يا شامتاً في خَلق ربّي ، إرتقِب فالدّهرُ يومانِ ، و يومكَ يقترِب
حينَ الزَّمانُ انهالَ في ضرَباتِهِ جَلداً لظَهرِ أخيكَ أبدَيتَ الطَّرَب
أعماكَ حِقدُكَ عن بقايا رَحِمٍ قطَّعتَها بالغِلِّ ، يا بئس النَّسَب
قد قُلتَ : رَبّي ، مِن عذابِكَ مُدَّهُ هذا جَزاهُ ، فقد أساءَ في الأدب
المارقُ الزِّنديقُ ، جاحدُ أنعُمٍ تلكَ العُقوبةُ لا تكفي ، يا ربّ
بَل زِدهُ صاعاً فوقَ صاعِهِ مُكثِراً في دارِهِ جَمعَ المصائبِ و الخرَب
---
يا غافِلاً ، بعضُ البلاءِ مَحَبَّةٌ من رَبِّنا ، كَفَّارةٌ ، رَفعُ الرُّتَب
بهِ خَصَّ رَبّي أنبياهُ و صحبَهم ليَميزَ أخباثَ الأصولِ عنِ الطُّيُب
لا تفرَحَنَّ بما أتاكَ مِن النِّعَم فلعَلَّها التعجيلُ ، يتلوهُ التعَب
قد قالَها قارونُ : قد أوتيتُهُ بِدِرايتي حتماً . فَساءَ المُنقلَب
لا تأمنَن غدرَ اللَّيالي ، إنَّها تُبكي و تُضحِكُ دون إذنٍ أو سبَب
إن كانَ صُبحُكَ مُشرقاً ، فلعلَّها تُمسي عليكَ صواعقاً فيها العطَب
فاحمد إلهَ العرشِ في النُّعمى تَدُم و سَلِ المُعافاةَ لأربابِ الكُرَب
* طارق حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق