⏪⏬
كانت شوارع الحارات القديمة والتي تسمى ب "المعابير" مفتوحة أمام الأطفال لساعات متأخرة من الليل حيث كل الأولاد يعرفون بعضهم البعض والأهالي تعرف الأولاد من الشبه بينهم وبين ذويهم فكانت أحداهن تقول أنت صورة طبق الأصل عن خالك او عيناك
تشبه ابيك أوطويل لعمك، فقد كان أولاد الحارة يجتمعون على اللعب من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل دون جوع فغالبا" ماترسل الأمهات لفات السمن والسكر أو اللبن المصفى إلى الطريق وكان الشارع متخما"بالمجموعات فالصبية يلعبون كرة القدم أو رمي الكرات والفتيات يلعبن لعبة "الغميضة" حيث تتوارين عن الأنظار والأكثر تمويها" هي الفائزة أما "الخوط" فيرسمن المربعات على طريق الأسفلت ويتقافزون فوقها بالحلج حتى يقعن فيبدلن مع الأخريات، وكان الجيران دائمي الانزعاج من صيحات الفتيات إذ إن صوتهم يصدح في الرأس وخصيصا" عندما يختلفن فكن يأتين لمسح الخط عن الطريق ويلعنن الذين خلفنهم وربينهم، وكان الأكثر تذمرا" جارنا العجوز دائم الشتيمة والذين يرتعبن منه خوفا" وهلعا"كلما فتح باب داره فيسرعن في التواري والأختفاء عن وجهه لأن الذي يحضى به لن تقوم له قائمة وسيكبر الخلاف حتى يشمل الأهل فيما بينهم، كانت من أكثر اللحظات التي تبني شخصية الطفل فتراه أما قائدا" أو تابعا" او مصلحا" وكانت تنفصل الأولاد بناء على قوة شخصيتهم وتنمرهم وغالبا" ماتترك هذه الحارات أثرها الإيجابي في النفوس حتى الممات.
*خالدة أبوخليف
سورية.
كانت شوارع الحارات القديمة والتي تسمى ب "المعابير" مفتوحة أمام الأطفال لساعات متأخرة من الليل حيث كل الأولاد يعرفون بعضهم البعض والأهالي تعرف الأولاد من الشبه بينهم وبين ذويهم فكانت أحداهن تقول أنت صورة طبق الأصل عن خالك او عيناك
تشبه ابيك أوطويل لعمك، فقد كان أولاد الحارة يجتمعون على اللعب من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل دون جوع فغالبا" ماترسل الأمهات لفات السمن والسكر أو اللبن المصفى إلى الطريق وكان الشارع متخما"بالمجموعات فالصبية يلعبون كرة القدم أو رمي الكرات والفتيات يلعبن لعبة "الغميضة" حيث تتوارين عن الأنظار والأكثر تمويها" هي الفائزة أما "الخوط" فيرسمن المربعات على طريق الأسفلت ويتقافزون فوقها بالحلج حتى يقعن فيبدلن مع الأخريات، وكان الجيران دائمي الانزعاج من صيحات الفتيات إذ إن صوتهم يصدح في الرأس وخصيصا" عندما يختلفن فكن يأتين لمسح الخط عن الطريق ويلعنن الذين خلفنهم وربينهم، وكان الأكثر تذمرا" جارنا العجوز دائم الشتيمة والذين يرتعبن منه خوفا" وهلعا"كلما فتح باب داره فيسرعن في التواري والأختفاء عن وجهه لأن الذي يحضى به لن تقوم له قائمة وسيكبر الخلاف حتى يشمل الأهل فيما بينهم، كانت من أكثر اللحظات التي تبني شخصية الطفل فتراه أما قائدا" أو تابعا" او مصلحا" وكانت تنفصل الأولاد بناء على قوة شخصيتهم وتنمرهم وغالبا" ماتترك هذه الحارات أثرها الإيجابي في النفوس حتى الممات.
*خالدة أبوخليف
سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق