اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

عزّ الدين المناصرة..شاعر الكنعنة والرعوية ...* نادية الرجوب

⏫⏬
الشاعر عزّ الدين المناصرة.. كلّما قرأته فاض حنيني.. وازددت عشقًا للأرض..
ذلك الكنعانيّ الرعويّ، المولود في الخليل، تحديدا في قرية بني نعيم، المكان الذي صقل رعويّته وانتماءه الأصيل للوطن، ليشهد
الحادي عشر من نيسان عام ألف وتسعمئة وستة وأربعين ميلاد شاعر ولد ليكون. ليكون ذلك المتجذر عمقا الباسق فضاء. ذلك الذي ما انفكّ يستفزّ بطون الكتب حتى يأتيها مخاض تتولّد منه مكنوناتها التراثيّة الثوريّة التاريخيّة.
إنّ الشاعر انعكاس حقيقيّ لمرآة الواقع، والشاعر الحقيقيّ هو الذي يجسّد تجاربه لتنبض صورة حيّة تقنع القارئ بفحوى الحبّ والألم، الانتصار والهزيمة، الوجود واللاوجود.
استقى المناصرة موضوعاته من كل جزئيّة عاشها، وألبسها الزيّ الفلاحيّ الرعويّ الممزوج بكل تقنية الإبداع وما شابهه؛ ليبدو للرائي خريطة وطنية تعكس عراقة هذا الشعب وتجذره بتاريخه وهويّته التي تأبى إلا أن تكون.
الشاعر عزّ الدين المناصرة
الشاعر عزّ الدين المناصرة
لقد وظّف المناصرة الرمز التاريخيّ والموروث الحضاريّ توظيفا غدا أسطورة تستحضرها الأذهان كلّما ألمّ بها ضيم أو طالتها يد الكيد التي تبطش بسطوة المتجبرين في هذه الأرض. أولئك الذين ظنّوا أنّ الحضور الوطنيّ فينا مجرد شعارات، ولم يدروا أنّ الأمهات هنا ترضع أبناءها معنى الوجود ودلالاته، ترضعهم الرفض لكل أشكال الذلّ والخنوع والتبعيّة ليظلّ - وهو المسلوب الأرض- قويّا بإيمانه أنّه صاحب الحقّ بلا منازع.
لقد حملت رعويّاته الكنعانيّة فيضًا من بساطة الفلاح، وحبّه للأرض والقمح، للكروم للعنب للآبار، لذلك الصوت الآتي من البعد النازف شوقا وحنينا.
لقد أحبّ الغيم والمطر، أحبّ الندى حين ترامى عشقا على عشب الطرقات.
لم تكن تلك التفاصيل البيئيّة عناصر طفولته وصقل شاعريّته فحسب، لكنّها كانت تقرع طبول الواقع وتفضح المؤامرات التي تسللت نواتجها من ضعفنا لتطعن خاصرة القضيّة في العمق.
ولم ييأس شاعرنا بل حمل لنا الأمل القادم مع الحشود العربيّة الكنعانيّة القادمة على طريق الفتح:
أقول لها:
غدا تأتي
حشود من بني كنعان
لقد حمل الكنعانيّة شعارا، حتى بات ملمحا هامّا يتميّز به شعره. لقد جاءت الكنعنة في شعره لتعبر عن ارتباط عميق برموز التاريخ والوجود الحضاريّ. فهي تعني تماما الالتصاق بالأرض جاءت ردّة فعل واستجابة نفسيّة ضد إلغاء الوجود. فهي الملحمة الكبرى في ظلّ التيه العائم على سطح التاريخ الحاضر كما أرادوه لا كما هو حقيقة.

حيث لا تسمع المرحلة
حيث لا تسمع الوردة الذابلة
حيث لم تسمع لصراخي العتيق الخيول
سأخلع كرمي وعشب نجيلي
إذا صافحت قاتلا أو قتيلا
هوى في هوى الملك والصولجان
يقول المناصرة:" كنت أشاهد آثار أجدادي الكنعانيين ماثلة أمامي وكنت أسمع صهيل الجغرافيا وصهيل التاريخ يوميا"
إذن الكنعانيّة أصبحت في نصّه الشعريّ وثيقة تنصّ على أحقيّة الأرض وإنكار الآخر الذي جاء مدعياً أنّ له حقّاً فيها.
جدي كنعان لا يقرأ إلا الشعر الرصين
جدي كنعان بحّار بدويّ
أنا من سلالة كنعان جدّ البحار
وأنت ابن من!!
وفي مزج تركيبيّ اللفظ عريق المغزى والدلالة يأتي المناصرة بعنوان " كنعانياذا " بمسمّى عملاق، عنوان بحدّ ذاته ملحمة، ملحمة بين الحقّ والباطل، بين الوهم والحقيقة. نعم لقد كان العنوان بوصلة تعرف وجهتها تماما.
من خاصرة البحر الشرقيّ يكون الأردن
ومن البحر الغربيّ تكون فلسطين
يا هذا
إن نادانا كنعان
ومن مذكرات البحر الميّت ذلك العنوان الذي اعتلى قصيدته النثريّة يقول:
وتفكّ أمي ضفائرها مثل كلّ الكنعانيّات
في أوّل إبريل تلبس ثوبها الرماديّ
وفي الثاني من تشرين الثاني ومنتصف أيّار تماما
تبحث هذه الأيّام عن لون اشدّ حلكة
للشهر الذي يليه
ثمّ يقف متسائلا يغذّي الجرح الذي لا يندمل:
أين إذن حنظلة وكنعان
-الأوّل: قبر في لندن
- الثاني: شعر ممنوع يركض في التيه.

جفرا....
ذلك النمط الغنائيّ الذي يحمل أبعادا لا تعرف حدّا، ارتبطت جفرا بالذاكرة الفلسطينيّة لتحمل دلالات واضحة لكل عناوين التضحية والعطاء والمرأة والأرض والوطن. لقد اختزلت جفرا عمقا للرمز الوطنيّ والتراثيّ.. ذلك العمق الذي رسخ في ذاكرة الوطن.

يا جفرا النبع يا جفرا القمح يا جفرا الطيون ويا جفرا
الزيتون.. السريس.. الصفصاف
البحر الجميل يا جفرا
لقد اتكأ المناصرة على جذع التاريخ والهويّة وقف كما الشاهد على عمق هذه الحضارة، وأبى إلا أن تتعاقب شهادته كما الفصول على امتداد الزمن حكايات تلهب حرارة الصيف وتقرص كبرد الشتاء.. ليبقى الأمل بالربيع عشقا أبديا يروي زوايا الحنين بحضور الوطن مع كل نسمة ربيعية الهوى تلاشت قبلها خيبات الخريف كأوراق ذهبت أدراج الريح كلما سطر عليها العدوّ رهانه بالنصر.
إنّ الرعويّات الكنعانيّة حصدت من رحم الألم موفور الحصاد فجاءت تلبي حاجة نفسية لترفد اتجاهاته الشعريّة بحداثة الماضي المتجدد، فيفجّر ينابيع اعتزازنا. فمنسوب الوعي التراثيّ في امتداد يتابع وقع كلماته التي تتسلّق كدالية العنب فتتدلّى منها قطوف الشهد ليمحو مرارة الوجع القهريّ المنصهر على أكبادنا صباح مساء.
هذه الثمانية عشر عاما التي عاشها في فلسطين كانت كافية لتشحن أحاسيسه عمرا لا تفتأ ذاكرته ماثلة دون أن يطالها عثّ الزمن. أنظر إليه يخاطب عنب الخليل محرّضا إيّاه ألا يثمر في ظلّ احتلال.. يقول في قصيدة " يا عنب الخليل ":
خليليّ أنت يا عنب الخليل الحرّ.. لا تثمر
وإن أثمرت كن سمّاً على الأعداء.. لا تثمر
إنّ المشهد الرعويّ في صوره الشعريّة مستوحًى من الريف، في تصوير على بساطة عناصره إلا إنّه يفيض إحساسا بالألم ولوعة الحنين، يفيض قهرًا استوطن معالم حرفه كما استوطن أزقّة قلبه.
لقد كان استحضاره لمشاهد قريته استحضاراً يشتمّ منه رائحة الأرض فيتأوه عشقاً واشتياقا. فقد وقف على الأطلال في ظلّ مشهد الغياب وبكى المنازل بكاء العاشق الملتاع :
يا ساكناً سقط اللوى قد ضاع رسم المنزل
ويصرّ أن تبقى الأرض والزرع والبلوط والطيون.. الدالية والجبل صورة الوطن الموغل في نسب الجد الكنعانيّ.. يقول:
في بلاد كنعانيّة تعشق الأرض والزرع
قال الراوي في تربة كنعان
كان البلوط السريس الطيّون وأشجار السنط
وحبّات الرمّان
في زمن الأجداد الموغل في الأرحام
لقد نصبت فرحا في سفح الجبل العالي
ولدت دالية الكرمل في تربة كنعان
وفي تناوله للأرض والزرع لم ينس الشاعر أن يستدعي سهل مجدّو لما يحمله من دلالات تاريخيّة دينيّة، هناك حيث مارس كنعان طقوسه الزراعيّة في سهل يعدّ هو الأخصب في فلسطين:

وأوزّع قافيتي وخيولي بين مجدّو... ومجدّو
في سهل مجدّو يرتفع العَلَمُ الكنعاني
الأخضرُ زرعي، داسوه بجرّافاتْ

*نادية الرجوب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...