اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ظلّ مكشــوف ــ قصة قصيرة || عادل المعموري

كلّما خرجت إلى الشارع تشرئب نحوي الأعناق، وتستدير نحوي العيون، أشاهدهم يضحكون، أيمّا أمرأة تراني تشيح بوجهها عني، وتخنقها ضحكة مفاجئة، تكرّر معي المشهد أكثر من مرة ،أعود إلى غرفتي وأبحلق في المرآة، لا شي في يثير الضحك، أنا أعرف أني وسيم وجسدي ممتلئ بعض الشيء، ولكن لمَ يضحكون عند مشاهدتهم إياي ؟
ملابسي ليست رثة، ولكنها متوسطة الحال، أقتنيها من (بالات) الباب الشرقي بوسط بغداد، معظم الناس يتبضعون من بالات باب الشرقي لجودة صناعتها، رغم أنها مستعملة ولكنها جيدة، قررت هذه المرّة أن أخرج إلى السوق واتبضع منه لوازم الطعام خاصتي، لو أيّ من الناس، رجلا كان أو امرأة يضحك مني أو يسخر من هيئتي سألقنه درساً لن ينساه .

أنا لست قرداً ولا بهلواناً ليضحكون مني.ما أن توسطت الشارع، نزلت من تاكسي الأجرة..سألت السائق عن ثمن التوصيلة ..رفض أخذ الاجرة، قدّم لي سيجارة وقطًب جبينه ثم لم يلبث أن انفجر بالضحك ،تركته وتوغلت في داخل السوق وسط الناس، كان الزحام شديدا، سوق (الشورجة) في أوقات المناسبات يعج بالمتسوقين رجالا ونساءً، حتى تضيق بهم الممرات بين البسطات المتراصفة.
لم أجد من يضايقني في اندفاعي ماشياً أسير الهوينا، كلّما اقتربت من محلِِ ما ينفرج لي الناس ويبتعدون عني، وهم ينظرون إلي، في أعينهم نظرة استنكار ودهشة.
بعض النسوة المتلفعات بعباءاتهن ما أن يشاهدنني يشحن بوجوههن بعيداً، ربما تناهت همهمات من أفواههن لا أفهم مغزاها، خرجت من السوق وأنا لم اشترِ حاجة. نظرات الباعة والناس لي لم تكن مريحة كأنني مخلوق خرافي هبط إليهم من كوكب غريب. أصابني قلق شديد، ممن يضحكون هؤلاء، لمَ يفسحون لي الطريق كلما توسطت الزحام، من أنا، و الناس تفسح لي الطريق هكذا ؟!
كنت جائعاً لم أتناول افطاري الصباحي كما ينبغي. دخلت مطعما لل(كبّة )جلست على كرسيّ عال وأمامي رفّ بمستوى الحزام، طلبتُ أن يُقدّم لي صحن كبة برغل، اقترب مني شاب عشريني يرتدي زي المطعم الخاص حدجني بنظرة من رأسي حتى أخمص قدمي وهمس لي :
_هل معك فلوس ثمناً لصحن الكبّة ؟
_طبعاً وما الغريب في ذلك !
_هل تحمل معك نقود حقاً ؟!
_هل قال لك أحد إني لا أملك ثمن الطعام ؟
تركني وهو يهز رأسه، بعد قليل جلب لي صحن كبة وصمونتين، وصحن صغير فيه قطع من الطرشي المخلل، كان الطعام شهياً وله مذاق خاص أعجبني، نهضت من مكاني وغسلت يدي،اقتربت من رجل بدين يجلس خلف منضدة صغيرة، ،إنه صاحب المطعم، سألته عن الثمن قال لي :
_هنيئاً مريئاً ... ثمن طعامك على حسابي.. هيّا.. مع السلامة .
_لماذا على حسابك أنا معي فلوس كثيرة !
قهقه واهتز كرشه الكبير، اتكأ على مسند كرسيه وهو يقول لي :
_ثمن طعامك على حسابي ..اذهب من هنا رجاءً؟
.قالها وهو ينظر أسفل بطني ويبتسم مغطّياً فمه الكبير بأصابع كفه الغليظة. خرجتُ من المطعم واندفعت أسير في الشارع، أفكّر في أمر صاحب المطعم، هل يعرفني من قبل، هل كنا في الجنّدية في حرب الثماني سنوات، هل كان معي في المدرسة ..هل هو جاري ولا أعرفه ؟ لم أهتدِ إلى جواب، فجأة اقتربت مني سيارة شرطة، نزل منها شرطيان مسرعين وأمسكا بي وأصعداني في المقعد الخلفي بكل قوّة، استغربت الأمروأصابني دوار في رأسي، صحتُ بهم مستنكراً :
_ما الذي حصل ..لم أقترف جرماً ...صاحب المطعم هو من قال لي: أن ثمن الطعام على حسابهوسائق التاكسي رفض أخذ الأجرة كرماً منه لي ّ، حملق بي أحدهم وقال :
_أي مطعم وأي تاكسي ؟عن أي شيّء تتكلّم أيها المجنون .؟
_لماذا تقبضون عليّ إذن ؟
ضحك الشرطي الذي كان يمسك برقبتي وأجاب :
_تمّ القبض عليك وفق شكاوى وردت من بعض المواطنين بحقك .
_لم أؤذِ أحداً في حياتي.. حتى أنبوب الماء المكسور بيني وبين جيراني، ألغيت وجوده، للرطوبة التي علقت بحائطهم .
.مسح الشرطي على شاربيه وصاح بي :
_أنت تخلًُ بالأداب العامة ..تلك جُنحة مخلّة تعاقب عليها قانونياً.
_وماذا فعلتُ أنا ؟
_ألا ترى أنك في مكان عام و(ربّي كما خلقتني) ؟!
_لم أفهم .
_أنت في عري تام ومكشوف السوءة.. وضعك أرعبَ الناس.
_هل أنت مجنون ؟!
_سترى من فينا المجنون .. هناك خلف القضبان .
.
عادل المعموري

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...