
1
أبراج
هُدى الجلاّب
2017/4/20
..
على ضوءِ روح
ورذاذ يُلامسُ جبينَ المساء
يَتطاولُ خجل وتتمادى مَسافة
تعلو مُوسيقى تُرافقُ تسارعَ نبض
على أنقاض تبني المُخيّلة أبراجها
تهمهم مَرايا ناظرة
يَصيرُ خواء يَعجّ بالنرجس
لتفوح ضلوع
وصبح ينتظرُ ندى وريقات
كثيرون يُغريهم عبق ولون
كلّ شيء صارَ يُرهقني
مِن الضجر حتى انتظار الفجر
أشياء تكنسني عِنوة مِن ذاتي
تُبعدني عن أنفاس العراتليّة
خارج الحارات الضيّقة
أشردُ مع بقايا
أنتهزُ غفلة قيود
وأتسللُ نحو رغبة تتوسّل
لمْ يلمس يدي يَومئذ مع أنّها كانت
شهوة واضحة تكاد تنطق رائحتها
ومشينا إلى مجهول
وسبحتْ أنواع ظنون
أكثر مِن حمق مَا حصل
حيث قتلنا قصيدة رهيفة
كانت على وشك الوصول
كذبت العرافة يومها
وصدقتْ شَرايين ينهشها ندم
2
مِن دون ماء
نَص أدبي
هُدى الجلاّب
..
لحظةُ صمت أوجدتني ولحظة بوح غيبتني عن الوجود
بينما لحظات تتدحرج بحثاً عنّي عن درب نور
كأنّ نظراته في غرورها تمادت قصمتْ ظهرَ العبير
في وجهه المُنير وبين عينين ناطقتين وثغر شفاهُه تتلمظ
شردتُ في ذهول
أرى رضاباً يبرق على شفته السفلى
شهوة يقظة تقترب تتدفّق رغبةٌ طافحة مِن أجزاء يابسة
يقشعرّ الشِعر وتنتصب حروف
وأتجاهل كعادتي في صدّ الأمور
أتبع الحل المبتور
أرسم طرقاً مفتوحة وأسلك مرغمة الطريق المسدود
تريد مسك يدي
أنْ تشبك أصابعي المُحبّرة
تشرق وتغيب فيّ
بعدها ماذا سيحصل أيّها العنيد
لمحتُ خيَالَ يدي على الحائط فزعت
ارتجفَ جُبني داخلي وكتبت هرباً
غرفتي تعودت ظلمي وظلامي لهذا تهجرني كلّ ليلة
يتركني السرير المُرتب غطاء وردي ستائر خرساء
لا تتحرك الأطياف لأجلي لا يرقّ حال الأثاث المأسور لي
تُرى ماذا تفعل قرب زوجتك الغافلة
هل حضنتها
قبّلتها
إيه تأكلني أنياب الغيرة وتلوكني أضراس ظنون
تلميح حرف منزلق سلبني دماء الحروف ماذا إذا
وسواس نشط ولج دهاليز رأسي تحكّم عبَر منع النوم
أبعده إلى فضاء أكبر
تُرى لمنْ كانت المشاعر تبوح
تلك التي سُقيتْ مِنْ حبر الجروح
الغريب لا يوجد على السطوح إلا خيال يبحث عن واقع يرضيه
تنتظر الأرواح لقاء أمل مأمول ومراكب لجزر بعيدة وبحور
حرق أعصاب لا يزال يشدّ حبالاً إلى مجهول
حُبّ هذه الأيام ثورة
فوضى تبعثر صفحات الدنيا
لماذا كلّ الأشياء غدت تدورُ بلهاء وتثور
لمْ يُلمس جسدي حتى الآن أخطأت أصابع العازف أوتار الغرام
رُبّما يكذب ذا اللسان لا يكذب إحساس مُرتقب
وعيون مغمضة باتساع الكون
تحت شجرة الكينا الساكتة التي استرقت وريقاتها السمع فعرفتْ ما يدور
ليته أمسك يدي ليته شدّني نحو عطف مكسور
غابت نظراته نحوها مجبرة هي شاردة لا تستحق
ما زالت تحفر لبّ رأسي تمعن في الغوص فأموج غاضبة السطور
سألتُ الشيخ الحبّ حرام
قال في سماح لأجل الحبّ خُلقت الأرض ولا يعدمُها إلاّ الكره الملعون
اذهبي إليه ثمّ استغفري أيّتها الروح لا تبقي عالقة هكذا في شِباك واهمة
في المنام أتاني زائراً
كانت نظراته مُختلفة قبّل فمي لا طعمَ روى عطشي
قبلتُه باردة
زوجته تسحبه منّي باكية أناي تبكي حزناً عليها
رقّ قلبي المريض رغبتي فيه لأجلها انتحرت
تطهّرتُ بماء دافئ تُرى أيكفي الماء لغسيل الذنوب
استيقظتُ كي أكتب نهاية القصّة بيدي
كانت دمشق رائعة كعادتها تحاكي ليلة ناعسة
تلاطف نسيمات ربيع
ربّاه ما أجملَ ربيعَنا الأخضرَ لماذا نخربه بأيدينا
عرق أغبر يلبس الغصن الأسمر كأنّني أحضن بركاناً حيّاً
وأنا أخطّ أسوأ ما رسمت يد في العالم
ابتعدْ عن طريقي أرجوك
وصلته رسالة غبيّة بعد دقيقتين
هكذا أخبرني الهاتف المحمول
ليت زوجته تضمّه إلى صدرها كي يهدأ
ليتها تشعر ولو مرّة بحاجته إلى جرعة حنان
ليتها تلمس عجزه
أحبّه ومازال يلحقني الجنون
تباً لثورة عشوائية تتخبط بفوضوية في ضباب الشعور
3
تقاليد
هُدى محمد وجيه الجلاّب
2017/4/22
..
لَعمري مَا هرولتُ
نحو جسد يَنتظره الدود
هي روحٌ تُغريني
وحقولُ ورود دمشقيّة
أتمنّى عبيرَ براري
تستنشقُ حبقَ حياة
تتثنّى أطنابي
يرتعشُ حلم وثنايا تضيع
يتحرّشُ وحي لأنهض
أتأمّلُ الحولَ الضعيف
شيء جيّد أنْ أعترفَ
بنقص يلتهمُ ذاتي
أيّة رسالة عليّ أنْ أقدّمَ
لبراعم تأتي مُتلهفة
أيّ تفاصيل أشرحها
لغيمات تشردن وسط
لا مُبالاة
للثريّا الساهرة
ماذا أعطي
ويلويني غبار عصور
وتأكل شراييني تقاليد
كيف أنهي تلك المسرحيّة
وستائر ضريرة تحولُ بيني
وبين ذاك الفجر الزاهي الجميل
يعطيك العوافي ياربّ
4
أقدار
هُدى الجلاّب
2017/4/23
..
عليّ أنْ أذهبَ
ذاتَ يوم
هكذا هي الأقدار
ترحلُ شمس ليزهو
في السماءِ قمر
يبقى مِن الشخص أثر
كَمَا أخبرتني أمّي
لتكن أنتَ قصيدة نرجسيّة
تعيش إلى أبد غير محسوب
خارج مداري مَا استطعت
إليك سبيلاً
عليّ أنْ أكون تلك
الشرقيّة المُقتنعة الخجول
يكفيك أنّك وحي إلهامي
إلى ملايين الحقول الدمشقيّة
انّك تعلو السُحب قامة
وشموخ
مع طيبِ روحك الطاهرة
أدركتُ تراتيلَ سماويّة
يُعطرها صفاء سريرة
وليال مِن عصير مِزن
تهطل على مدار الفصول
5
مزوبعة
هُدى الجلاّب
2017/4/24
..
جولات خاطفة فوقَ سُحب
وأعود مع جُرعة نديّة
بِودّي أنْ أهدي
تلكَ الحقول بعضَ مطر
مِن الصعب أنْ يَطولَ جفاف
وكره يتمادى في لبّ قلوب
أجالسُ النفسَ أسألها
كيف السبيل إلى نشوة بضّة
وسط دهاليز سوداء مُرعبة
وتُحاصرني الروح
مِن جديد
تُصوّب تجاهي
زوبعة تأنيب
أرجع أذكرُ نصائحَ أمّي
مُحاضرات مُعلّبة تتسللُ
نحوي كي أعود
أنفضُ الحنق مِن صفحات البال
وأتصنعُ السكون
بينمَا أكادُ أشبه قطعة حجر
ساعات طويلة
تُضافُ إلى جعبة وريقاتي عتب جديد
يسدّ حلقَ جارور لا يفتأ يطلبُ المزيدَ
مِن شرح الوجع
مع وحي يقولُ أنّه يحتاجُ قصيدة
تُحاكي لجيّن قمر لتضيء وسط
ظلمة طاغية تتمَادى بالغرور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق