![]() |
ميرنا محمد وليد طيفور |
كيـفَ حالـكَ الآن؟ حـزينٌ أم سعـيد؟
أتذكرْ،، ذلـك الـيوم الّذي ذهـبنا به سـوياً إلى محطةِ القطـار لأودعك، كنتَ ذاهبـاً إلى "كـندا" لإتمامِ الماجستير هـناك، ومن ثم العودة لتـجهيز مراسمَ زواجنا.
كانت السـماءُ سوداءً داكنـة كرئةِ مدخـنٍ تجاوزَ السبـعين، يومها هبّت ريحٌ قويّة وكأنها تنذرني بقدومِ عاصفةٍ شديدة، تجاهلتُ أمرها و لازمتُ الصّمـت طـوالَ الوقت واكتفيتُ بالنظرِ إلى عينيـك اللّتين أمطرتاني حباً.
وبينما أنا غارقـةٌ في حـبك، وجهتَ إليّ آخر كلمة وقلـت " انطريني وضلك صلي " وتوجـهتَ إلى ذلك القطـار المشؤوم ورحـلت!
وتلاشـى ظلـكَّ الّذي لـطالما كانَ لوحـدهِ فقط من يشـعرني بالأمان.
أنتَ رحـلت وهي أتـت من جـديد، تلـك الريحُ العاتـية التي عصفـتْ بقلبـي فورَ رحيلك عنهُ، كأنها تخـبرني بشكلٍ غيرِ مرئي أنّك لن تعود .
حاولتُ تجاهل هذا الإحـساس وكتمانه بداخـلي وعدم الإفصـاح عنه، لـكنني فشـلت.
وإلى الـآن وبعدَ مرورِ عشرينَ سنةٍ مليـئةٍ بجرعـات من الألـم والشّوق والحسـرة...
ما زلتُ أنتـظرك، على ذلكَ الـمقعدِ الخشبي، أحـملُ بين يديّ أول وردةٍ زرقاء أهديتنـي إيّاها، لأخـبرَك أنهـا ذبلتْ من الحنينِ إليك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق