اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الوعـــــــــــــد | قصة قصيرة ...* صالح سعد يونس

⏪" كانت جيوب أبى منتفخة دائماً, ولم تكن فيها قطُّ حلوى لى !! "
غادة السّمان – ليل الغرباء
(1)
إنه اليومُ الأخيرُ من أيام الدراسة وجميع الأطفال فرحون لأنهم سيقضون فترة العطلة الصيفية بأكملها فى اللعب .. وحده يوسف لم يكُ مسروراً بين زملائه فعاد إلى البيت يجر خطواتٍ ثقيلةٍ متمنياً لو يطول الدرب أكثر فأكثر !.

دخل إلى المنزل ليجد أخاه الأصغر ينتظره بشغفٍ ولم يعطه الفرصة لتبديل ملابسه حتى فشده من يده وهو يقول كما العادة :
-هيّا .. سوق سوق .
بعد الغداء لم ينم والد يوسف كما تعود بل جلس يدخن بعد أن طلب من ولده أن يبدل ثيابه ويمشط شعره .. وعلى الفور ذهب الولد وفى عينيه يتراقص فرحٌ عارمٌ .. إنه سيخرج .. ليس مهماً إلى أين المهم أنه سيخرج ولكن لم يطل الانتظار ليعرف فقد التقطت أذناه الخبر اليقين حينما سمع أباه يقول لزوجته :
-جهزى ليوسف ثيابه .. سآخذه إلى أمه .
خرج الصبى خلف أبيه ممسكاً بحقيبته وهو يتحاشى النظر إلى عينى زوجة أبيه التى كانت واقفةً عند الباب ممسكةً بولدها الذى ملأ البيت صراخاً ودموعاً .
فى الطريق توقف الوالد عند محلٍ لبيع الخضار .. نزل بينما ظل الطفل ينظر إلى عددٍ من الأولاد وهم يلعبون الكرة فى باحةٍ صغيرةٍ بجوار المتجر .. وفى الخلف تماماً يظهر صبىٌّ فى مثل عمر يوسف يجاهد ليتعلم ركوب دراجته فيتعثر حيناً ويسقط حيناً ثم يمسك بالمقود وهو يدفعها بكلتا يديه وجذعه حيناً آخر .
حضر الأب محملاً بأكياس الخضار والفواكه .. وضعها على الكرسى الخلفى ثم جلس بمقعده ودفع معشق السرعات إلى الأمام فى حين ظل يوسف يرنو إلى ذلك الصبى بعينين مملوءتين بالتمنى ! .
كان الجو حاراً والسيارة تطوى الطريق خلفها باتجاه الضاحية
الجنوبية للمدينة .. وكان الطفل ذا الثمانية أعوامٍ ينظر من خلال الزجاج إلى جانب الطريق فتترائى له المزارع والبيوت المتشابهة .
إنزلقت المركبة مسرعةً مع ذلك المنحدر ثم أبطأت من سرعتها وهى تصعد .. قريباً ستصل إلى أعلى التلة وستبدأ بالإنزلاق مجدداً مع المنحدر الثانى حيث سيرى يوسف بوضوحٍ منزل جده فى نهاية الطريق .. خلال ذلك جاءه صوت أبيه :
-إسمع يا يوسف .. سأتركك عند أمك أسبوعاً .. أسبوعٌ واحدٌ فقط ثم سآتى لآخذك فلا تزعلنى منك .. إذا بكيت أو سببت لى حرجاً فأنت تعرف .. لن آخذك لأمك مجدداً .. هل فهمت ؟ .
-نعم فهمت .
قال ذلك وهو يتفحص وجه أبيه ولكن ابتسامةً من فم الأب شجعته على البوح بأمنيته :
-بابا .. اشترى لى دراجة .
-حاضر ..عندما تعود ستجد الدراجة فى انتظارك .
قال الأب ذلك دون تفكير وكأن العبارة كانت جاهزةً على شفتيه ! .
أزاح الطفل وجهه ليرى بيت جده يقترب بسرعةٍ وفى عينيه
وفى كل أسارير وجهه فرحٌ غامر .
بدأ عبد الكريم بإنزال أكياس الفواكه والخضروات واللحم والأرز وغيرها من السلع .. لقد كان رجلاً كريماً ينفق المال بلا حساب .. وربما ساعدته وظيفته كونه كان مديراً لأحد فروع شركةٍ محليةٍ كبرى .
تناول مع نسيبه السابق كوباً من الشاى ثم خرج ليجد قالوناً من اللبن المعرعر فى انتظاره عند عتبة البيت .
( 2 )
إنقضى الأسبوع ولكنه كان بطيئاً فيوسف ما لبث يكف عن الحلم بدراجته الجديدة ويحدث أخواله الصغار عنها .. كان مشتاقاً للعودة ليلعب بدراجته .. ستكون حمراء .. أو ربما خضراء .. ليس مهماً المهم أن يعرف كيف يقودها .. لن يكون كذلك الولد الذى يتعثر ويسقط كل حين .. سيتعلم سريعاً .. ولكن أخاه سليمان لن يتركه يهنأ وهو يشده من يده ويبكى ويصرخ كما العادة ويقول :
-هيا .. سوق سوق .
وسينهكه وهو يدفع به سيارته فيما هو جالس بمقعدها فاتحاً فاه وقهقهاته وصراخ الفرح يندلق من حنجرته .
لم يأت أبوه فى الموعد رغم أنه استيقظ باكراً وبدل ثيابه ومشط
شعره وجلس بعد ذلك أمام منزل جده يرنو إلى قمة التلة حيث سيرى سيارة أبيه تهبط مسرعة .
انقضى ذلك اليوم .. يومان آخران .. وفى مساء اليوم الثالث سمع زعيق أخواله وهم يتراكضون باتجاه الطريق .. خرج مسرعاً ليرى عربة أبيه تسير ببطءٍ فوق الطريق الترابية والأولاد حولها يتراكضون .
دخل سريعاً فرحاً وهو يقول لأمه :
-أين حقيبتى ؟ .
-إصبر يا وليدى إصبر .. لم أنت مستعجل هكذا هل مللت منى بهذه السرعة ؟! .
لم يرد على عتابها وبدأ فى تبديل ملابسه وتمشيط شعره ثم حمل حقيبته وهم بالخروج .. غير أن أمه قالت له وهى تشد الحقيبة :
-إصبر قليلاً .. ألا تريد أن تودعنى على الأقل ! .
تراجع .. سمح لوالدته بأن تطبع على خدوده قبلاتٍ حارةٍ ثم التقط حقيبته وخرج مسرعاً .
ضحكت الأم على الرغم من أن قلبها قد بدأ يضطرب فى
جوفها فهى لم ترتو بعد مع أنها كانت تنام متأخرة كل ليلةٍ وهى تحضنه وتلثم خديه وتحيط جسده الصغير بكلتا يديها .
إنطلقت السيارة فيما بدأت السماء تكتسى باللون البرتقالى .. كان يوسف يجلس بالمقعد الأمامى يلوح بيده لأخواله الصغار وهم يتراكضون حول المركبة وخلفها حتى بلغت الطريق الرئيسى .
كان يجيب على أسئلة أبيه باقتضابٍ شديدٍ وهو يراجع الخطوات التى سيبدأ بها تلعم قيادة دراجته الحمراء .. أو حتى الخضراء .. المهم أنها أمنيةٌ تتحقق .
توقفت المركبة .. نزل مسرعاً .. أدار عينيه فى كل أركان الفناء الأمامى .. لم تك هنالك دراجةٌ حمراء .. ولا حتى ...........
فقط كان أخوه سليمان يجلس بسيارته الحمراء ذات العجلات
الأربعة وهو يرفع يده صائحاً بشغف :
-هيا هيا .. سوق سوق ! .

البيضاء – ليبيا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* صالح سعد يونس
* مواليد مدينة البيضاء – 1975
* حاصل على ليسانس آداب – جامعة عمر المختار – البيضاء – 1998
* المهنة : معلم
* كاتب وباحث
Saleh.saad.uones@gmail.com

➤ الإصدارات :
– صور باهتة – طبعة أولى – 2001
– الحجر الأصفر – طبعة أولى – 2006
– أنثى الرحيق – طبعة أولى – 2007

المخطوطات :
القصص القصيرة :

  • – قطعة حلوى
  • – رفيق العمر
  • – البوح بتباريح العشق والوجع (( خواطر + قصص ))
  • الومضات القصصية :
  • – إنكسار
  • الروايات :
  • – وردة الخريف
  • – سنوات الجمر : ((رواية من عدة أجزاء ))
  • – امرأة خاصمها القدر
  •  – مخالب القهر والجوع والعطش
  • – طقوس الحب والحرمان


البحوث والدراسات :

  • – حفنة من التبر (( محاولة أولى للمعرفة ))
  • – حفنة من لغة الضاد
  • – قاموس اللهجة البرقاوية (( دراسة مقارنة مع اللغة العربية الفصحى ))
  • – مختارات من أقوالهم (( حكم وأمثال ورائع ))
  • – هواجس الكتابة (( تعريفات ومصطلحات .. تجارب ونصائح ))
  • – قراءات فى نصوصهم (( آراء وانطباعات حول ما قرأت من قصص وإبداعات ))
  • – قراءات فى مجموعاتهم (( قراءات متأنية فى إبداعات الأدباء ومجموعاتهم القصصية ))
  • – مشاوير إبداعية
  • – التعليم فى ليبيا (( واقع وطموح ))
  • – طرق تدريس اللغة العربية لمراحل التعليم الإبتدائى
  • – الطرق الحديثة لتربية الأطفال (( كن صديقاً لطفلك ))

البرامج الإذاعية :

  • – برنامج آفاق ثقافية – لإذاعة الجبل الأخضر المحلية المسموعة – 2006 – (( إعداد ))
  • – برنامج محطات قصصية – لإذاعة الجبل الأخضر المحلية المسموعة – 2009 – (( إعداد ))
  • – برنامج فضاء الحرية – لإذاعة صوت ليبيا الحرة – 2011 – (( إعداد وتقديم))

محطات هامة :

  1. الفوز بدرع التميّز حول أفضل مجموعة قصصية صدرت بليبيا خلال عام 2006 وذلك عن مجموعة ( الحجر الأصفر ) فى الإستفتاء الذى نظمته الفضائية الليبية بالتعاون مع قناة المعلومات عبر برنامج ( مع السهرانين ) خلال شهر رمضان 2006 .
  2. ترجمة أحد الأعمال القصصية واختياره ضمن كتاب (( ترجمة ليبيا )) للكاتب الأمريكى (( إيثان كورين )) .
  3. إختيار بعض الأعمال القصصية ضمن رسالة الدكتوراة للأديب الليبى الدكتور (( عبد الجواد عباس )) من جامعة عمر المختار .
  4. إختيار بعض الأعمال القصصية ضمن رسالة الدكتوراة للدكتورة الليبية (( صفاء النائلى )) من إحدى الجامعات الأمريكية .



هناك تعليق واحد:

حسين كمال يقول...

قصة من أدب الواقع مملوءة بالألم

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...