عليها أكذوبةً كبرى وهي أنني لن أكون وحيدةً
أطهو لأربعةِ أشخاصٍ
اثنان لن يتذوّقا طعامي بعدَ الآن
لن يرتديا ما أكويهِ من ثيابٍ
لن يناما على أسِرّةٍ أرتّبُها كلّ صباحٍ
ستلومُني الجاراتُ على انشغالي ويتهامسْنَ حولَ اعتكافي الدّائمِ عنهنّ
ربّما يتّهمنني بالجنونِ حينَ يُشاهِدنَ الملابسَ تتدلّى من حِبالِ الغسيلِ لأطفالٍ من عُمرِ السّنة وحتى العشرين
اليومَ قرّرتُ أن أصنعَ قالبَ حلوى وأزيّنَهُ بالشّموعِ لأحتفلَ بعيدِ ميلادِ أحدِهِما عن بُعد
وغدًا سيكونُ احتفالٌ ثانٍ عن بُعد
وأيضًا بعد غدٍ وما يليهِ من وحدةٍ أجزّئها على مدارِ العُمرِ
طوبى لمَنْ رافقتْهمُ الوحدةُ إلى الطّرفِ الآخَرِ مِنَ الحياةِ
طوبى لمَنْ اقتنعَ أنّ الحياةَ خدعةً
وسخرَ منها
طوبى لمَنْ بالحربِ والنّأي كَفَرَ
كما أفعلُ الآن وأنا أخطّ آخِرَ كلمةٍ في هذا النّص الوحيدِ
ريتا الحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق