اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

قراءة في رواية "نزلاء العتمة" للرّوائي زياد محافظة


⏪هناء عبيد
إنّه العالم الآخر الّذي نجهله ونخشاه، حيث يقبع الجسد بين جدران ذلك المستطيل الضّيّق، بعد أن تنهال عليه ذرّات التّراب؛ أيّة أسرار يحملها هذا الجسد الشّاحب بين طيّات الأزمنة الّتي عاصرها.
أجساد تجاور بعضها البعض تستقبل جيرانها واحدًا تلو الآخر؛ في جعبة كلّ واحد حكايا وأسرار، إنّها حكاياتهم وحكاياتنا لاحقًا؛ يتطرّق لها الرّوائي زياد محافظة من خلال روايته نزلاء العتمة الصّادرة عن دار فضاءات للنّشر. نتنزّه أو ربّما نبكي بينما نجوب تلك العتمة من خلال ١٩٧ صفحة قبعت تحت دفتيّ هذا الكتاب.
هي لحظة الانعطاف؟! حينما نودّع عالمًا فوق الأرض إلى عالم آخر تحتها؛ نستقبل فيه أناسًا بابتسامات أكثر دفئًا من تلك الّتي تركناها خلفنا.
هل حقًّا الموت هو الكفيل بخلاصنا من الكوابيس والألم والأوجاع؟! ربّما يتحقّق ذلك، لكنّ الذّاكرة تظلّ مشبعة بالحنين إلى أصحاب الحبّ، ومثقلة بقسوة أصحاب الشّر. إذ ما زال مصطفى السّجين القابع بين قضبان الظّلم يبحث عن زوجته أماني، وما زال ذلك الصّوت الخانق يلاحقه في قبره المعتم، يسأله بحنق، كيف لحكيم مثلك أن لا يخبر عن مجموعة قذرة؟!
كم هو مؤلم أن يكون القبر بعتمته وصمته أكثر رأفة من العالم الخارجيّ بفضائه الواسع؛ وكم هي القسوة حينما يحنّ أهل الطّوابق السّفلى على الجسد ويكونوا أكثر رأفة من أناس تنبض بهم الحياة على سطح الأرض.
وما أبشع أن تصبح رائحة الموت رائحة شهيّة نبحث عنها بتلذّذ إلى أن ننالها، هذا ما تمنّاه مصطفى بعد أن نالته سياط جلّادٍ أوغل بالوحشيّة، فالموت أرحم من تلك الوحوش الّتي تجعل من الحياة موتًا وتحيل الموت حياة وابتهاجًا.
هناك في عتمة العالم الآخر يسرد كلّ فرد وجعه وهو محفوف بالحياة فوق الأرض الّتي اشتدّ سقيعها أكثر من القبر، تنتقل شخوص الرّواية من فوق الأرض إلى تحته لتستكمل مسيرتها مع مصطفى؛ الرّجل الّذي وجد العدالة تحت سراديب الموت.
من خلال السّارد العليم نتعرّف إلى هذا العالم الّذي نخشاه دومًا والّذي قد يكون هو فرحنا وخلاصنا من الخوف؛ كيف للمفردات الّتي تجوّلت من خلال عتمة وحفرة ضيّقة أن تتحدث بهذا الإسهاب عن روح أتعبها الألم والقهر والظّلم؛ إنّها براعة السّارد الّتي تستطيع توظيف ما قلّ من أدوات ملموسة إلى فضاءٍ فسيح بأفضل وجه، إذ من تلك العوالم المحدودة استطعنا أن نتجوّل في خبايا النّفس وإرهاصاتها عبر عبارات أدبّية أنيقة ولغة رصينة جعلت من الاستمرار بالتزود من النصّ متعة نود متابعتها دون توقّف. .
وعند تجاهل المكان والزّمان تكون الإسقاطات، لتنجو الكلمات من الجلّاد، حيث لا مكان أو زمان لأحداث الرّواية، فهناك الدّولة الظّالمة، وهناك السّجان، وهناك الانقلاب على الظّلم، وهناك القهر فأيّة بقاع الأرض هي المقصودة بفكر السّارد، ربّما هي أيّة بقعة على الأرض، فالظّلم عمّ جلّ أرجاء المعمورة؛ كذلك القبور ترأف بالقلم أيضًا وتجنّبه مقصّ الرّقيب، فهي أكثر عدالة من الأرض، نصول ونجول فيها، نتحدث بخفايا صدورنا بكلّ أريحيّة دون خوف أو وجل، نحقّق أحلامنا الّتي قتلتها قسوة الجلّاد؛ لكن من يدري قد نتفاجأ بقعر القبور بمن هم على شاكلة ياسين وشهاب الدّين وغيرهم ممّن يحاربون النّور والموسيقا والسّعادة، وكم هي الخيبة حينها، حينما يكون الأشرار في قبور الموت على موعد مع الّذين آثروا الانعزال بعيدًا عن القسوة والظّلم، فيأتون ليقاتلوا الشموع مصدر النّور ، ويفرضوا العتمة؛ إنّهم أصدقاء الظّلام، أعداء التّقدم؛ هؤلاء الّذين أخرسوا همسات الموسيقا، غذاء الروح، هم هناك وهنا، لكنّ الموت بعتمته يظلّ أكثر أمانًا من فوق الأرض؛
فلماذا نخشى الموت إذن؟! أليس هو المكان الوحيد لإقامة العدل؛ فالجميع تحت أجنحته سواسية، حتّى وإن كانت تلك الأجنحة مشلولة شاحبة.
ترى هل سنتمنى الموت يومًا؟
رواية لن تنساها الذّاكرة، فالعنوان عتبة كاشفة لثيمة تغوص في عالم المجهول الّذي نخشاه.
رواية غرائبيّة خياليّة قيّمة، تطرّقت لغير المألوف بلغة أدبيّة سلسة، حازت على أفضل جائزة في مجال الرّواية في معرض الشّارقة للكتاب، وهي قيمة أدبية أضيفت إلى رفوف المكتبة العربيّة.

*شيكاغو

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...