اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

هجرن ــ قصة قصيرة ... **إيمان عبدالوهاب حميد

.. إنه فصل الصيف بحرارته وغباره الذي ينهك الخارجين من بيوتهم بحثاً عن الرزق فتمتلئ الشوارع بالمارة والسيارات كلّ ذاهب إلى غايته التي يسعى إليها ولا تخف الحركة في شوارع هذه المدنية إلا عندما تبدأ الشمس برفع أهدابها عن الأرض عندها ترى الناس عائدين إلى منازلهم ببعض وريقات القات كان من هؤلاء العم علي الذي كان يحمل عصاه في يد وقاته في اليد الأخرى واتجه للسؤال عن محمد الذي وصلت له رسالة من القرية عن طريق أحد سائقي فرزة الحصبة.
صعد درجتين ليصل إلى باب اللوكندة عندها مرّ بعينيه على الموجودين ثم سأل:

-أين محمد؟

ردّ عليه أحدهم:

- «لم يأت بعد».

عندها أخرج العم علي من جيبه ظرفاً وقال لصديقه حسين:

- «هذا الظرف له». ثم انصرف.
لم يمرّ وقت طويل حتى أقبل محمد على أصحابه في اللوكندة حاملاً في يده كيس قاته، ألقى عليهم السلام ثم أخذ موضعه بينهم. فتح كيسه وأخذ يحشو فاه بأوراق القات وعندما أراد أن يشرب الماء وجده ساخناً لشدة الحرارة.. عندها نهض ونظر من باب اللوكندة عله يجد بعض الأطفال الذين يدلون بالماء الكوثر في فرزة الحصبة، كانوا كثيرين نادى على أحدهم باسمه فأقبل الولد وأعطاه الماء وانتظر أن ينقده ثمن الماء ولكن محمداً قال بنزق:

«بَعْدَين ما بش صرف»..

نظر إليه الولد نظرة غيظ ثم انصرف. ودخل محمد إلى أصحابه ليكمل التخزين والثرثرة حول ما صادفهم في يومهم. مر الوقت وسمع الجميع أذان المغرب، البعض منهم نهض وأفرغ ما في فيه من القات وذهب إلى المسجد والبعض الآخر تجاهل النداء واستمر في مضغ أوراق القات. كان محمد ممن تجاهل النداء واستمروا في أحاديثهم ومزاحهم حتى ذكر أحدهم وقال لمحمد:

- وصلتك رسالة أحضرها العم علي.

أحس محمد بضيق عندما علم بأمر الرسالة وسأل:

- وأين الرسالة؟

-عند حسين عندما يأتي من الصلاة، يبدو أنه نسي مثلما نسينا.

نظر محمد إلى الأوراق المتبقية في الكيس وهو يسأل نفسه «ألم تيأس أمّي وزوجتي من الإلحاح عليّ بالعودة. مرت فترة طويلة لم أرسل لهن أيّ رسالة ولم يرسلن.. عندها حمدت الله وقلت أخيراً سلّمن بالأمر الواقع».

أحس أن طعم القات تغيّر في فمه وشعور خانق يطبق على صدره. لماذا تنتابه هذه الحالة عندما سمع بوصول رسالة من القرية.. لماذا يريد أن ينساه الجميع ويهملون ذكره. نهض وأفرغ فمه من القات وأخذ علبة من علب الفول الفارغة وغسلها بقليل من الماء واتجه إلى القهوة وفي طريقه رأى حسيناً عائداً من المسجد.. حينها لم يطق صبراً فرمى بالعلبة الفارغة وهو يٍسأل عن الرسالة فأخبره حسين أنه وضعها تحت وسادته.

دخلا اللوكندة وأخذ محمد الظرف ونظر إليه وهو يقول لنفسه «ترى ماذا تريدين يا أم ّمحمد هذه المرة؟».

فتح الظرف وشرع في قراءة الرسالة لاحظ أصحابه الضيق الذي بدا عليه في أثناء قراءته للرسالة فسأله حسين:

- ماذا في الرسالة؟

لم يجب ولكنه ناوله الرسالة بأصابع مضطربة. نظر حسين في الرسالة فربت على كتف محمد وقال:

- «رحمة الله عليها وعظم الله أجرك».

كانت الرسالة تحمل نبأ وفاة والدة محمد الذي خرج من اللوكندة محاولاً إظهار اللامبالاة فنهض حسين يتبعه بنظراته محاولاً معرفة وجهته.. فرآه وهو يدخل القهوة لم يشأ أن يلحق به فربما أحبّ أن يجلس بصحبة نفسه دون وسيط. جلس محمد على كرسي من الكراسي الحديدية التي في القهوة وطلب شاياً كانت الهواجس تتقاذفه فلم يلحظ أن الشاي أصبح أمامه والذباب بدأ في احتسائه.

كان ينظر إلى من في القهوة ولكنه لم يكن يرى سوى طفولته في القرية وأمّه كانت ترى فيه الدنيا بأكملها. مرّ الوقت دون أن يعود محمد من القهوة فنام الجميع عدا حسين الذي كان بانتظاره حتى عاد وعند عودته فوجئ أن حسيناً ما زال في انتظاره فقال له:

- «لماذا لم تنم حتى الآن أليس لديك عمل في الغد؟».

فأجابه:

- «بلى ولكني أحببت أن أطمئن عليك».

اتجه محمد إلى سريره وقال «اطمئن». نام الجميع بعد أن أغلقوا باب اللوكندة الذي يشبه أبواب المحلات والتي تكشف للمارة في الخارج عن الأسرة المتراصة لنزلاء هذه اللوكندة.

في الساعة الثانية بعد منتصف الليل مزّق السكون صوت بكاء محمد وهو يحاول أن يخنق صوت بكائه وعبراته بالوسادة التي وضعها على رأسه، نهض حسين من سريره نحو محمد وجلس على حافة سريره لم يمنعه من البكاء «فليبك لعله يستريح» هذا ما قاله حسين لنفسه وهو ينظر إلى صديقه بإشفاق.. رفع محمد رأسه من تحت الوسادة ونظر إلى حسين بعينين محمرتين وقال:

- ماتت أمي وهي تتمنى أن تراني لم أبرّ بها حية ولا ميتة ولكنها لو علمت أنّي مت قبلها فربما سامحتني.

قال حسين:

- لم أكن أعلم أنك ستحزن عليها كل هذا الحزن.

- كيف لا أحزن عليها! لقد كانت المرأة الوحيدة التي أحبتني بصدق.

عندها قال حسين لائماً:

- إذن لماذا لم تعد إليها؟ لماذا لم تعد إلى أمك وزوجتك رغم علمك بمدى حاجتهما إليك ورغم الرسائل التي تدعوك للعودة.

- إن الرسائل التي كانت تأتي منهما لم تكن لي بل لشخص أخر أضعته في المدينة.

- لم يفت الوقت بعد ما زالت زوجتك وأرضك بانتظارك. إذا كنت تحس أنك أخطأت فلا تستمر في هذا الخطأ ولا تسمح للسنين بأن تزحف على جسدك وأنت غريب بعيد عن أرضك أحببت المدينة وأحببت البقاء فيها ولكنها أدارت ظهرها فلماذا الإصرار على البقاء.

- إني ميت والميت لا يستطيع الحركة، إنّني ميت نسي أن يموت.

- الميت يوصي بأن يدفن في أرضه.

- لم تعد أرضي بعد أن هجرتها ثم إني قد اعتدت أن أكون نفاية من نفايات هذه المدينة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...