أصدرت ” دار الاحتواء للنشر والتوزيع ” ديوان ( أشرقت روحي ) للشاعر المصري السوداني / المعز رمرم .
عنوان الديوان :
العنوان هو عتبة النص كما يري الناقد الدكتور محمد عبد المطلب ، وعنوان الديوان هو ” أشرقت روحي “، وهذا العنوان يجعلنا أمام شاعر رومانسي يخوض تجربة عاطفية ، ف ” تشرق روحه ” .
وفي السطور القادمة سنتناول قصيدة ” قارئة الكف ”
كنموذج من قصائد الديوان
قصيدة ” قارئة الكف ” :
يذكرنا عنوان القصيدة بقصيدة ” قارئة الفنجان ” للشاعر الكبير نزار قباني ، وقارئة الكف هي امرأة تقرأ الطالع أو المستقبل من خلال كف الإنسان ، ويلاحظ القارئ أن كلمة (( قارئة )) تعني مطالعة من امرأة تمتهن التنجيم ، وتقرأ الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، فالقراءة هنا ليست هي قراءة من كتاب ورقى، كما يشير ” الكف ” إلي الواقع المعاصر أي رسم ملامح شخصية الشاعر من خلال الماضي الذي ستقرؤه قارئة الكف ، ولا يمكن للشاعر هنا أن يعترض ويحتج على القارئة ؛ لأنها تتحدث بلسانه بطريق غير مباشر؛ ومن خلال قارئة الكف ، وما تهمس به للشاعر ؛ سنتعرف على الحاضر بالنسبة للشاعر .
يقول الشاعر في مفتتح القصيدة :
( أخذت كفي تقرؤه
نظرت فيه وأمعنت
ثم لطمت
وقالت يا هذا
كفك بحر لجي بل بجور
متلاطم الأمواج علي الصخور
ربما أحتاج دهرا أو دهور
للمرور ثم العبور )
هذا المطلع يطلق عليه النقاد المتخصصون اسم براعة الاستهلال ، وعندما نقرأ هذا المفتتح نجد أنفسنا أمام (( التوتر الدرامي ))، والمصطلح الأخير لا يعرفه الكثيرون مما ينقدون الشعر ، فمعظمهم يجهل الثقافة المسرحية ، فنراهم لا يستخدمون المصطلحات المسرحية على الرغم من حتمية استخدامها ، وهم ينقدون بعض القصائد !
والتوتر الدرامي هو مفاجأة القارئ بما لا يتوقعه من الشخصية ، لذلك يستخدمه مؤلفو المسرح كنوع من التشويق كما استخدمه الشاعر المعز رمرم الذي بدأ قصيدته بقارئة الكف وهى تأخذ كف الشاعر لتقرؤه ، فتنظر فيه وتتأمله ثم تأتي المفاجأة ؛ عندما تلطم قارئة الكف خدها !
إننا أمام شاعر استطاع أن يجذب القارئ عندما خرج من عباءة الشاعر نزار القباني ليحلق عاليا في سماء الإبداع ؛ مما يذكرنا بالشاعر الابتداعى عند الرومانسيين ، والمقصود ب ” الابتداعى ” هو عدم التقليد لأن الشاعر يجب أن يكون مبدعا .
يقول الشاعر (( وقالت ياهذا … كفك )) في هذا الجزء من القصيدة ينقل لنا الشاعر التجربة الشعرية وعلاقة العاشق مع المحبوبة التي تتحول الي بلد عربي قامت علي أرضه احدي ثورات الربيع العربي .
ويلاحظ القارئ أن قارئة الكف تلطم خدها عندما شاهدت كف الشاعر ، بينما نجد أن قارئة الفنجان عند نزار قبانى تقول للشاعر عندما رأت فنجانه : ” ياولدى لا تحزن ” مما يجعلنا أمام امرأة محترفة فى قراءة الطالع ، فهى تحاول ألا تزعج الشاعرفتعطيه بارقة أمل حتى تضمن رزقها من التنجيم ؛ بينما الحال يختلف عند قارئة الكف عندما قرأت طالع الشاعر ف ” لطمت ” ، مما يكون له أثر سلبى على الشاعر
و يلاحظ القارئ أن الشاعر المعز رمرم قد استطاع أن يجارى قصيدة ( قارئة الفنجان ) للشاعر الكبير نزار قبانى فى الإبداع عندما استخدم الجناس غير التام مثل : ( بحور ، صخور ، دهور ) فالاهتمام بالقافية من خلال الروى الذى استخدمه الشاعر يعطى للقصيدة رونقا جميلا كما يتبين لنا من خلال هذه الأبيات :
( …. بكفِّكَ ….
قصةُ …….. حُبٍ …….. و هَيام
مَرَّت عليها سنينٌ ……. و أعوام
تَسهرُ وحيدا و الناسُ ……. نِيام
كفُّكَ .. يا هذا ..
يَحمِلُ كلَّ ….. الحزنِ … و الآلام )
وتنتهى قصيدة ” قارئة الكف ” برغبة القارئة فى رحيل الشاعر عنها لأنه أعاد إليها ماضيها الحزين كما يتبين من ختام القصيدة :
( فكفُّكَ يا هذا كونٌ ثائرٌ و عالمٌ مجنون
وقدرك يا هذا
أنْ تَظَلَّ …. أسيرَ هواكَ ….. المحموم
تتلظى بناره وحرّه السّموم
ما عدت قادرة
فامض عنّى قد أعدت إلىّ
بعضا من شجون وبقايا أحلام
قد مضت لم تدوم
فمضيت عنها متلبدة سمائى بالغيوم )
إن ديوان ” أشرقت روحى ” للشاعر المعز رمرم يجعلنا أمام شاعر متميّز ، نقدّمه لكل محبّى الشعر الرومانسى ونحن نثق بهم
الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح
عنوان الديوان :
العنوان هو عتبة النص كما يري الناقد الدكتور محمد عبد المطلب ، وعنوان الديوان هو ” أشرقت روحي “، وهذا العنوان يجعلنا أمام شاعر رومانسي يخوض تجربة عاطفية ، ف ” تشرق روحه ” .
وفي السطور القادمة سنتناول قصيدة ” قارئة الكف ”
كنموذج من قصائد الديوان
قصيدة ” قارئة الكف ” :
يذكرنا عنوان القصيدة بقصيدة ” قارئة الفنجان ” للشاعر الكبير نزار قباني ، وقارئة الكف هي امرأة تقرأ الطالع أو المستقبل من خلال كف الإنسان ، ويلاحظ القارئ أن كلمة (( قارئة )) تعني مطالعة من امرأة تمتهن التنجيم ، وتقرأ الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، فالقراءة هنا ليست هي قراءة من كتاب ورقى، كما يشير ” الكف ” إلي الواقع المعاصر أي رسم ملامح شخصية الشاعر من خلال الماضي الذي ستقرؤه قارئة الكف ، ولا يمكن للشاعر هنا أن يعترض ويحتج على القارئة ؛ لأنها تتحدث بلسانه بطريق غير مباشر؛ ومن خلال قارئة الكف ، وما تهمس به للشاعر ؛ سنتعرف على الحاضر بالنسبة للشاعر .
يقول الشاعر في مفتتح القصيدة :
( أخذت كفي تقرؤه
نظرت فيه وأمعنت
ثم لطمت
وقالت يا هذا
كفك بحر لجي بل بجور
متلاطم الأمواج علي الصخور
ربما أحتاج دهرا أو دهور
للمرور ثم العبور )
هذا المطلع يطلق عليه النقاد المتخصصون اسم براعة الاستهلال ، وعندما نقرأ هذا المفتتح نجد أنفسنا أمام (( التوتر الدرامي ))، والمصطلح الأخير لا يعرفه الكثيرون مما ينقدون الشعر ، فمعظمهم يجهل الثقافة المسرحية ، فنراهم لا يستخدمون المصطلحات المسرحية على الرغم من حتمية استخدامها ، وهم ينقدون بعض القصائد !
والتوتر الدرامي هو مفاجأة القارئ بما لا يتوقعه من الشخصية ، لذلك يستخدمه مؤلفو المسرح كنوع من التشويق كما استخدمه الشاعر المعز رمرم الذي بدأ قصيدته بقارئة الكف وهى تأخذ كف الشاعر لتقرؤه ، فتنظر فيه وتتأمله ثم تأتي المفاجأة ؛ عندما تلطم قارئة الكف خدها !
إننا أمام شاعر استطاع أن يجذب القارئ عندما خرج من عباءة الشاعر نزار القباني ليحلق عاليا في سماء الإبداع ؛ مما يذكرنا بالشاعر الابتداعى عند الرومانسيين ، والمقصود ب ” الابتداعى ” هو عدم التقليد لأن الشاعر يجب أن يكون مبدعا .
يقول الشاعر (( وقالت ياهذا … كفك )) في هذا الجزء من القصيدة ينقل لنا الشاعر التجربة الشعرية وعلاقة العاشق مع المحبوبة التي تتحول الي بلد عربي قامت علي أرضه احدي ثورات الربيع العربي .
ويلاحظ القارئ أن قارئة الكف تلطم خدها عندما شاهدت كف الشاعر ، بينما نجد أن قارئة الفنجان عند نزار قبانى تقول للشاعر عندما رأت فنجانه : ” ياولدى لا تحزن ” مما يجعلنا أمام امرأة محترفة فى قراءة الطالع ، فهى تحاول ألا تزعج الشاعرفتعطيه بارقة أمل حتى تضمن رزقها من التنجيم ؛ بينما الحال يختلف عند قارئة الكف عندما قرأت طالع الشاعر ف ” لطمت ” ، مما يكون له أثر سلبى على الشاعر
و يلاحظ القارئ أن الشاعر المعز رمرم قد استطاع أن يجارى قصيدة ( قارئة الفنجان ) للشاعر الكبير نزار قبانى فى الإبداع عندما استخدم الجناس غير التام مثل : ( بحور ، صخور ، دهور ) فالاهتمام بالقافية من خلال الروى الذى استخدمه الشاعر يعطى للقصيدة رونقا جميلا كما يتبين لنا من خلال هذه الأبيات :
( …. بكفِّكَ ….
قصةُ …….. حُبٍ …….. و هَيام
مَرَّت عليها سنينٌ ……. و أعوام
تَسهرُ وحيدا و الناسُ ……. نِيام
كفُّكَ .. يا هذا ..
يَحمِلُ كلَّ ….. الحزنِ … و الآلام )
وتنتهى قصيدة ” قارئة الكف ” برغبة القارئة فى رحيل الشاعر عنها لأنه أعاد إليها ماضيها الحزين كما يتبين من ختام القصيدة :
( فكفُّكَ يا هذا كونٌ ثائرٌ و عالمٌ مجنون
وقدرك يا هذا
أنْ تَظَلَّ …. أسيرَ هواكَ ….. المحموم
تتلظى بناره وحرّه السّموم
ما عدت قادرة
فامض عنّى قد أعدت إلىّ
بعضا من شجون وبقايا أحلام
قد مضت لم تدوم
فمضيت عنها متلبدة سمائى بالغيوم )
إن ديوان ” أشرقت روحى ” للشاعر المعز رمرم يجعلنا أمام شاعر متميّز ، نقدّمه لكل محبّى الشعر الرومانسى ونحن نثق بهم
الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق