ردّي إلى عينيَّ أنداءَ صّبحٍ
يغسلُ قلبيَ الأجردَ
إنّي ألوبُ ... ألوب
ردِّيني إلى دمي ...
إلى رئةِ الّناي رفيفَ هواء
يسافرُ بمراكب ريحٍ تفيضُ بالأغنيات !
رُدِّيني لارتباكٍ أصابني من سهمِ لحظٍ
عند شاهقاتِ الغمام
والأحلام
والتّلال
عند مفرداتِ الصّمتِ حين يخجلُ الكلام
للحظةِ التّماهي مابين
منحدارتِ الشّوق وشلالِ الدّمعِ
حين عناقٍ ... وبكاء
خذي لهفتي لتنبتَ مواعيدُ الرّجاء
خذيني ... تلكَ البلادُ منافٍ لروحي
لا تشبهُني ضحكةُ الغرباء
ولا أغوتْ جوعيَ يوما !
إنّي أشكو غيابَكِ للزيتونِ الطّالعِ
من مآقي الرّوح
أشهدُهُ ... ما لفّني صمتٌ إلّا وكنتِ
في بالِ الهوى صليلَ ضوء
وغصّةً تموتُ في حلقِ الأمنيات
وليس إلّاكِ صوتُ تحنانٍ يُسيلُ ملحَ حبري
يشعلُ فيَّ فتيلَ الجنون !
وظننتُ أنّي في قفصِ الرمادِ
لا أغردُ ...؟
بل حتّى في احتضاري أغردُ
إن شقَّتِ الزغاريدُ ثوبَ الويلِ
الطّويلِ ... الطّويل
إن ارتفعَ من مآذنِ النّخيلِ صوتُكِ
لقيامةِ الرُّطب ...
إن خضّبني عُشبُكِ أو صارَ دثاري
إن غمرتِني بوشاحٍ من ورقِ الغار
فأنا طائرٌ من بردٍ ... وانتظارٍ
وانتظار !!
*هناء العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق