
بمشيئةِ الرّحيل
فأسرفَ الذهولُ على وجهي
وعلى شفتيّ تعثرَ الكلام !!
سأخبركَ بشيء
ستنقضي الأيامُ وأنتَ تلملمُ
عن قارعةِ الذكرياتِ أوراقَ الحكايةِ
لتحرقَها ولفافةَ تبغِكَ ,
بعودِ ثقاب ..
تلهثُ عبرَ خوائِك وراءَ زادٍ
لايشبهُ قمحَ حنيني
و كناريٍ ما كان ببُحةِ
أوتاري !
كم سيمضي وأنتَ ....
تبحثُ عن غامضٍ كالذي
توكأتَ عليه حين تعبٍ
وحيناً تهشُّ به غيومَ القلقِ
تفرغُ في بئرهِ سيلَ أحزانِكَ !
شيئاً فشيئاً تحاولُ جاهداً
طمْرَ كلَّ رائحةٍ تشي بها ,
مساماتُ الأمكنة
تجيلُ الطرفَ عن مدىً برتقاليٍ
لكونٍ كم طافَ حولنا !
تنسى .....
كم أشعلنا الجنونَ كلّما
خمدَ للحلمِ بريقٌ
كم سابقتْ خطانا لهفةَ الطريقِ
وانتعلتْ خفقَنا ..
كم تسلّقتَ داليتي
بأصابعَ من اشتهاء !
أبرقتَ
رعدتَ
وابتهلتَ
لأنداء الشّفاهِ
كم جدَلتَ سنابلَ شِعري
وعطّرتَها فوقَ هاماتِ الشّعور!
تنسى ....
كم شرِبتُ أوجاعَكَ
أزحتُ خِمارَ ليلِكَ بضوءِ عيني
نقشتُ جرحَكَ على وريدي
كما يليقُ بعاشقة !
فردتُ لشقاوتِكَ ببلاغةِ الغنجِ
ملاءةَ الرغبات
و في حبرِكَ كم وكم سكبتُ
عشبَ الكلام !!
ثم بعنادِكَ الضريرِ تخنقُ كلَّ دمعِ
في مآقي البوح
إذ يُلحُّ عليكَ الرجوع ..
فهل أنتَ بمنأىً عن الذي
في العروق يضجُّ
يسيلُ
يرفُّ
ويثورُ .. يثور ؟!!
كأنك تنسى ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق