تقول شوشة في مقدمة الديوان "أنت حر عندما تكون لا شيء، لذا لا تخدعونا كثيرا بالحرية، يكفي الأبرياء الذين سالت دماؤهم تحت وطأة هذه الكلمة، إذا أردت الحرية عليك أن تتحرر من وجودك تماما، عليك ألا ترى أحدا ولا ترى حتى نفسك".
جاء الديوان في 64 صفحة من القطع المتوسط ضمن سلسلة "براءات" التي تصدرها (منشورات المتوسط) في ميلانو وهو الثاني للشاعرة بعد "غرباء علقوا بحذائي" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فيما يصدر قريبا ديوانها الثالث "ملابس جديدة للموتى" الفائز بالمركز الأول في جائزة أخبار الأدب لشعر الفصحى.
وفي قصيدة بعنوان "سأقفز إلى أعلى" تقول الشاعرة "أنفقت كل ما أملك/ حبست أشيائي في حجرتي/ وتركت صوتي معلقا على الحائط/ الآن سأجري وحدي../ ثمة قصيدة تود القفز من قلبي إلى كتفي/ وأخرى وضعت حجرا أمامي/ سأقفز إلى أعلى/ صوب الرب/ ربما خلصني من تلك اللعنة!".
وفي قصيدة أخرى تجتاز الشاعرة طريقا مظلما نحو الموت تبحث في نهايته عن حرية الجسد والروح فتقول في قصيدة "الأنبياء الجدد"..
"تحت سطوة الجنون الجارفة/ أريد أن أنتهي في عمق حديقة مهجورة/ وقتها سينسحب الخوف من عروقي وأكون أكثر خفة/ ربما أتحول إلى زهرة أو نبات شيطاني/ وقتها أيضا لن أشعر بالقبر المرشوق في قلبي/ المجانين لا يعرفون القبور.. لا يشعرون بالزمن.. لا يموتون/ أريد أن أقول ما أريده وأفعل ما أريده/ الكلام المحبوس والأفعال المبتورة يحفران المدافن في جسدي".
وقالت زيزي شوشة لرويترز "استغرقت تجربة 'اسمح لليل بالدخول' حوالي عامين من الكتابة، وهو يختلف عن ديواني الأول، حيث تخلصت فيه من مشاكل البدايات".
وأضافت "أرى أنه يحمل المزيد من الصفاء الشعري، واصلت فيه طريقي في أن تكون الدواوين وحدة واحدة تمثل حالة متماسكة، انشغلت فيه بأفكار الحرية والحياة والموت، وسعيت لترسيخ عدم اهتمامي بكتابة اليومي والعابر".
وتابعت قائلة "أؤمن بأن قصيدة النثر تحتمل طرح القضايا الكبرى، ولا يوجد شعر لا يهتم بالقضايا الكبرى، كما عبرت في الديوان عن انشغالي بالميتافيزيقا، وأعتقد أن الانشغال بالأمور الغيبية منطقة خصبة وأرض ثرية للشعر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق