اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

سيّدة المدينة الأولى || رياض عمايرة ــ تونس

المدينة مازالت نائمة و كأنها تنزع عن نفسها عاداتها القديمة.لا أحد غيري يمر من المكان . و لا أحد غيري و غيرها قد غلب النّوم . هاهي العمة عائشة عاملة النظافة وحدها هنا تكنس الطريق الذي لوثته العامة.بعد أن تبادلنا التحية هممت بإخبارها أن ذوق العامة أصلا يشهد تلوثا منقطع النظير وهي الوحيدة التي مازالت تحمينا من الإنهيار الكلّي بعد فيضان السذّاجة التي إنهال على مدينتنا يمزّقها, يدحرها و يشوّه وجهها.


في هذا البلد العامّة عائشة فقط من لا تفقه السياسة و لا الدين أو الثقافة و الرياضة.خمارها المزركش الذي إشتراه لها بعلها منذ سنة…صارت تلبسه دون أن تفكر هي سافرة أم محجبة.عندما تخرج مع خيوط الفجر الأولى,لا تمر إلى المرآة و لا تلامس يديها علبة الماكياج.فالوشم الأخضر الذي يزين وجهها يغنيها عن كلّ ذلك.هذا المنقوش على جبينها هو عبارة عن “خُمسة”رسمتها لها جدتها كي تميزها عن نظيراتها.لقد سحر ذلك العم مبروك فهام بها حدّ الجنون.و جعله ذلك أسيرا لجمالها الذي لا يرى له منافسا. و كان هو أسمر اللّون طويل القامة جذّابا فقد نال من قلبها من أراد و تزوّجا ليعيشا حياة جميلة و مثاليّة على بساطتها. ربما هي قد كبرت الآن لكن ذاكرتها الزاخرة مازالت حية نابضة بالحياة و الوقائع.تجاعيد وجهها تحفظ البلد عن ظهر قلب و تحدّث المارّة من شوارعه عن كلّ القصص التي شهدها.أمّا عيونها فتنمّ عن حكايات الخيبة و الأمل…عن الفرح و الجرح …عن خيانة سيدنا لرعيته بعد أن أمطرهم حبا و وعودا سابقة…عن مظاهرة حدثت هناك هتف فيها الجميع بإسم فلسطين.كان هدف الأغلبية حينذاك هو الظهور أمام العدسات لا أكثر.أحدهم إلتقطته آلة التصوير مرات و كأنه النصير الأول للقضية.هو في الواقع لا يعرف عنها شيئا.و حتى إسم أخته “قدس” لا يفهم معناه و مأتاه.والدهم الشهيد سماها كذلك…و سماه هو “ياسر”.فصار يكره إسمه و يفضل مناداته ب “البوس” …هذا كل شيء بالنسبة له.عاملة النظافة تعلم كل ذلك.و تعلم أيضا أيضا حكايات أخرى منها قصة شاب المدينة المتوفى.يومها كانت وقفة حاشدة تنادي بالتنمية و حقوق الفئات المهمّشة .فتسلل بين الجموع و هتف “هذه دولة و ليست صالون حلاقة”.لم تفهم كلامه إلا قلة قليلة منها رجال الأمن.حملوه إلى المخفر ثم إلى مثواه الأخير.الجميع يعتقد أنه مازال في السجن. فقط عاملة النظافة التي سمعت الأعوان يتبادلون السر بينهم إكتشفت الحقيقة.يومها قضت ساعات عصيبة وهي تكابد الوجع.تتذكر الشاب بوسامته و سمرته الساحرة التي تذكّرها بحبيبها “مبروك”.كان يحيّيها كلما مر حاملا كتابه قاصدا المقهى. في صباحه الأخير مر بها دون كتاب.لم تكن تعرف أنه يريد أن يحبّر بصبره صفحات تروى حين ينقشع الظلام.

العمة عائشة تعرف أسرارا كثيرة. فحتى قصص الحب التي ولدت في هذا الشارع تخبرها جيدا و تلمّ بكلّ تفاصيلها.ذات مرة كنت في الشارع الكبير أمشي مع أبي.تأخرت عنه خطوات و أمعنت النظر في عيني فتاة جميلة تقف في الجانب الآخر .خجلت هي لكنها بادلتني إبتسامة خفيفة.عرفت منها أنني أسرتها.فصرت أمرّ من هناك كل صباح.لكنني لم أعثر عليها أبدا.لفترة تسلّلت حيرة الحبّ إلى وجهي الطفوليّ ففهمت العمّة عائشة ذلك .و صدمتني فيما بعد حين أخبرتني برحيل الصّغيرة إلى مدينة أخرى.لكنني فرحت عندما قالت لي أنّها كانت مثلي تأتي كل مساء لتفتش عنّي بين الزحام و تعود يائسة لأنها لا تجدني.آه لو كانت تأتي في الصباح…لكنت صارحتها بما تخفيه إبتسامتي…و آه لو تجرّأت العمة عائشة على الكتابة…لكانت لها جائزة نوبل في الآدب…و لأنستنا في مذكرات غابرييل غارسيا و في روايات دوستويفسكي…و لصارت مدينتنا الأشهر في العالم بفضل حكاياتها الطّويلة الرّاسخة فقط في ذهن عاملة النّظافة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...