حلم تناسل على فوهة العثرات، يفتّش عن عناوين راحلة سحبتها مستعمرات التيه، تهاوى أمام فراغات العمر المتناحرة، أمام قهقهات صراخ غبار الأزمنة الشّاغرة، لا ضجيجا لأصواته بعد أن قطن ألم الصّمت ذهول الوقت.
أمام تلك الممرّات الصّاخبة بإغراءات جسد الفناء، نصّبت فواصل من أوراق خرافيّة عن تعاويذ الخلود المكدّس منذ زمن في أساطير العمر، كانت الحروف المنتشيّة بعبث لذّة السؤال تسأل عن ضفاف الكلم الذّي اقتنص الأمنيات المسافرة و غادر خلوة البوح، و فكّ اعتصام الرّوح، و هام كالسّهاد يؤنّب تضاريسنا المغتصبة.
تمدّدت قناديل الشّغف التي لامستها جموح اللّهفة و جيوش العتاب على أوردة حلم، و التي نثرت على خوالجه الغنّاء هشاشات من جرح تصاعدت أوتاره تنزف الحبب المصلوب على نايات فاجعة الرحيل الذّي تراخى للظّلال.
هبّت رياح الضّياع تعصف بلاد الدّلال و تمادى الألم يمارس طقوس الأفول ، و اتّسعت مساحات التيه التي اكتسحها غبار الوحل الذّي تماهى في جسد الغروب بعد أن دعته أمسيات النّهاية إلى موائد بهجة تغترف ألحانها من دماء ترتل أنين الجرح على مقل الفرح.
امتطت اللّحظات الهاربة دروب الهبوب، فاتحة راحتيها للرّحيل، حاملة كؤوس الجراحات العربيّة و فراغات النّهاية، سامعة آخر صيحات صدى الأرواح السّاخرة: سآتيكم معتصرا فاجعة حلمي، سآتيكم حاملا أوراق نزواتي، غربتي و ذكرياتي، و مواسم قهر تعربدت على سفوح نهاياتي.
بقلم د. سامية غشّير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق