السفر حيث الروح
قصة العروج إلى السماء
محمود شفيق يوسف
جزء من مشروع رواية #السفر_حيث_الروح
يطل عام جديد علينا كما طل غيره ،نفرح بقودمه كما فرحنا بالذي سبقه ، دقائق معدودة مرت من اليوم الأول ؛شيء غريب دخل إلى قلبي في تمام الساعة الثانية عشر منتصف هذا اليوم ،أمر غريب !!لا أستطيع التعبير عما يجول في داخلي !بل أسأل نفسي ما الذي يدور في أعماقي ؟في الحقيقة لا شيء !!صمت داخلي عميق وضجيج خارجي، قوالب تغيرت، جلست هادئا
منزويا وحيدا في الغرفة سائلا نفسي عما يحدث الآن في الوجود كله ،هنالك في هذا الكون وفي هذه اللحظة من يعربد بين الجواري ومن يسبح في انهار الخمر ومن يتراقص في الملاهي هنالك طفل يفتح هديته وزوج يقبل زوجته وجندي يشعل بندقيته هناك الكثير من الأمور تحدث في الخارج ،أصوات متعالية؛ موسيقا ممزوجة بترانيم الحرب وأهازيج المعارك بدوي القنابل و سمفونية البنادق
شجرة الميلاد مزينة بالأضواء التي تسحر العيون الأفئدة ،الطرق بهجة مسرورة بدخولنا لعام جديد أما أنا فخائف مما أراه
خائف من فرحة لا يقتسمها الجميع ،من بسمة مبتورة من فم طفل صغير يتيم
في تلك الحالة التي أعيشها طرق زجاج النافذة ،من يطرق النافذة وانا في الطابق الرابع من البناء ،أصابتني الدهشة ظننت انني أتوهم بأن بابانويل أتى على الغزلان يحضر لي هدية ،خلعت الوهم مرة أخرى ،طرق زجاج النافذة مرة ثانية قمت مسرعا افتح النافذة
إنه مخلوق غريب كحصان عربي أصيل له قرنين كغزال بري ذو جناحين عظمين أبيض الشعر أدعج العينين في رقبته سلسلة ذهبية له لجام من فضة أشار إلى رقبته ،في رقبته ورقة مطوية مضمومة بشريطة خضراء ،لم يتفوه بأية كلمة لم يخرج أي صوت كلما ما كان يفعل هو ان يشير إلى تلك الورقة ، وانا انظر إلى حسنه وجماله خفض لي رأسه أخذت السلسال الذهبية والورقة المربوطة بشريط أخضر وما إن أخذتهم إلا وبدأ يرتفع إلى السماء أكثر فأكثر حتى غاب عن غاب عن ناظري ،قلبي يدق بسرعة فائقة ،أقفلت باب الغرفة وأشعلت الأنوار ،أخذت الورقة من السلسال وفتحت عقدة الشريط الأخضر ،الورقة شديدة النعومة تميل بلونها إلى الصفرة فتحت الورقة فإذا بها رسالة مكتوب بخط عربي جميل مذهل قال فيها
بسم الله نور السموات والأرض
محي القلوب ونور الأبصار الله رب العالمين
هذه رسالتي لك مكتوبة بحبر من أرض الزهرة
في آخرها ياقوت احمر خذه وضعه في السلسال فيها الأمور كلها وبه تسير ،لا تخشى الظلمة فانت محاط بنور الله
وختمت الرسالة بقوله روح من الله وبرهان وعليك السلام
لم أفهم سر تلك الكلمات الياقوتة الحمراء تسحر العقل وتزهي الروح أخذت الياقوتة ووضعتها في السلسال الذهبي لأضعه في رقبتي أما الشريط الأخضر فربطت فيه معصمي ،
نور أضاء في داخلي زفرت زفرة عميقة انخلع فيها الهم الذي ألم بي وأحاط بي ،سكينة رقيقة هدأت أعصابي جعلت مني مخلوق آخر غير ذاك المخلوق المضطرب الذي يعيش متخبط بين الجهل والمعرفة الباحث بين ديار الظلمة عن شعاع نور يهتدي به
وضعت السلسال في رقبتي وصلت الياقوتة إلى ضدري لتلمع لمعة كبرق قوي في فصل الشتاء
الوقت يتأخر حان وقت النوم
فكرت هل اخلعها وانام ام ماذا لكنني لم اتردد في بقائها معي
صعدت إلى فراشي وانا أفكر في هذه الرسالة الغريبة من ارسلها رغم اني لم أتعجب مما حدث فالذي يسير في طريقه للنور لن يخشى مصافحة النجوم
الليل يسري والوقت يمضي وضعت يدي اليمنى على تلك القلادة لأذهب غارقا في بحار النوم ...
1-1-2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق