⏪⏬
لم يبدد سكون الحديقة العامة و يفسد على المستمتعين بهدوء هذا اليوم الربيعي الجميل الا هذه الهمهمات بين هذا الضخم الجثة ،الحافي القدمين ، الرث الثياب . الأشعث الشعر . و الذي تنبعث منه رائحة مقززة . و هذه القصيرة القامة البدينة ، أم عيون زرقاء . و المعروفة بين رواد الحديقة بوقاحتها و لسانها السليط . و التي لا تختلف عن الأشعث الأغبر في شيئ . كلاهما مخبول مرفوع عنه القلم .ما هذا بحق السماء !! تقدم الضخم الجثة من البدينة يهزها من شعرها و ها هي الهمهمات الغير مفهومة تتحول الى أخذ و رد بصوت مسموع و كل منهما يتفنن في اختيار البذيء من الألفاظ .
عائلة بالجوار غادرت المكان . تقدم منهما شاب على أمل فك النزاع . قبل أن يتحول الى ما لا تحمد عقباه .
و المجنون يجر المعتوهة أم عيون زرقاء من شعرها بعيدا بين الأشجار
و بصوت متلعثم قالت لمن اراد تخليصها من ورطتها
اتركه .. اتركه سأجعله يندم على ما بدر منه . و سيدفع ثمن فعلته البغل النتن .
آه !! قال الشاب . عليك به خليه يعرف من أنت .
على وقع خطاهم بين الأحراش سرب من الطيور رفرف عاليا في السماء .
-
*صلاح احمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق