1
حديث ممتع في موقف الحافلات
بينما كنتُ أقفُ ذات صباح بارد في موقف الحافلات أنتظر حالفةً كالمعتاد شاهدتُ امرأتين طاعنتين بالسّنّ، كل واحدة منهما تستند على الأخرى وتسيران ببطء شديد على رصيف الشارع صوب موقف الحافلات، وحين وصلتا جلستا على المقعد الخشبي وراحتا تتحدثان عن وضعنا العربي المهلهل، فقالت إحدهما أتدرين بأن ثوراتنا العربية طلعت
على الفاضي، فالشعوب قامتْ بالثورات من أجل الأفضل، لكنني أرى بأن الأمور تسير نحو الأسوأ في تلك البلدان، لكن حديثهما انقطعَ حينما أتت الحافلة وصعدنا إليها، وفي داخل الحافلة ظلتْ المرأتين العجوزتين صامتتين .. كان حديثهما بالنسبة لي ممتعا، بينما كنت أنتظر الحافلةَ في ذاك الصباح وأرتجفُ من البرْد.
2
4
حديث ممتع في موقف الحافلات
بينما كنتُ أقفُ ذات صباح بارد في موقف الحافلات أنتظر حالفةً كالمعتاد شاهدتُ امرأتين طاعنتين بالسّنّ، كل واحدة منهما تستند على الأخرى وتسيران ببطء شديد على رصيف الشارع صوب موقف الحافلات، وحين وصلتا جلستا على المقعد الخشبي وراحتا تتحدثان عن وضعنا العربي المهلهل، فقالت إحدهما أتدرين بأن ثوراتنا العربية طلعت
على الفاضي، فالشعوب قامتْ بالثورات من أجل الأفضل، لكنني أرى بأن الأمور تسير نحو الأسوأ في تلك البلدان، لكن حديثهما انقطعَ حينما أتت الحافلة وصعدنا إليها، وفي داخل الحافلة ظلتْ المرأتين العجوزتين صامتتين .. كان حديثهما بالنسبة لي ممتعا، بينما كنت أنتظر الحافلةَ في ذاك الصباح وأرتجفُ من البرْد.
2
نوستالجيا مجنونة في حُبِّ امرأة
يحِنُّ لحُبٍّ غريبٍ ذاقَ طعمَه حينما تركتُه أُمّه مع امرأةٍ غريبة وساحرة الجمَال، بسببِ انشغالها حينذاك في الطّبخ، وراحَ يرضعُ مِنْ ثديي تلك المرأة الغريبة، ورآها ذات يومٍ في حُلْمٍ وبدتْ هرمةً، لكنَّها ظلّتْ محتفظةً بجمَالِها، وقالت له: أتريد حُبّاً آخر منّي! فقالَ لها: ما زلتُ أحِنُّ لطعمِ الحُبِّ، الذي أسكتني من جوعٍ مجنون.. ما زلتُ أشتاقُ لصوتكِ بينما كنتُ أرضع وقتها بكلّ حُبٍّ منكِ، فقالتْ له: لكنّكَ الآن كبرتَ، وذقتَ طعمَ حُبٍّ آخر فقالَ لها: لا أدري، فحُبُّكِ كان غريباً، وها أنا أظلُّ مشتاقاً إلى حُبِّكِ، فقالتْ له: كلا، أنتَ الآن معجونٌ في حُبِّ امرأةٍ أُخرى ترويكَ كلّ الحُبّ، أمّا أنا فهرمتُ ولا يمكنُ أنْ تستطعمَ حُبّي مرة أخرى، وبينما كانتْ تتحدّثُ إليه صحا على صوتِ جلبةٍ وتبيّن أنَّ القططَ يلعبون تحت نافذته بلعبة الحُبِّ، وضاعَ الحُلْمُ، لكنّ حنينَه للماضي يظلُّ يشغلُه رغم أنّه صارَ هرِماً..
3
في صومعةِ القمح أغرقتْه حُبّاً
فاجأته تلك المرأة ذات السّحنة السمراء، حينما أتته بغتة إلى صومعة القمح ذات زمن ولّى، بينما كان ذاك الشّابّ بظهره المنحني يحمل أكياس القمح لتفريغها في الصومعة، وقامتْ بدفعه صوب كوم القمح، وقالت له: لمْ أعد أتحمل أكثر، لقدْ أغرمتُ بكَ، حينما رأيتك ذات مساء واقفا على شرفةِ منزلكِ المطلية حيطانه بألوان غريبة، وكنتَ حينها تدخن بشراهة كريهة، لكنه ظل صامتا ولم يتفوّه بأية كلمة، كان كلامها عن الحبّ يغرقه بهدوء، وشعر لحظاتها بجوّ حارّ من حرارة الصومعة، باللإضافة إلى حرارة همسات امرأة لا تريد سوى إسكات عقلهاالمُحرّض على الحُبّ.. وحينما ذهبتْ قال في ذاته: ما أروع الحُبّ في جوّ حارّ، لقد أغرقتني حبّاً، مع أنني لمْ أكن مستعدا لخوضِ مغامرة الحُبّ من قبل. وراح يحمل أكياس القمح، وظهره زاد انحناءً، ربما من تعبِ غرقِه في الحُبّ4
أعذرني، لأنني أسهى عنكَ لأيّامٍ خارج القلب
أعشقكَ بأسلوبي، أسهى عنكَ لأيام خارج القلب، أترككَ راقدا على مرقاةِ الشّوقِ كشحّاذٍ طريد.. أكون حينها في قِرى اللوحات، أسدّ بالفراشي فوضى الحياة، وفي ليال أخرى، أؤوب إليكَ والشوق يسحّ من عيني، أكسح حجرات القلب من طفيليات عالقة، أطلق سراح أحبائي كلّهم وأسدّ عليك وحدكَ نافذة الحنين ..
أسرّكَ مع رسوماتي كبلبلٍ مرح، أقدّم لكَ الوجدَ واشياء تعشقها، وأرغبُ لو أتمكّن من أن أنسخ منكَ بضعة بلابل كي لا أحسّ بالوحشة حين يأتي وقت الصمت والقحط..
أعشقكَ بأسلوبي، ويوما ما سأثأر منكَ بأسلوبي : أرسمكَ لوحة وأقتلكَ بريشةِ عاشقة رسم الفوضى حتى.. فأنا أرغبكَ، ولكن لعل هناك أشياء تشغلني كفوضى الحبّ رغم اشتياقي لك كل الوقت لكن أعذرني لأنني
أسهى عنكَ لأيام خارج القلب..
6
توق غير عاديّ للثلج
سألتني طفلتي هلْ سيسقطُ الثّلج؟ فرددتُ عليها لا أدري، لكنني لاحظتُ في عينيها توقاً ليس عاديا، فهي تحبُّ اللعبَ بالثّلج، رغم برودة الجوّ، فرأيتها تصمتْ والحزن بدا جليا في عينيها، وقالت: ما أروع أن نرى الأرض بيضاء، لقد مللنا من رؤيتنا للون الأسود لون الحزن والحداد، فقلت لها: الشتاء لم ينته بعد، ولربما ستأتي منخفضات فيها الكثير من الثلوج، فلا تستعجلي، فقالتْ: كم أمرح في مسكِ الثلج، فأنا أُحبُّ اللعب بكراتِ الثّلج، أحبُّ منظرَ نُدف الثلج وهي تتساقط على قبعاتنا .. فقلت يا للتوق الغير عادي للثلج، مع أنني في طقس مثلج أحبًّ الاستدفاء بالقرب من كانون النار بصحبة امرأتي، التي تطفحني بالقهوة وأقوم بتقليب القنوات الفضائية علّني أشاهد نشرات أخبار بلا قتل.. فهي تتوقُ للثّلج، وأنا أتوقُ لرؤيتي وطني ينعم بالسلام..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق