اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

البالطو الابيض_ قصة قصيرة | بقلم : على حزين

" القراءة وحدها هي التي تستطيع ان تخرجني من تلك الحالة .. ولكن كيف وانا اليوم مريض .. ولا اقوي علي القراءة .. ولا الحركة .. اكتفيت بالنظر الي مكتبتي .. الغير منظمة كتبها كصاحبها ـ أمسكت بعشوائية كتاباً .. مسحت عنه التراب .." ديوان لابن جرير".. الخط جميل .. والطبعة فاخرة .. تغري علي القراءة .. وتجبرك علي الاطلاع .. فتحت مقدمة المجلد .. قرأت .. ولد " جرير" سنة ( 30هـ = 651 م ) في قرية من قري اليمامة.. في الجنوب الشرقي لنجد , في اسرة فقيرة , لم تكن علي شيء من الجاه والثروة , وبرغم ذلك قد أخزي كل الذين
تعرضوا له بالهجاء , ولم يثبت له الا الفرزدق والأخطل , ومع ذلك تفوق عليهم أيضا.. في الموضوعات التي تتطلب رقة في الشعور والإحساس"..
شعرت بالتعب .. وساعة الحائط تشير إلي العاشرة مساءً .. تذكرت أني لم اخذ الدواء .. الذي كتبه لي الطبيب .... ليلة امس قال لي الطبيب ..
ــ يلزمك الراحة ..
ــ عندي ايه يا دكتور ؟ .
ــ لا تخف سليمة ان شاء الله
ــ عندي ايه يا دكتور ؟ .
ــ لا بسيطة ان شاء الله .. شوية اجهاد مع نزلة برد حادة .. ويلزمك راحة التامة وعدم الإجهاد
" تباً لهذا المرض اللعين .. لقد افقدني القدرة علي التركيز .. والاستمتاع بالقراءة أو الكتابة.. او حتى الخروج إلي أي مكان ".. جمعت قواي المتهالكة .. تسندت علي جدار الحائط .. بعدما استأذنت من أصدقائي الكتاب .. تركتهم كما هم في المكتبة .. بعدما كنت أنوي وضعهم علي رفوف المكتبة .. وأرتبهم علي حسب الحروف الهجائية .. لكني من شدة التعب والاجهاد عدلت عن هذا الأمر .. وخرجت اتسند .. وفي الصالة جلست علي الكنبة .. وكالعادة .. فتحت التلفاز .. وأخذت أقلب في الفضائيات .. واتقلب معها من شدة الالم والملل .. لعلي اخرج من تلك الحالة الكئيبة .. والضجر الذي هبطت علي فجأة من السماء .. والذي كثيراً ما تأتيني وتنتابني تلك الحالة .. ولا ادري لماذا .. ولا ما السر في تلك الحالة الغريبة.. التي تعتريني .. وتعاودني بين الحين والحين .. وأيضا لا اعرف لها علاج ناجع الي الان كانت نفس الوجوه التي أراها لا تتغير عبر التلفاز .. ولا أظن إن تتغير الا بتغير هذا الواقع الأليم .. كل يوم الفضائيات تعرض برامج " التوك شو" .. ساسة .. ومحللين استراتيجيين .. واعلامين .. يتكلمون في كل شيء .. ويدعون انهم يعرفون كل شيء .. وكأنهم وحدهم الذين يمتلكون الحقيقة المطلقة .. ولا أحد غيرهم يمكن ان يصل الي ما وصلوا اليه .. من فهم ومعرفة حقيقية للأشياء .. وكلهم يعزفون علي وتر واحد .. او يرددون نفس الكلام .. وكأنه اردر اعطي لهم .. وقسمت عليهم الأدوار .. أزدت حنقا , وغيظا .. وظلت اتقلب على أريكتي .. من شدة الالم .. "
" تباً لهذا المرض اللعين .. لقد افقدني القدرة علي التركيز .. والاستمتاع بالقراءة .. أو الكتابة .. أو حتى الخروج الي أي مكان "
" ليلة امس .. اوشكت علي الموت .. فدور البرد كان شديد .. جاءني فجاءة , ودون سابق انزار .. امسك بكل جسدي الهزيل .. فهو يعاودني كل شتاء .. ذهبت الي المشفى الحكومي .. وانا ارتدي كثير من الثياب الثقيلة .. وبرغم ذلك كنت .. بقف قفةٌ شديدةٌ .. وانتفض من شدة البرد .. في الاستقبال وجدت بعض الحسناوات الصغيرات يرتدينَّ الزي المميز " البالطو الابيض " .. وقد جلسنَّ خلف الدائرة الخراسانية .. وقد وضعنَّ ايديهنَّ في جيوبهنَّ .. فتوجهت الي احداهنَّ بالحديث .. وانا لا ادري .. من منهنَّ الطبيبة ومن الممرضة .. فليس هناك ما يميز بينهنَّ بشارة أو علامة .. المهم .. شكوت لهن ما اجد من شدة الالم .. ومن النفضة التي انا فيها .. وانا اوزع نظراتي عليهنَّ بالتساوي .. اخرجت لهنَّ شريط مضاد حيوي .. وعلبة برشام " conbestal " كنت قد اخذتها قبل ذلك وشفيت .. وذهب عني بعض الذي اجد .. فنظرنَّ الي علبة البرشام .. ثم قالت لي احدهنَّ
ــ " زين استمر عليهما وانت تروق "
ــ " طاب لو سمحتي اخذ كام مرة منهما " .. .
ــ " صباحا ومساء ..
ــ " بعد الأكل ولا قبل الأكل
ــ الأفضل بعد الأكل عشان المضاد الحيوي تقيل علي المعدة .
ــ " شكرا .. طاب ما فيش أي حاجه اخدها هنا ..!!؟.
ــ اه ستأخذ حقنه وتروق تماما "
وانتظرت من يعطيني الحقنه " وعندما لم يجدنَّ القائم بهذا .. تطوعت احدهنَّ ــ مطرة ــ ان تعطيني الحقنة .. ثم عودت الي البيت بعدما سكن الألم .. وذهبت القفة قليلا .. " ..
الاحداث التي يموج بها العالم .. والتي اراها عبر الفضائيات .. تبعث علي الغثيان " الا تباً لهذا النظام العالمي الجديد .. لقد حول العالم الي غابة .. والبشر فيها الي وحوش ضارية , مفترسة .. لا رحمة , ولا عدل , ولا مساوة .. ولا حرية .. حروب طاحنة هنا وهناك .. مجاعات .. ازمات اقتصاديه طاحنه .. مرض .. فقر .. جهل .. ثالوث مدمر .. مهجرين .. لاجئين .. اسري .. مشردين .. مضربين علي الطعام .. في سجون الاحتلال اللعين .. هل العالم اصبح غابة ..؟ .. اين العدل ..؟..هل غابة الرحمة ..؟ .. اين الضمير الإنساني ..؟ .. لماذا انتشر الظلم ..؟ اين حقوق الأنسان الذين يتشدقون به .. واين المنظمات الدولية.. والهيئات العالمية التي تنادي وتتشدق بتلك الحقوق.. وتعلن انها راعية وحامية لها.. هل حلال لهم حرام علينا"
شعرت بغصةٍ في حلقي .. ورغبة شديدة في البكاء .. وبشيء يجسم علي صدري يكتم انفاسي .. يخنقني .. يجعلني كالعصفور الذي يتقلي .. بعدما قيدوه علي صفيح ساخن .. وحسست بشيء راح يقبض روحي .. بكيت بحرقة .. لما رأيت منظر الأطفال .. وهم تحت القصف .. والانقاض .. وتلك الأم التي تجري علي ولدها , في زعر لتحتضنه وتدسه في صدرها .. حتى تحميه من القصف .. وهذا الطفل الذي يحضن اخاه .. ليقيه من الموت .. فانهال عليهما البيت وماتا جميعاً .. وسألت نفسي لما كل هذا الخراب والدمار ...؟... ولمصلحة من تدمر البلاد هكذا ..؟ .. وكيف .....؟ .. ولماذا ..........؟ ..... وهل .....؟ .. وملايين من الاسئلة التي اطاحت براسي .. وقلعتها لتلقي بها في الهاوية .. والتي لم اجد لها اجابة مقنعة حتى عند أولئك الساسة المحنكين .. والمحللين والخبراء والاستراتيجيين .. "
ألقيت الريمونت من يدي .. قفزت كالمجنون .. صوب الحاسوب .. فتحته .. لا جديد في المجلدات .. دخلت على "ألنت " فتحت موقع برنامج التواصل الاجتماعي "الفيس بك " برهة من الوقت .. علقت على بعض الأصدقاء .. وشاركت بعض الاشياء .. انتبهت لرسالة قادمة .. فتحت غرفة الدردشة .. صديقة قديمة أعرفها .. كانت تطلب الحديث معي .. تحدثنا معاً بعض الوقت .. شعرت بالتعب والأعياء .. اعتذرت لها بأدب .. وخرجت من غرفة الحوار .. علي موعد اخر للحديث .. شعرت بالبرد .. يتسلل الي جسدي من جديد .. فالطقس سيء جدا الليلة .. والبرد شديد وقارس .. أغلقت الحاسوب.. أطفأت المصابيح .. أسترخيت على فراشى .. فرد جسدي علي السرير .. في محاولة يائسة للنوم .. وما ان وضعت الغطاء علي جسدي .. حتي شعرت بأسناني تستك .. واخذت اتكتك .. وانا ارتعش .. ولم استطع ان اتملك اعصابي .. نظرت في ساعة يدي .. كانت تشير الي الحادية عاشرة مساءً .. فالليلة شديدة البرد اولادي نائمون بالغرفة المجاورة .. لم ارد ان ايقظهم .. او اصدر أي صوت حتي لا ينزعجوا .. فالوقت متأخر جداً .. لكنهم شعروا بي .. ولما رأوني علي تلك الحالة .. اصروا ان يذهبوا بي الي طبيب اخر.. فالوقت كان متأخر .. وانا لا اريد ان ازعج احد معي .. ذهبت بعد الإلحاح الشديد .. بحثنا عن طبيب حازق ماهر .. حتي استقر بنا المطاف عنده .. وفي العيادة جلسنا ننتظر الدور الذي جاي متأخرا .. وبدأ يفحصني الطبيب جيدا .. حتي اكتشف المرض ..
ــ الدخان والبرد جعل الزور يلتهب ويكون صديدا "..
طلب مني الطبيب الراحة التامة والبعد عن التدخين .. بعدما كتب لي رشتة .. اخذت كل ما تبقي من راتبي الضعيف الهزيل .. خرجت اتسند علي زوجتي .. وانا متبرم .. وساخط علي الوضع .. وزوجتي تواسيني .. وتهون علي .. وتنصحني بالصبر والاستحمال .. عدت الي البيت .. وانا أضرب كف بكف .. ورحت اسأل روحي الاف الأسئلة .. ولم اجد لها أجابه تشفى الغليل .. وظلت مستيقظاً حتى انشق الصبح .. وأمتلأ الكون بالنور .. وبأصوات الخلق .. وانا اتقلب علي سريري .. من شدة الألم .. والهم .. والغم .. والفكر كلاب سعرانة .. في رأسي تنهش .. وتجرى ..

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...