طريق
تماسك في خذلانه طويلا
الطريق
تثاءب لقصص النّضال المزعومة
تمطّى على امتداد الوعود
تصلّب قليلا كي لا تسقط من فوقه الأقدام الطينيّة
الأغبياء مازالوا يلوّحون للشّمس في غروبها
يعلن اليوم على توقيت الزّلازل
أنّه عاف قوافل المنافقين على دربه
وأنه آن للغافلين أن يسلكوا سبيلا معاكسا
يكفي من الخطى البلهاء
هكذا قال الطّريق
وانتفض من سقوط طفل أخافه ظلّه
هذا ليس طريق الأقصى
ليصنع من حجارة الأطفال
إنّه متاه يؤوب منه الضائعون
ما من مسافة أمان بين الهدف والوسيلة
لا أحد يريد الوصول
الكلّ تسترقه الرّحلة
والطّريق لأوّل مرّة لايريد
أن يكون على أديمه الدجّالون
قرّر أن يبتلع نفسه في موقف الهاوية
لن يهادن ثانية سوانح الوقت الهارب من نفسه
لن يتملّق البدايات ولا النّهايات
ولن يدّعي أنّه يمتلك مصير الحجارة
المستقبل ليس من هنا
الخطوات صمّاء
هؤلاء يرافقون الخديعة
يستأنسون بالصّدى
فقدوا خريطة الصّوت
وضاعت الكلمات
لم يعد الطّريق طريقا
أصبح سيل دمعة
عل وجه تاريخ حزين
*وفاء الرعودي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق