الرّجل الذي عانق انتظاري… يخرج من ظلي ويمدني ببصيص جرمه
هناك نلتقي في بيته، يعانقني كطفلة مطيعة ثم يمدّني بكتاب، ويقول لي: هذا آخر ما قرأتُ عن الجنون..
أضع الكتاب جانباً وأردّ بسخرية: مجنون يقرأ عن الجنون.
أجلس بالقرب منه، أنظر في وجهه وكأنّني أبحث عنه، وأقول: هل تصدّق كل ما تقرأ؟
يردّ: ليس دائماً.
نصمت… نصمت طويلاً… أنتبه إلى غابة صدره، إلى لون بشرته السمراء، تدغدغني الرغبة، أتململ في مكاني، أريده أن يأخذني إلى حضنه ويُغرِق شفتيه في شفتيّ، أتململ أكثر، أفتح أزرار قميصي الشفّاف، لم تكن الحرارة شديدة إلى ذلك الحد، لكن حرارة جسدي تكاد تخنقني.
يفتح الجريدة ويقرأ، أسأله عن بريد اليوم، يردّ في كسل: هناك على طاولة المطبخ.
يعرفني أحب القراءة والكتابة و… في المطبخ، لقد تعوّد على طباعي الشاذة منذ عمر، وأنا أيضاً تعوّدت على صمته منذ الحب، لا يزال يصرّ على لا مبالاته بي، أدخل الحمام، أتعرى، أفتح جسدي للماء، أراقصه، أرفع صوتي بالغناء، أسمع خطواته تقترب… تقترب، لكنها لا تصل إليّ أبداً.
الرجل الذي عانق انتظاري، مزّق دعوتي إليه، مارس معي الحزن حدّ الغياب، هو المسكون
باليتم والبعض من عطش التوت،كان القلق يزرع فيه الرمّان، وأنا كنت عند باب القصر أفتك بالوقت، وأرمي بغنجي إلى الرّيح، مسائي عاشق يفتح عمري على صباح لا يأتي وهو بالقرب من مومياء اللحظة يرسم لي دوائر من وهم .
أفهم أنني طائشة وأن الرجل العربي هو من يطلب المتعة دائماً، أتمدد على السرير، أفتح كتاب الجنون وأقرأ… أقرأ… يقترب مني، يهمس في أذني: تعالي إلى صدري. أنظر في عينيه، أبتسم بحرقة وأنام على ظهري أنتظر اصطدام الرغبة…
سهيلة بورزق
*قاصة جزائرية
هناك نلتقي في بيته، يعانقني كطفلة مطيعة ثم يمدّني بكتاب، ويقول لي: هذا آخر ما قرأتُ عن الجنون..
أضع الكتاب جانباً وأردّ بسخرية: مجنون يقرأ عن الجنون.
أجلس بالقرب منه، أنظر في وجهه وكأنّني أبحث عنه، وأقول: هل تصدّق كل ما تقرأ؟
يردّ: ليس دائماً.
نصمت… نصمت طويلاً… أنتبه إلى غابة صدره، إلى لون بشرته السمراء، تدغدغني الرغبة، أتململ في مكاني، أريده أن يأخذني إلى حضنه ويُغرِق شفتيه في شفتيّ، أتململ أكثر، أفتح أزرار قميصي الشفّاف، لم تكن الحرارة شديدة إلى ذلك الحد، لكن حرارة جسدي تكاد تخنقني.
يفتح الجريدة ويقرأ، أسأله عن بريد اليوم، يردّ في كسل: هناك على طاولة المطبخ.
يعرفني أحب القراءة والكتابة و… في المطبخ، لقد تعوّد على طباعي الشاذة منذ عمر، وأنا أيضاً تعوّدت على صمته منذ الحب، لا يزال يصرّ على لا مبالاته بي، أدخل الحمام، أتعرى، أفتح جسدي للماء، أراقصه، أرفع صوتي بالغناء، أسمع خطواته تقترب… تقترب، لكنها لا تصل إليّ أبداً.
الرجل الذي عانق انتظاري، مزّق دعوتي إليه، مارس معي الحزن حدّ الغياب، هو المسكون
باليتم والبعض من عطش التوت،كان القلق يزرع فيه الرمّان، وأنا كنت عند باب القصر أفتك بالوقت، وأرمي بغنجي إلى الرّيح، مسائي عاشق يفتح عمري على صباح لا يأتي وهو بالقرب من مومياء اللحظة يرسم لي دوائر من وهم .
أفهم أنني طائشة وأن الرجل العربي هو من يطلب المتعة دائماً، أتمدد على السرير، أفتح كتاب الجنون وأقرأ… أقرأ… يقترب مني، يهمس في أذني: تعالي إلى صدري. أنظر في عينيه، أبتسم بحرقة وأنام على ظهري أنتظر اصطدام الرغبة…
سهيلة بورزق
*قاصة جزائرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق