يمكنني اختصار مفهوم الفلسفة والخيال والذي أتقدم به محتفيا باليوم العالمي للفلسفة والذي يقيمه قسم الفلسفة في الجامعة المستنصرية ، وقد كثف في نوافذ ينفذ من خلالها ضوء الفلسفة الى باحة الخيال وبالعكس ومن هذه النوافذ .
النافذة الأولى
كان الخيال اليوناني خصبا على يد الفلاسفة القدماء ، فيما برع أفلاطون بمثاليته الخيالية اما في الفلسفة الاسلامية فان أول تعريف اصطلاحي نجده عند الكندي في رسالته المشهورة: في حدود الأشياء ورسومها حيث يقول: "التوهم هو الفنطاسيا، قوة نفسانية ومدركة للصور الحسية مع غيبة طينتها. ويقال الفنطاسيا هو التخيل، وهو حضور صور الأشياء المحسوسة مع غيبة طينتها".
والقوة المتخيلة يحفظ بها - الإنسان - ما ارتسم في نفسه من المحسوسات بعد غيبتها عن مشاهدة الحواس لها , فهي بمثابة مستودع لكل الصور الحسية التي تدركها الحواس
النافذة الثانية
يعد كتاب أرسطو في النفس النص المؤسس لنظرية الخيال بوصفه طاقة، محركة وفعالة، تعتمل داخل الأشكال والأنساق. وهذا الكتاب اثر كثيرا في الفكر الغربي، كما اثر في الفكر العربي الذي نقل هذا المفهوم إلى العربية بدلالته السيكولوجية، بدءا من القرن الثالث الهجري.
مع أرسطو، لم يعد الخيال سجين مفهوم المحاكاة، وسجين النماذج والنسخ، بل أصبح له وضع اعتباري خاص ومتميز. تخلص من وضعية اللاوجود التي أسندها إليه أفلاطون، وصار موجودا باعتبارها وسيطا يلعب دورا أساسيا بين الفكر/العقل والإحساس.
النفس -الصور - الصورة تابعة للعقل وخادمة والصور، إذن، محسوسات، والحس والخيال مادة العقل ---الخيال رابط موحد بين مختلف وظائف النفس
لتمييز وظيفة المخيلة يميز ارسطو بين 1- فكر استدلالي هو صدق وكذب 2- صورة تخيلية و"التوهم غير الإثبات وغير النفي
النافذة الثالثة
أكثر الفلسفات خصوبة وجاذبية هي تلك التي تستند إلى مخيلة كبيرة كما في آراء الفلاسفة الطبيعيين وعالم المثل وكل الأفكار الميتافيزيقية – ويجب عقد مقارنات بين قوة مخيلة مجاميع الفلاسفة بحسب البيئة واللغة والقومية ، كما يتوجب وضع قواعد لقياس تلك المخيلات ، والتمييز بين مخيلة منطقية تركيبية واخرى حيوية افتراضية تركيبية ، لانه ربما يصح القول بان قوة العقل تعتمد على قوة المخيلة المنسجمة المتماسكة التي تقدم الغريب والجديد
النافذة الرابعة
إذا أردنا فلسفات وفلاسفة منتجين وصناعة فلاسفة أو مجتمع ينتج الأفكار الحيوية يتوجب (الوصول إلى سر صنعة الغرب) والمتمثلة 1- بإعمال المخيلة باستخراج كل جديد 2- الاعلام 3- انبات الصنعة الفلسفية المستقرة التي لا تقف كالعادة عند حد محاولة اللحاق بافكار او منشورات الغير .
النافذة الخامسة
الفلسفة بحاجة إلى الخيال والخيال ليس بحاجة إلى الفلسفة فهو يتنوع في :
الأدب 2- الفن 3- الصناعات 4- العمران ) .
النافذة السادسة
بإمكاننا تصنيف الفلاسفة وفق تخيلاتهم الفكرية الى : فلاسفة أصحاب خيال منطقي – لغوي – اجتماعي – نفسي – متعالي – واقعي – مادي – خيال مقارن – ردة فعل
هنا يقفز السؤال أليست هذه الجوانب انما هي جوانب تفكير الفيلسوف ومساحته ؟
والجواب نعم الا ان العمليات التي يقوم بها الفيلسوف انما تتصل بافتراضات تخيلية للوصول الى جهد منطقي كما فعل ارسطو او لغوي كما عند سوسسير او فنجنشتاين او تراكيب مزيجية كما عند فرويد الذي يتوجب ان يدرس كفيلسوف وهكذا يمكننا وصف افلاطون بالخيال المتعالي او ارسطو بالواقعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق