اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

نقد مسرحية العين بالعين لشكسبير .. رضا البطاوى

المسرحية مؤلفها شكسبير والمسرحية هى مناقشة لقضية هى :
لابد من فرصة أخرى للزانى كى يحيا
وهى تبدو نقد لما جاء فى العهد القديم وتابعه العهد الجديد من وجود حد الرجم أو الموت لمن يزنى ففى سفر التثنية22
اذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها 24 فاخرجوهما كليهما الى باب تلك المدينة وارجموهما بالحجارة حتى يموتا الفتاة من اجل انها لم تصرخ في
المدينة والرجل من اجل انه اذل امرأة صاحبه فتنزع الشر من وسطك 25 ولكن ان وجد الرجل الفتاة المخطوبة في الحقل وامسكها الرجل واضطجع معها يموت الرجل الذي اضطجع معها وحده. 26 واما الفتاة فلا تفعل بها شيئا.ليس على الفتاة خطية للموت بل كما يقوم رجل على صاحبه ويقتله قتلا هكذا هذا الامر. 27 انه في الحقل وجدها فصرخت الفتاة المخطوبة فلم يكن من يخلّصها 28 اذا وجد رجل فتاة عذراء غير مخطوبة فامسكها واضطجع معها فوجدا 29 يعطي الرجل الذي اضطجع معها لابي الفتاة خمسين من الفضة وتكون هي له زوجة من اجل انه قد اذلّها.لا يقدر ان يطلقها كل ايامه"
وفى سفر اللاويين :
"10وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ، فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ.
وأيضا :
12 وَإِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ كَنَّتَهُ فَكِلاَهُمَا يُقْتَلاَنِ، لأَنَّهُمَا قَدِ اقْتَرَفَا فَاحِشَةً، وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا."
شكسبير حاول مناقشة أمر الزنى ووجوب وجود فرصة للزناة حتى يعيشوا
حاول الرجل من خلال شخصيات المسرحية توضيح المسألة :
ممارسة كلوديو وجوليت الزنى وحمل جوليت وردت فى الفقرات التالية :
"السيدة أوفيردون :جد متيقنة وذلك لأن السيدة جوليت قد حملت منه بطفل "ص17
كلوديو:هاك حكايتى بموجب عقد صحيح استبحت لنفسى فراش جوليت إنك تعرفها لقد ارتبطنا برباط الزوجية غير أنا لم نشع هذا الخبر للناس حسب ما تقتضيه الطقوس الشكلية لم نفعل ذلك حتى يتأمن لنا مهرا لا يزال مودعا فى خزائن أنسبائها واتفقنا ألا نفشى عاطفتنا لهم إلى أن يستميلهم القدر إلى جانبنا غير أنه قد حدث أن ذلك الحب السرى الذى يشعر به إلى أقصى حد كل منا نحو الأخر قد كتب بأحرف فاضحة جد فاضحة على جوليت
ليسو كتب بطفل ربما
كلوديو لسوء الحظ هكذا حدث "ص22
والحكم بإعدام كلوديو تطبيق لقانون قديم ورد فى الفقرات التالية :
"ومن أجل أن يثبت شهرته فهو الآن يطبق على قانونا كان مهملا يغط فى نعاس "ص23
ليسيو: تمسك بقانون أصبحت حياة شقيقك رهينة به وألقى القبض عليه بمقتضاه "ص31
"ليسيو :لقد صدر الحكم عليه فعلا وقد سمعت أن لدى آمر السجن أمر بإعدامه "ص31
ايسكالوس إن هناك قوانين حازمة ستنفذ لن يكون من جرائها سوى الشنق وقطع الرؤوس"ص43
وتسمية القانون بالمهمل هو إشارة إلى أن العهد الجديد لم ترد فيه عقوبة الزنى فى الدنيا وإنما ورد التحذير منه وأنه يؤدى للهلاك الأخروى كما فى الأقوال التالية :
"أهربوا من الزنا" (1كورنثوس 18:6) . لان هذه هي إرادة الله: قداستكم، أن تمتنعوا عن الزنا «(1تسالونيكي 3:4) ؛أما الشهوات الشبابية فاهرب منها. واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام، مع الذين يدعون الرب من قلب نقي «(2 تيموثاوس 22:2) "قد سمعتم أنه قيل للقدماء (أي منذ القديم) لا تزن.وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه"(متى 28.27:5). ليكن الزواج مكرما، والمضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله (عبرانيين 4:13 )
بينما القانون المهمل ورد فى العهد القديم وهو قتل الزناة والفارق الوحيد هو أن العهد القديم يقتل الزانى والزانية بينما القانون فى المسرحية يقتل الزانى فقط ويسمح للزانية بالحياة فى السجن كما فى القول التالى :
" آنجيلو: ولتتول أمر إبعاد المومس ولتوفر لها الضروريات دون تبذير وسيصدر أمر بذلك "ص48
" انجيلو : تخلص منها وانقلها بسرعة إلى مكان أفضل من هذا "ص48
ويبدو أن شكسبير يعتقد أن من المحال ألا ينجو إنسان من ارتكاب الزنى مرة أو مرات فى حياته وقد بث هذا فى العديد من الأقوال مثل :
"ايسكالوس :ألم تخطىء يوما فى حياتك فيما تؤاخذه عليه الآن وتشهر القانون ضد نفسك "ص33
"الآمر :كأنه قد اقترف الإثم بين أحلام جميع البشر على اختلاف طبقاتهم فى سنة حياتهم يعبون من هذه الرذيلة وهو يموت بسببها "ص47
"ليسيو :نعم كلام حق فإن هذه الرذيلة متشعبة وارتباطاتها عديدة ويستحيل استئصالها إذا لم تحارب الرغبة فى المأكول والمشروب "ص88
وهذا الاعتقاد يبدو أنه مأخوذ من مقولة العهد الجديد :
" من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر "
ويثبت الرجل هذا من خلال تحدثه عن وقوع كبار رجال الدولة فى الجريمة التى يعاقبون عليها الناس كما فى الأقوال الآتية :
" ليسيو :أؤكد لك مرة أخرى أن الدوق يستبيح لنفسه أن يفعل المحرمات الجنسية رغم أنه تخطى سن الشهوات وأخبره بما قلته لك ويستبيح تقبيل متسولة تفوح منها رائحة الثوم والخبز الأسود "ص91
"السيدة أوفيردون : يا سيدى تهمة لفقها لى ضدى من يدعى ليسيو لقد حملت منه السيدة كيت كيب داون أثناء عهد الدوق وتعهد بأن يتزوجها وطفله أصبح عمره سنة وربع السنة فى عيد القديسين فليب ويعقوب "ص92
ومن خلال الحوار بين بعض الشخصيات أوضح الرجل أنه لو طبق قانون الإعدام على الزناة فلن يوجد سكان فى الدولة وأن الدولة ستقدم الحوافز للإتيان بسكان جدد يعدمون كما قدم نتيجة تحققت فى أوربا فيما بعد وهو شيوع الزنا بين الناس نتيجة إلغاء هذا القانون والحوار هو :
"ايسكالوس أتعيش بالعمل قوادا يا بومباى ما رأيك فى هذه المهنة يا بومباى هل هى مهنة مشروعة
بومباى إذا كان القانون يسمح بها
ايسكالوس ولكن القانون لن يسمح بها يا بومباى ولن تسمح فى فيينا
بومباى هل تعنى فخامتكم أن نسلب الذكورة والأنوثة من شباب المدينة ؟
ايسكالوس كلا يا بومباى
بومباى فى الحقيقة يا سيدى إنهم فى رأيى المتواضع سوف يعمدون إلى ذلك وفى رأيى أن حضرتكم لو سننتم قانونا ضد المومسات والبلطجية فلن يهمك القوادون
ايسكالوس إن هناك قوانين حازمة ستنفذ لن يكون من جرائها سوى الشنق وقطع الرؤوس
بومباى إذا قطعت رأس كل من يقترف هذه الجريمة أو ص43 شنقته فإنك ستجد نفسك بعد عشر سنوات مضطرا لأن تدفع عمولة لمن يقدم لك المزيد من الرؤوس وإذا عمل لهذا القانون فى فيينا فسوف استأجر أجمل بيت فيها بثلاث بنسات للجناح وإذا طال عمرك ورأيت هذا فتذكر بأن بومباى قد سبق أن أشار إليه "ص44
ويبدو أن معظم شخصيات المسرحية تتبنى وجهة نظر واحدة وهى السماح بالزنى وتوابعه من دعارة وغيرها دون عقاب ومن تلك الأقوال:
"ليسيو أو هكذا يترصدون للدعارة ؟ص22
"إيزابيل :تذكر هل هناك أحد من الناس مات بسبب هذه الخطيئة هناك الكثيرون الذين قد اقترفوها "ص51
"الآمر :إنه شاب كان أحرى به أن يحيا ويخطىء مرة أخرى من أن يموت بسبب هذا "ص57
حتى الدوق وهو الأمير ومعه قس عملا أن يزنى رجل هو القاضى بإمرأة حتى يلغى حكم الإعدام فيقول :
"الدوق :سأشير على تلك الفتاة الخفيفة الظل أن تكون بدلا عنك فى الموعد والمكان فإذا كشف الأمر بعد ذلك فربما يضطر إلى تعويضها وبهذا ينجو شقيقك وتصان عفتك وتحظى مريانة المسكينة بمغنم بينما يظهر نائب الأمير على حقيقته "ص81
وهو ما حدث بالفعل حتى طلب القاضى الزنى بشقيقة المحكوم عليه فى الحوار التالى :
"أنجيلو افهمى بصراحة أنى أحبك
إيزابيل وكذا أحب شقيقى جوليت وأنت تقول أنه سيموت جزاء حبه
آنجيلو لن يموت يا إيزابيل لو أنك منحتنى الحب "ص66
وقد حاول أحد شخصيات المسرحية وهو القواد بومباى إظهار التناقض فى التشريع فبينما تحرم الدولة الزنى تحلل أكل أموال الناس بالباطل من خلال إباحة الربا فى قوله :
" بومباى: حال العالم مقلوب لا يسمح بالملذات الجسدية بينما يجيز القانون الإثمار المالى "ص83
وبين شكسبير علمه بعالم الزنا فبين أن العاهرة تتحول لقوادة عندما تكبر فى السن وتضع المساحيق لإخفاء ظهور آثار السن عليها فقال على لسان ليسيو :
" ليسيو : هذه طبيعة الأمور العاهرة فى شبابها تتحول إلى قوادة عندما تصبح بعمرها تضع المساحيق "ص85
الرجل الوحيد فى المسرحية الذى وقف لتطبيق القانون القاضى بإعدام الزانى هو القاضى أنجيلو وتعلل بأن عدم تطبيق القانون على أول مخالف كان سببا فى شيوع الزنى وهو قوله :
"آنجيلو :وهذه الكثرة لم تكن لتقترف الإثم لو أن أول من خالف القانون نال عقابه جزاء عمله "ص51
كما قال :
" آنجيلو : علينا ألا نجعل من القانون أداة ترهيب نقيمها لطرد الطيور الجارحة وندعها قابعة فى قالب واحد لتصبح بحكم العادة غصنا تحط عليه لا رعبا يفزعنا "ص33
حسب النقد فى الإسلام يعتبر شكسبير داعية من دعاة الفاحشة فرغم أنه انتقد حد الرجم أو القتل كعقاب للزناة فإنه لم يقدم البديل للتقليل من جرائم الزنى وهو وجود عقوبة أخرى كما فى الإسلام وهو جلد الزناة مائة جلدة
وحسب الترجمة فقد سمى الرجل الزنى حبا فى عدة مواضع منها الفقرة التالية :
"أنجيلو افهمى بصراحة أنى أحبك
إيزابيل وكذا أحب شقيقى جوليت وأنت تقول أنه سيموت جزاء حبه
آنجيلو لن يموت يا إيزابيل لو أنك منحتنى الحب "ص66
وأيضا الفقرة :
" كلوديو:هاك حكايتى بموجب عقد صحيح استبحت لنفسى فراش جوليت إنك تعرفها لقد ارتبطنا برباط الزوجية غير أنا لم نشع هذا الخبر للناس حسب ما تقتضيه الطقوس الشكلية لم نفعل ذلك حتى يتأمن لنا مهرا لا يزال مودعا فى خزائن أنسبائها واتفقنا ألا نفشى عاطفتنا لهم إلى أن يستميلهم القدر إلى جانبنا غير أنه قد حدث أن ذلك الحب السرى الذى يشعر به إلى أقصى حد كل منا نحو الأخر قد كتب بأحرف فاضحة جد فاضحة على جوليت "ص22
رغم أنه قال أنها الرذيلة والخطيئة فى مواضع أخرى على لسان شخصيات أخرى
ونجد فى المسرحية تعبيرات دين شكسبير منقولة من نصوص العهدين كما فى الأقوال التالية :
انجيلو"إنك دم ألا فلتسطروا لقب الملاك الصالح فوق قرن إبليس فليس القرن شارة لإبليس "ص60
هنا القرن ليسوع وليس لإبليس كما ورد فى سفر لوقا :
" لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ."
"السيد الأول: فلتمنحنا السماء لا ملك المجر سلامها "ص14
هذا التعبير يبدو مستعارا من القولة الشهيرة فى العهد الجديد :
«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».
"ليسيو :.. وركب البحر حاملا فى يده الوصايا العشر ولكن واحدة منها محاها من لوحها الحجرة "ص14
الوصايا العشر والألواح وردت فى العهد القديم كما فى قوله بسفر الخروج :
18ثُمَّ أَعْطَى مُوسَى عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبعِ اللهِ."
"ليسيو كيف أبدأ فى شرب نخب صحتك ولكنى لن أشرب بعدك ما حييت "ص16
يبدو التعبير مستعارا من مقولة يسوع فى العشاء الأخير كما ورد فى سفر لوقا :
17ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَقَالَ:«خُذُوا هذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ، 18لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ».
آنجيلو : لجاز لنا الغفران لمن يمسخون صورة الله بانغماسهم فى ملذاتهم الدنيئة "ص61
صورة الله تعبير مستعار من العهدين فقد خلق الله آدم(ص) على صورته كما يزعمون ومن المواضع التى ورد فيها التعبير قولهم فى رسالة بولس لأهل كولوسى :
"وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا. 15الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ"
-الدوق :هكذا عجلة بعجلة وأناة بأناة تجاب والصاع بالصاع والعين بالعين "ص150 وتعبير العين بالعين هو قانون القصاص فى العهد القديم وقد ورد ذكره فى سفر متى :
"38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ"6
-"السيد الأول:.......وما من جندى فى دعاء الشكر قبل تناول اللحم يستسغ الضراعة من اجل السلام "ص14
-"ليسيو إنى أصدقك فأنت على ما أعتقد لم تحضر صلاة النعمة "ص15
فالصلوات والأدعية هنا خاصة بديانة النصارى وأحيانا ما يتقاسمها اليهود معهم باعتبار يسوع كان يهوديا
-"فرنسيسكا :..فأنت لم تقسمى اليمين بعد وعندما تفعلين يجب عليك ألا تكلمى الرجال إلا بحضور رئيسة الدير وعندما تتحدثين تحدثى وأنت منتقبة وإذا كشفت النقاب عن وجهك فى تتحدثى "ص 28
تلك الأمور من آداب الترهب الذى اخترعه النصارى وهو يدل على تشريع النقاب فى الأديرة وأما فى حياة العامة فالمطلوب هو الخمار والجلباب كما فى كتاب تعاليم الرسل وهو المسمى الديسقولية
-"بومباى:كان ميقات ذلك الاحتفال عشية عيد جميع القديسين ؟ ص39
هذا العيد مخترع فيما بعد يسوع هو ومعظم الأعياد التى تخص القديسين
-"ايلبوى : هذا أكيد ولا يمتهنان فى هذه الحياة أى مهنة جديرة بالمسيحيين الأبرار "ص35
هذا الكلام مأخوذ من تحريم العهد الجديد للزنى والقوادة وسائر ما يخص عملية الجماع المحرم كما فى رسالة بولس الأولى لأهل كورنثوس :
9كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. 10وَلَيْسَ مُطْلَقًا زُنَاةَ هذَا الْعَالَمِ، أَوِ الطَّمَّاعِينَ، أَوِ الْخَاطِفِينَ، أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ! 11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِل؟ 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللهُ يَدِينُهُمْ. «فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ».
كما نلاحظ أن شكسبير رجلا قوميا يعتز ببلده ويفتخر بشجاعة قومه مهينا فرنسا الوديعة المنمقة فى قوله :
-"السيد الأول :.... إننى لأفضل أن أكون حاشية لقطعة صوف انكليزى مثلما يبدو رأسك وهو مجرد من الشعر على أن أكون مخملا فرنسيا منمقا "ص15
كما نلاحظ أن الرجل يقدم نصائح طبية كالعلاج بالغذاء فى قوله :
"بومباى :حسن تعنى أن هذين الشخصين أصبح ميؤوسا من شفائهما ما لم يتبعا نظاما خاصا فى الغذاء "ص38
ويبدو أن شكسبير قد أخذ حكاية تقمص الحاكم لشخصيات العامة للبحث عن العدالة من حكايا شهيرة أخرى سابقة كما فى ألف ليلة وليلة وفى هذا قال على لسان الأمير :
"سوف أتقمص شخصية قس مثلكم وأزور السلطان والشعب "ص27
ومن نقد النقاد لشكسبير قولهم:
أن كثير من عبارات مسرحياته صادقة ولذا صارت أمثالا وهى مقولة ليست صادقة فى تلك الأقوال كلها ومنها :
-"ليسيو :كلا لا يمكن أن يقال إنك سليم حقا ولكنك سليم سلامة الأشياء الخاوية "ص16
هذا القول ليس صحيحا فالشخص السليم له داخل ولا يشبه الأشياء الخاوية حيث لا يوجد داخلها شىء
-بومباى: إن من يحسن المشورة يفقد المحبذين "ص19
ليس كل من أحسن الشورى للغير يفقد محبيه فالمسلم يحب من يشير عليه بالخير حتى ولو كان يسلبه أمور الدنيا حتى يدخله الجنة
-الدوق : ميزة الفضيلة الجرأة والعفة لا تعرف الخوف "ص79
كلمة صادقة تطابق قوله تعالى :
"لا يخافون لومة لائم "
-الدوق : ما من قوى أو عظيم بين البشر بقادر على أن يسلم من التشهير "ص92
كلمة صادقة فكل الناس الأقوياء العظماء والأقوياء وحتى غيرهم لا يسلمون ممن ينتقدهم ويظهر معايب فيهم حقا أو باطلا
-كلوديو "أو ربما الشعب كحصان يمتطيه الحاكم الذى يريد "ص22
هذه كلمة خاطئة فالشعوب كثيرا ما تشبه بالفعل أحصنة يمتطيها الحاكم الذى يريد
-"كلوديو هل الاستبداد ينبع من مركزه أو من شعور من يحتل ذلك المركز بعلو شأنه "ص23
التساؤل عن سبب الاستبداد سؤال مشروع ولكنه أخطأ الإجابة فالاستبداد لا ينبع لا من مركز السلطة ولا من شعور الحاكم وإنما ينبع من خنوع وخضوع الشعب وهو ما عبر عنه العامى بالمثل القائل :أى شىء فرعنك يا فرعون قال لم أجد أحد يلمنى " فالناس بخضوعهم لقرارات الحاكم الخاطئة والظالمة هم من يخلقون فى نفسه الاستبداد
-انجيلو : تلك حقيقة جلية نجد الجوهرة ننحنى لالتقاطها لأننا نراها أما ما لا نشاهده فندوسه بالأقدام ولا يخطر لنا على بال "ص34
كلمة غالبا صادقة فغالب الناس ينحنى لالتقاط الجواهر ولا يأبهون للتراب الذى يدوسون عليه وأما القلة النادرة فتأبه كما قال المعرى :
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
وقبيح بنا وإن قدُم العهد هوان الآباء والأجداد
سر إن استطعت في الهواء رويداً لا اختيالاً على رفات العباد
-ايسكالوس : البعض تعليه الرذيلة والبعض تنزل به الفضيلة وكم رجل يفلت من مخالب الرذيلة ولا يدفع ثمنها وأخر يلقى حتفه بعثرة وحيدة "ص35
الكلمات هنا صادقة نوعا فالجبابرة كفرعون أعلتهم رذائل الظلم كما قال تعالى "إن فرعون علا فى الأرض " بينما الرسل والعلماء نزلت بهم الفضيلة عند الناس الذين كفروا برسالاتهم وكثير من الناس أذنبوا وأفلتوا من عقاب جرائمهم فى القانون البشرى ومنهم من ارتكب ذنب واحد ضد القانون البشرى ونال عقابه فمات
-بومباى :لو ألهب الحوذى حصانه بالسياط فلن يجبر الفؤاد الباسل على ترك مهنته "ص44
هذه الكلمة ليست صادقة تماما فالعقاب قد يجبر المضروب على تغيير ما يحبه وقد لا يجبره فليس كل لص مثلا عوقب اقلع عن السرقة فالكثيرون عادوا لممارسة السرقة بعد العقاب القانونى البشرى
-إيزابيل : ما أحسن أن يكون للإنسان قوة ولكن ما أقسى أن يستغلها كالمارد "ص 52
كلمة صادقة فاستغلال القوة فى الشيطنة أمر قاسى وهو ما يقلب شئون العالم للظلم والتجبر
-إيزابيل " فقد يمزح العظماء مع القديسين وذلك يعتبر حكمة منهم ولو قام من هم دونهم لكان رجسا كبيرا "ص 53
كلمة كاذبة فالمزاح لكل الناس واحد حلاله حلال وحرامه حرام والله لا يفرق بين قديس وحقير أو عظيم وخبيث
-الآمر:لا بمثاقيل الذهب التافهة أو الأحجار النفيسة التى تنوف قيمتها أو تنقص تبعا للأهواء "ص54
يسجل شكسبير هنا مقولة اقتصادية صادقة وهو أن ارتفاع أسعار الذهب والأحجار النفيسة يعود لأهواء الناس وليس لأى شىء أخر
-"كلوديو: ليس من دواء أمام البؤساء غير أن يتعلقوا بأهداب الأمل "ص69
مقولة غير صادقة فالبؤساء أمامهم التغيير للحق وليس مجرد الحلم بأمل كاذب
-مريانة: يقال إن الأخطاء بوتقة تصاغ فيها خبرة الرجال إنهم يزدادون صقلا بما يقعون فيه من زلات "ص151
مقولة صادقة نوعا ما وكاذبة نوعا فليس الكل يستفيد من الأخطاء وإنما القلة وهى التى تنجو فى الأخرة كما ورد فى الوحى القرآنى :
"ولكن أكثر الناس لا يشكرون "
- الدوق :كذا يفل المكر بالمكر ويدفع الباطل بالباطل وبيرم عقد طواه الزمان "ص96
مقولة دفع الباطل بالباطل ليست صادقة أو نافعة فى كل الأحيان فهى تستعمل عندما تكون المجتمعات كافرة وهى تخالف قوله تعالى :
"ادفع بالتى هى أحسن "
--"كلوديو :يا ليسيو الحرية كالصوم هى وليدة التخمة والحرية إذا لم تقف عند حد انقلبت قمعا إن جبلتنا الإنسانية لتهرب كالفئران التى تسرع لتلهم سمها الزعاف كى تلاحق شرا يحدق بها وما أن تناول الكأس حتى نخر أمواتا "ص21
الرجل يقرر هنا أن الحرية يجب أن يكون لها حدود وإلا فإن نهايتها هى الهلاك
كما يقرر كلاما خاطئا وهو أن الحرية تشبه الصوم وليد التخمة فالصوام لا يصومون بسبب الشبع فالمسلمون كمثال يصومون إتباعا لحكم الله والرهبان فى النصرانية يصومون ليس بسبب الشبع ولكن رغبة فى رضا الله كما زعموا عندما اخترعوا الرهبانية
-الدوق رغم أن الموسيقى لها سحر يكسب الخطيئة رواء ويجعل الفضيلة تسقط فى مهاوى ص97 الزلل ص98
المقولة هنا كاذبة فالموسيقى مخلوق حيادى الناس هم من يعطونها المعنى خيرا أو شرا فهى مجرد أصوات تصدر عن آلات بلا معنى محدد
-كلوديو "تستطيع السلطات أنصاف الآلهة إرغامنا على دفع ثمن أخطائنا هكذا قد قضت إرادة السماء ترحم من تشاء وتشدد النكير على من تشاء ورغم ذلك فهى عادلة "ص 20
-"اذهبى إلى لورد أنجيلو وليعلم أن العذارى إذا التمسن فإن الرجال يهبون كالآلهة "ص31
المقولتان تحتويان على تعبيرين أنصاف الآلهة والآلهة وهى تعبيرات لا يستخدمها نصرانى صادق فلا يوجد آلهة سوى إله واحد سواء اعتقد النصارى أنه ثالوث أو واحد أو غير هذا كما فى رسالة بولس إلى أهل كورنثوس الأولى :
"6لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ."
الخلاصة أن شكسبير فى هذه المسرحية أجاد فى الدفاع عن حق الزناة فى وجود فرص للتوبة ولم يجد نصرانيا ولا حسب الإسلام بسبب عدم مطالبته بوضع عقاب غير الموت كعقاب لجريمة الزنى .
ويبدو شكسبير فى هذه المسرحية صاحب خبرة قانونية فالرجل حسب بحث قرأته عنه فى مجلة الدوحة الثقافية عمل كاتبا عند قاض أو محامى لا أتذكر فقد ضاعت تلك المجلة كما ضاعت المجلات والكتب التى كنت أحتفظ بها منذ أكثر من ثلاثين عاما.

رضا البطاوى
____________________
البريد الإلكتروني للمرسل: allaalla47@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...