اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

"يشدنى المكان.. يكسرنى العطر" ديوان للشاعرة جميلة عبد الرضا سمات التمرد، وملامح الرغبة فى التحرر والانطلاق

شريف الشافعى 
تتجسد سمات التمرد، وملامح الرغبة فى التحرر والانطلاق، فى ديوان "يشدنى المكان.. يكسرنى العطر"، للشاعرة اللبنانية جميلة عبد الرضا (دار النهضة العربية، بيروت، 2017)، فـ"الصعود" هى الكلمة الأولى التى تستهل بها الشاعرة قصائد المجموعة، إذ لا إطار يحكم المشهد، مثلما أن الحياة برمتها يجب ألا تخضع لقوانين وقيود. تقول الشاعرة:
"أصعدُ منى كطيفٍ
كنهر متعرج
أزدادُ نحولًا كلما تُقتُ إليك
أنكسرُ فى الضوء
وأرتعش فى موازيني
كلما من أقصاى إلى أدناي

تماديت"
تستهل جميلة عبد الرضا الإهداء بكلمتين؛ هما: "أوّلكَ وآخري"، فاردة البساط للذات الشاعرة لكى تكون هى الأرض وحدها، وتكون كذلك فضاء للتجربة الخصيبة، فى ظل غياب الآخر المتشكك بوجوده، والعالم الذى قد انتهى، وفق أقرب الاحتمالات المتاحة: "هذا الكتابُ أُهديه لي؛ من أَوَّلى إلى آخري".

تتأرجح الذات متنقلة، فتصعد كأنها طيف فى حين، وتنكسر أحيانًا كشعاع ضوء بلغ الاختناق. وفى تماديها فى الحراك، تزداد نحولًا كمشتاقة غريبة. هى بداية الرحلة، وهى أيضًا غاية الوصول. هذا الانغماس الكلى فى الداخل، يخفى فى طياته انسجامًا توحُّديًّا، بقدر ما يكمن فى طياته توقٌ إلى راحلين، أو إلى من لم يكونوا موجودين أصلًا. التصالح مع هذه الوحدة المطبقة يبدو أملًا تزهو الذات ببلوغه، مثلما أنه ألم فى الوقت نفسه، تقاسى الذات ويلاته: "أصعدُ منى كطيفٍ/ كنهر متعرج/ أزدادُ نحولًا كلما تُقتُ إليك/ أنكسرُ فى الضوء/ وأرتعش فى موازيني/ كلما من أقصاى إلى أدناي/ تماديت".

تواصل الشاعرة جميلة عبد الرضا، فى ديوانها "يشدنى المكان.. يكسرنى العطر"، الذى يأتى بعد ديوانيها "أجدلُ نهرًا كى لا أغرق"، و"سبع مرايا لسماءٍ واحدة"، نسج صمتها بالكلمات، بوصف ذلك الصمت هو الشاهد الذى لا تتغير شهادته أبدًا، عند سقوط الزمن، أو تعدد مراياه.
فى نصوصها المكثفة التى تدنو من الخمسة والسبعين، تقبع الشاعرة رهينة عزلتها، وتبدو مشدودة إلى مكان ما، لكن العطر يكسرها كلما حاولت التحرك نحوه. قد تجرب الذات الشاعرة الاستعانة بالآخر، وبالقصيدة، وبالعشق، سعيًا إلى تمرد ربما لم تألفه من قبل، لكنها أحبته لدى العصافير والشلالات. إن رفض الأمر القائم، هنا، قد يتجاوز الاعتراض عليه، إلى أمر أكثر إيجابية، هو خلق وضعية جديدة أو متنفس يليق بالرئتين. بالكلمات مثلًا، وهى أضعف الإيمان، يمكن أن يصير الخواء حريرًا، وأن تحتشد الغزلان فى مطلع الشفاه. هكذا لا يمكن للدروب أبدًا أن تؤجل مجيء المدن: "ما زلتُ وحيدة/ رغم الشعر/ رغم العصافير المنفلتة/ بين عينيكَ وعينيّ/ ورغم البرارى المحرّضة للقصائد/ ما زلتُ وحيدة كسنونوة زرقاء/ كلما قطفتُ سماء مسقوفة/ يسكبنى الحبُّ شلالًا/ على السطر".

تمشى الذات الشاعرة بذهول منسدل، ولأن الأسرار مفاتيح نجوم، يصير ممكنًا إلقاء الأحزان فى صناديق فارغة. هكذا، يفضح الليلُ الوشوشات، وتفتح الشاعرة لقلبها دهشة الأزرار. فى مثل هذه الطقوس السحرية، وبرهافةِ الليْلك، تستطيع امرأةٌ أن تمر من قمةِ الزنبق، وتُجرِّحُ بركبتيها الليلَ، حتى الصلاة. هذا هو معنى أن الروح الشعرية، تسمو، وتخفّ: "ريشةٌ أنا لا أكثر/ أمشى بذهولٍ مُنْسدلٍ/ على الكتفين/ وأعترفُ بأنَّ ثيابَ السهرة/ لم تسعفنى بهديةِ الغريب/ ولا أسعفتنى رسائلُ الشتاء/ فأكتبنى بخطِّ اليدِ السمراء/ أكتب قصائدَكَ بحبرِ يدي".

وفى رحلتها إلى الحرية أو إطلالتها من النافذة، تستدرجُ الذات الشاعرة أصابعَ الهجرِ، بموّالٍ عتيق. فى السكونِ الجارح، يطلُّ صوتٌ ما على وحدتها، هى الهاربة من ذاتها، إلى ذاتها. هي، ببساطة، تُعيدُ فصلًا من رجلٍ كتبها على لغةِ الفساتين، ومَهَرَ غيم ذيولها بالوشايات. الذات الشاعرة، هنا، منذورة للرهافة، مفتوحة على الاحتمالات والاتجاهات كلها.

فى اغترابها ونأيها، تبدو كأنما لم تصلها رسائلُ الورد بعد، لم تسعفْها فواصلُ السُكْر. يلزمُها نزقُ عرّافات، وحفنةُ ضوءٍ، ونرجسٌ كثير، وعطرٌ يجمعُ أسماءها المتناثرة. هكذا تتهجى قصيدة الصمت ذاتها بذاتها، قبل أن يسقط العناق: "بِسطريْن من صوتِكَ الخافت/ تجرحُ عزلةَ النخيل/ أنقذَتنى من فيضِ حزنِك/ وكنّا كلَّما تحرّك بحرٌ فى لفتاتنا/ أو لمسنا الكرسى الفارغ فى المقهى/ ترتعشُ فى الكفّ زهورُ النار/ وفى حدائقِ البال يهتزّ العشبُ النديّ/ كنتُ كلَّما لبستُ عقد الياقوت/ لأشدُّنى إليك/ يسقطُ العناق".

وبقدر انطوائها على حضنها، كلَّما فتحتْ بابًا، أو أغلقتْ غرفَ النوم فى عيونها، تظل الذات متماسكة، على طول الخط. المكان، هو عنصر الثبات، الذى لا يتبدل أبدًا، رغم سيولة الزمان كعطر طيّار منفلت. هذه الذات المتعددة، التى تسكنها قبيلة من نساء، تدرك بحسها الفطرى أن بقاءها ليس فقط بالتشبث بالمكان، بل إن المعنى الحقيقى للبقاء هو أن تصير الذات وشمًا للمكان: "مهرةُ الحنان أنا ويدي/ أشهى من عينيك/ فى هذَيانى تدخلُ قبيلةٌ من نساء/ أنا الغرق/ أُوشِمُ المدنَ بلوني/ أنا التى صدّقتُ الأبوابَ/ حين دقَّت على قلبي/ أنا وشْمُ المكان/ ياقوتُ العطش".

وكما أن الحديث الافتتاحى صمتٌ، فإن الكلام الأخير هو "اللا شيء"، الذى يغادر قبل أن يحضر. لكن هذا الذى لم يكن موجودًا أصلًا، قد يأتى بغتة كنرجسة، ولو فى الأحلام، ليرتق كل ما هو ممزق: "غادرْ كالكلامِ الأخير/ تعالْ كنرجسٍ/ يُنقِّحُ أصدائي". للشاعرة دائمًا قدرة على مزج الحكاياتِ الداكنة بطعم النبيذ، ليكون للمشهد مذاق أسطورة صغيرة، تكبر تدريجيًّا مثل دوامة، مركزها حجر لا يذكر أحدٌ من ألقاه، لكن أمرًا كهذا قد حدث، يستحق الاحتفاء، فكأنه طعنة فى قلب السكون: "أَلا اطْعَنى هذا الصمتَ الواشي/ ودعى الفساتين قصائدَ عطرٍ/ كالبدايات/ كخيطٍ يربطُ القلقَ بالغواية".

جميلة عبد الرضا، شاعرة تراهن على تلقائية التعبير الطفولي، تنشغل كلماتها بالنقاط، فى حين تحدّق عصافيرها فى المعنى، وتتحقق المراوغة الشعرية البريئة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...