اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

عـــابـــــــر | قصة قصيرة ...*رشيدة القدميري

⏪⏬
تتشابكُ خيوطُ القصة في ذهنه… تجاوزَ السبعين من عمره، يعيش في بيت كبير جدا وحيدا، حزينا، موقعا هدنة دائمة مع الانتظار… بلاَ زوجة تؤنسُهُ في يومه الطويل، وتخدمه في مرضه، وبلا أبناء أو أحفاد يملأون المكان ضجيجا…

لهبٌ يَتصاعدُ من حنجرته الباردة، كلُّ الأشياء تبدو له تافهةً… باهتةً… حَدَّ غموض تكبرُ معه عباءة احتمالاته؛ لِتملأ كل الفراغات من حوله… تموتُ الكلمات عطشا قبل أن تولدَ في حلقه، يسودُ الصمتُ… يطولُ حبلُ وجعه ويَطولُ… بِقَدر الحزن الساكن في كل فصولِ عمره.
يُفْرغُ شحنة غضبه في تنهيدةٍ عميقةٍ، يتنفّسُ نظرات من ألمٍ… من قهرٍ… من ظلمٍ… من قسوةٍ… وحتى من نارٍ… فالصراخُ ممنوع على روح أشبعها الصقيعُ جلدا!…
حفر الزمن أخاديد بعمق تعبِ وحزنِ السنين على صفحة وجهه، أضعفت العللُ قوى جسمه، والأبيضُ الذي كسا رأسه يحكي ألف قصة وقصة، لا أحفاد يعيشون معه أو يزورونه ليرويها لهم…
عمر طويل مرَّ في لمح البصر، زرعَ الحزنَ بأعماق فؤاد العجوز مساحات لا تنتهي، أخذَ بعضا من روحه ورحلَ…
يوم جديدٌ… يجلسُ كعادته في شرفةٍ يُغلفُها وجعٌ صامتٌ بِحجم سنوات عمره الماضية والآتية… ينظر إلى الأرض وقد قصم ظهره ثقل الخيبات وكأنه يعقِدُ صلحا مع التراب الذي اقترب موعد عودته إليه…
لا أحد يسألُ عنه أو يطرقُ بابه، ينتظرُ مرور جار ممن ألِفَ وجوهم ليطلب منه بصوت مبحوح، أنهكه المرض، أن يشتري له بعض المواد الغذائية، وأحيانا بعض الفواكه…
يموتُ في اليوم ألف مرَّةٍ في انتظار أن يأويه السواد، لتغتاله الكوابيس بدم بارد في كل ليلة!… لكن على حين غِرة يمزج الفجر خيوطه بسواد الليل، فتولدُ شهقةُ صبح جديد…
ها هو، ككل يوم يجلسُ على نفس الكرسي وهدوء تام يُخيم على المكان… وكأن السكون يتشظّى من حزنه في صمت… كأُرجوحَة تعاندُ العاصفة… ينتظرُ نهايته…
عند مفترق الوجع، أدمن قلبه نَفْض الغبار عن جنباته ليتأكّد أنه على قَيْد حياةٍ…لا يرى حوله إلا موت الدفء… موت الوفاء… موت الإحساس… أما الذاكرة، فلا تسألوه عن الذاكرة! لم يعد يعشق التجوّل في سراديبها أو التوقفَ في محطاتها، لا يُكلِّم أحدا إلا للضرورة القصوى، ولا يكلمُهُ أحد… يعي تماما أنه ما عاد للعلاقات بين البشر وزْنٌ، وأن وجودهُ في هذه الحياة كعدمه، فكل واحدٍ في شرنقتِه الصغيرة، يَغزلُ “أَنَاهُ” بإتقانٍ تام، غير آبهٍ به وبكل ما يحدثُ له، يبتعدُ الجميع كل يوم أكثر عنه لتكبر المسافات بينه وبينهم في كل لحظة آلاف الأميال، ويَنضم الكل في النهاية إلى قائمةِ المغادرين من حياته طوعا أوكرها.
غابَ عن شرفته أسبوعا كاملا… لا أحدَ افتقدهُ أو انتبه لاختفائه…
وهاهُم اليوم جيرانه اجتمعوا… القريب منهم وحتى ذاك البعيد… كلهم حضروا… وقفوا أمام باب بيته، حين قدم رجال الشرطة بعد أن أبلغهم عامل النظافة عن رائحة كريهة تنبعثُ من منزلِه، فوجدُوا العجوز جثّة متعفنة… الكل تألَّم لنهايته الحزينة… لينهمك البعض في أخذ صورة للجسد الذي بدأ يتحلّلُ بهاتفه الذكي وينشرها في الحين على صفحات التواصل الاجتماعي، وينصرف البعض الآخر بسرعة لأشغاله…
فإلى متى؟ وإلى أيِّ حدٍّ سنتمادى في بناء أسوار تعانقُ السحاب وتُبعدنا عن كل مَنْ هم مِنْ حولنا؟
“مُجَرَّدُ سُؤال

*رشيدة القدميري

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...